حضر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى المنطقة وبين يديه ملفين أساسيين يحاول تسويقهما وترويجهما بين زعماء المنطقة.
ويُحاول أيضًا الإستعانة بالخبرات القطرية في التواصل مع حماس والأردنية في المسائل الإنسانية.
الملف الأول استنادا الى مصادر أردنية سياسية رفيعة المستوى هو البحث عن طريقة ما للإفراج عن المواطنين الأمريكيين المعتقلين الآن بين يدي حركة حماس داخل قطاع غزة.
والتعامل مع هذا الملف هو جزء من الحملة الإنتخابية لإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن وفقا للكثير من التوضيحات فيما لا يحمل بلينكن معه أي قراءة سياسية للمشهد ولا أي إرادة سياسية بتغيير الوقائع بالاتجاه الذي تضغط به وعلى أساسه دول الاعتدال العربي مثل مصر والأردن.
وفي الملف الثاني محاولة لترويج فكرة الممر الآمن والعمل مع زعماء المنطقة على توفير ملاذ أو ممر آمن لأهالي قطاع غزة وهو إجراء أو ملف يوحي بأن الإدارة الأمريكية مستمرة في توسيع نطاق تفويضها للجيش الإسرائيلي لاستمرار عملية القصف على أهالي قطاع غزة.
وهذه المسألة هي نقطة خلافية بين الإدارة الأمريكية وكل من الأردن ومصر.
وأيضًا السلطة الوطنية الفلسطينية وقبل إستقبال بلينكن في عمان بساعات تم تجالهيز لحوار ثلاثي يشمل الأردن والإدارة الأمريكية بالاضافة الى الرئيس الفلسطيني محمود عباس والذي يبدو انه خالي الوفاض ولا يوجد بين يديه أي قدرة من أي صنف على تحريك الأمور أو ترتيب أوراق في المرحلة اللاحقة بعد عملية غلاف غزة التي أعادت ضبط المعطيات بأكثر من طريقة.
عمليا وقوف بلينكن على محطة عمان لم يكن مقررا وزيارته كانت حصرية لدعم إسرائيل.
لكن بروز خلافات على تعريف الفارق بين ممؤ آمن أو إنساني فيما يبدو دفع الأردن للضغط بشدة حتى يحضر بلينكن ويتباحث معه ومع الرئيس عباس.
والمعروف وسط السياسيين عموما بأن الأردن ومصر حتى الآن يقاومان فكرة الممر الآمن بمعنى السماح بتحريك ديمغرافي داخل قطاع غزة باتجاه الحدود مع مصر أو سيناء.
ولا يُوجد تفسيرات حتى الآن حسب مصادر أردنية من الادارة الامريكية لوجستيا لجوهر وأهداف الممر الأمن الذي تتحدث عنه الإدارة الأمريكية الآن.
لكن برزت خلافات واضحة الملامح ويمكن الاتفاق على بعض تفاصيلها في تعريف الممر الآمن وعلى أساس القناعة أن الأردن ومصر يتحدّثان عن ممر إنساني وليس بمعنى السماح بتحرك كتلة ديمغرافية من أهالي القطاع الذي يتعرض للقصف باتجاه الحدود مع مصر بأي طريقة من الطرق.
وما يتبنّاه الأردن حتى اللحظة بدعم وتنسيق مباشر مع المصريين هو هدنة إنسانية قصيرة الأمد على الأقل لإدخال المعونات الطبية والغذائية والمياه الى أهالي قطاع غزة منعا أولا لحصول كارثة انإانية يمكن ان تؤدي الى تحريك الجماهير العربية وتدخل المواجهة برمتها في تعتبترات تأزيمية .
ولم يُعرف بعد ما إذا كان الوزير بلينكن حضر إلى عمان بعد زيارته لإسرائيل ويلتقي الرئيس عباس في عمان بناء على معطيات يمكنه خلالها التفاعل أو الاستجابة لوجهة النظر الأردنية بخصوص ممر إنساني يؤدي إلى ايصال المساعدات وتحديدا الطبية والغذائية والمياه إلى أهالي القطاع الذي يتعرّض لقصفٍ عنيف.
وإنشاء ممر إنساني يتطلّب بطبيعة الحال موافقة إسرائيل وهدوءً نسبيا على الأقل في عمليات القصف لعدّة ساعات أو لعدّة أيام قصيرة.
المصدر: رأي اليوم