2024-11-25 05:18 م

قمة العلمين الثلاثية-التطبيع السعودي الاسرائيلي .. مثلث المصالح والاثمان المطروحة

2023-08-14

القدس/المنـار/ قمة ثلاثية ضمت الملك الأردني والرئيسين الفلسطيني والمصري في العلمين، على ارض مصر، هذه القمة تم الترتيب لها على عجل نظرا لأهمية التطورات المرتقبة في الاقليم وفي مقدمتها اقتراب موعد الاعلان عن التطبيع السعودي الاسرائيلي، بعد أن توصلت واشنطن والرياض الى اطاره ونقلت بنوده الى اسرائيل التي طالما تمنت الوصول اليه.

القمة الثلاثية ستناقش تداعيات التطبيع المرتقب واثاره وانعكاساته، والأهم الأثمان التي ستدفع من جانب الاطراف الثلاثة، امريكا واسرائيل والسعودية، وما هو نصيب الجانب الفلسطيني، اذا كان له نصيب في اي من هذه الاثمان، حيث ترى الرياض في الجانب الفلسطيني غطاء لخطوتها التطبيعية، ولأن الجانب الفلسطيني في حالة ضعف، فانه سيقبل بما سيطرح عليه، فالتطبيع حاصل ومؤكد، سواء قبل الفلسطينيون أم لم يقبلوا.

ان مثلث المصالح الامريكي السعودي الاسرائيلي، هو الذي سيحصد المنافسع آنية واستراتيجية، وفي مقدمتها الورقة المساندة للرئيس بايدن في الانتخابات الرئاسية، والانجاز الذي انتظره نتنياهو طويلا في مواجهة المعارضة، وسعي ابن سلمان للحصول على لقب خادم الحرمين الشريفين، وهو لذلك بحاجة الى جهات داعمة، وهو يخشى آلة التدخل الامريكي في هذا التحول لغير صالحه، وبالتالي جاء تطلع ابن سلمان لانجاز التطبيع بتأن ورغبة جامحة للحصول على اثمان تعزز موقعه في الحكم، خاصة وأن مصادر عليمة تحدثت عن انتقال الحكم من الملك سلمان الى ولي عهده بنفس الطريقة التي أوصلت الامير القطري تميم الى الحكم في الدوحة، فولي العهد السعودي يري سلاسة انتقال في الحكم بعيدا عن اي انتقادات او معارضة، ومعي برضى امريكا ومباركتها.

من هنا، تداعى الزعماء الثلاثة الى عقد قمة في العلمين، فالرئيس الفلسطيني يخشى أن يخرج الفلسطينيون "المولد بلا حمص" وهم يشكلون أحد الاغطية المهمة لخطوة التطبيع السعودي الاسرائيلي، خاصة بعد أن ابتعدت غالبية الدول العربية عن ملف القضية الفلسطينية، وأبقت على اسرائيل تمارس أبشع اشكال القهر والقتل ضد الفلسطينيين.

وأما الاردن، فهي تخشى على سرقة الوصاية الهاشمية لتستقر في اليد السعودية، باسناد اسرائيلي وبالتالي، التنسيق بين عمان ورام الله ضروري. لذلك، كانت ضرورة كبيرة لتوجه الملك والرئيس الى العلمين للتشاور مع الرئيس المصري,

مصادر ذات اطلاع كشفت لـ (المنـار) أن الجانب الفلسطيني قد يحصل على اثمان مالية واقتصادية وبعض التسهيلات الاخرى.

المصادر أفادت أيضا بأن السلطة لن تمانع ولن تنتقد خطوة التطبيع بين الرياض وتل أبيب وهي ستقبل بما سيعرض عليها من أثمان أيا كانت، وان رفضت فهذا الرفض لن يضر جانبي التطبيع.

وترى بعض المصادر أن التوقيع على اتفاق التطبيع الاسرائيلي السعودي سيتم بشكل علني قبل نهاية العام الجاري، وقد يجري التوقيع عليه في المكتب البيضاوي في البيت الابيض بين ابن سلمان ونتنياهو بحضور الرئيس الامريكي. أما بالنسبة لقرار تعيين قنصل سعودي في القدس، فوصفت المصادر الخطوة بـ (الاغرائية) لاستكمال الغطاء الفلسطيني لعملية التطبيع بين تل ابيب والرياض، فمثل هذه الخطوة قد تقبل بها اسرائيلا شكلا لتمرير هذه العملية، لعلمها أن السعودية اتخذت هذه الخطوة ارضاء للفلسطينيين لا اكثر، بمعنى أنها خطوة بدون مضمون تندرج في اطار تجميع التبريرات للصمت على التطبيع الذي وصل مراحله الاخيرة.

ويبقى القول أن اي عملية تطبيع بين أي دولة عربية واسلامية لن يساهم في تعزيز الموقف الفلسطيني وصموده.