2024-11-23 08:04 م

حديث توطين الفلسطينيين في سيناء يتصاعد.. ما الأسباب؟

تزايد في الساعات الأخيرة في مصر الحديث عن مخطط يسعى لتوطين الفلسطينيين في مصر، وهو الحديث الذي تم ترويجه سابقا في عام 2012 إبان فترة حكم الرئيس الراحل محمد مرسي، وأثار من الجدل ما أثاره.
اليوم يتجدد الحديث عن المخطط نفسه وسط مخاوف قوم ، و اشمئزاز آخرين.
د.عبد العليم محمد مستشار مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام يرى أن تهجير الفلسطينيين إلى سيناء مخطط قديم، نظّر له الإسرائيليون بجدية بالغة، لافتا إلى أن مصر رفضت ذلك.
وأضاف لـ “رأي اليوم” أنه مع مجيء الرئيس الإخواني تجدد الحديث عن هذا الأمر، مشيرا إلى أنه بصرف النظر عن تاريخ هذا المخطط، فإن مصر معنية بالصراع المفتوح بين الفلسطينيين واسرائيل ،ومنتبهة لخطورة الأمر.
ويلفت د.عبد العليم إلى خطورة قطع الكهرباء والغاز والمياه وكل أسباب الحياة عن غزة، لافتا: ماذا سيبقى أمام الفلسطينيين سوى الفرار إلى سيناء والعريش ورفح؟
ويؤكد أن هذا خطر كبير جدا سبق حدوثه فعلا.
وتابع قائلا: “نحن إزاء احتمال قائم، ويجب على مصر التفكير في الأمر بمنتهى الجدية، وما الذي يجب أن تفعله لمنع هذا الاحتمال”.
ولم يستبعد مستشار مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام سعى إسرائيل لذلك المخطط، مشيرا إلى أن ذلك يضمن لها حلا وهميا.
وأكد أن مصر أقوى من ذي قبل لمواجهة هذا المخطط ليس كراهية للفلسطينيين وليس موقفا منهم، ولكن لأن مصر يجب ألا تتحمل عن إسرائيل واجبها في الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني كاملة غير منقوصة.
ويوضح أن مصر تستضيف 9ملايين لاجئ من سوريا والسودان واليمن وليبيا..إلخ،مشيرا إلى أن هذه حالة فريدة في العالم.
وقال إن رفض مصر لهذا المخطط إيمانا منها بأنها ضد إسرائيل وترحيلها كارثة هي السبب فيها،والمسؤولة عنها.
وأكد د. عبد العليم محمد أنه سبق للفلسطينيين رفض هذا المخطط الجهنمي.
وعما يجب على مصر أن تفعله، قال: “على مصر مخاطبة المجتمع الدولي، وتوضيح الصورة كاملة التي يحاول تجاهل أسباب الصراع الناجم عن الإمعان في إذلال الفلسطينيين وإبادتهم. كما يجب التشاور مع السعودية وتركيا، لأن الدول الثلاث على علاقة طيبة بأمريكا، ولها نفوذ وكلمة مسموعة في العالم”.
وردا على سؤال: إلى أي مدى يستمر الضوء الأخضر المعطى لإسرائيل من أمريكا والغرب ضد الفلسطينيين؟
أجاب د.عبد العليم محمد: “سيستمر إلى أن تقول إسرائيل كفى،وإلى أن تشعر أنها انتقمت لكبريائها وللهيبة التي ضاعت،والكرامة التي أهدرت”.
من جهته تساءل أستاذ الإعلام د.حسن علي طوفان الأقصى هل هو بيرل هاربر جديد؟
وأضاف: أخشى أن يكون الأمر مخططا، و تمنح الضربات الموجعة التي نفذتها المقاومة في يومين (عمل كبير) يمنح اسرائيل فرصة لتنفيذ وتبرير..(عمل كبير ).. تنوي القيام به وهو تهجير كل سكان غزة لسيناء بالقوة، وتهجير سكان غزة لسيناء ولو مؤقتا ، مشيرا إلى أن هناك مكرا كبيرا جدا، وإحراجا للسلطة في مصر، بسحق غزة والتخلص من صداع المقاومة للابد.
واختتم د. حسن علي: “أشم رائحة بيرل هاربر .. وأخاف الفرح بانتصار يعقبه مخطط مروع”.
من جهته كرر السفير د.عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق خشيته التي عبر عنها سابقا من ان تكون إسرائيل تخطط بتكثيف الغارات علي غزة حتي تدفع سكانها الي النزوح الي سيناء فتنفذ مشروع الدولة الفلسطينية في سيناء وتنفرد اسرائيل بفلسطين حتي تجلب يهود العالم إليها.
وأضاف الأشعل: “وانا اقول لهم ردا علي توارد الاخبار أن مصر حكومة وشعبا تتمسك بقدسية اراضيها وتؤكد حقوق الشعب الفلسطيني في فلسطين وترفض مخطط إسرائيل لابادة غزةوالقضاء علي المقاومة وهي مشروعة مادام الاحتلال قائما”.
في ذات السياق قال الإعلامي المصري مصطفى بكري إننا في حاجه اليوم قبل الغد إلي جلسة نقاشية مطولة ، يتحدث فيها الخبراء والمتخصصون عن تطورات الموقف الراهن علي صعيد القضية الفلسطينية ، والسيناريو والمخططات، خاصة مخطط تفريغ غزة وطرح مشروع دولة غزة الكبري في سيناء ومخاطر ذلك ، داعيا أن تكون هذه الجلسات شبيهة بجلسات حكاية وطن .
الإعلامي أحمد موسى استضاف اليوم الثلاثاء رجل الأعمال محمد أبو العينين، وتحدثا عن رفضهما لما سمّياه “الوطن البديل للفلسطينيين”.
أبو العينين حذر من مخاطر تنفيذ صفقة القرن باستغلال ما حدث، مشيرا إلى أن أكثر من في غزة وخاصة حماس والجهاد هم مبعدون من الضفة الغربية منذ ١٩٤٨ ،لذلك كان الكلام عن حق العودة .. ورفضت إسرائيل هذا تماما، وطرحت بدلا من هذا إيجاد وطن بديل لهؤلاء في سيناء.
رفح
السؤال الذي أثاره البعض في الساعات الماضية، معبرا عن قلقه: لماذا تم إخلاء أراضي رفح المصرية لمسافة أكثر من ٥ كيلو؟ و هل كان لمنع الأنفاق فقط أم لشيء آخر؟ 

المصدر: رأي اليوم