القدس: آثار جلب منظمات الهيكل الإسرائيلية خمس بقرات حمراء قبل أسابيع مخاوف الأوساط الفلسطينية والإسلامية، من توجه إسرائيل نحو هدم مسجد قبة الصخرة لإقامة الهيكل الثالث المزعوم على أنقاضه، في ظل الاستعدادات من قبل المنظمات الدينية اليهودية لتحقيق هذا المخطط، وتبني الحكومة اليمينية المخطط ودعمه.
ويزداد القلق من حجم الدعم السخي سواء المالي والمعنوي الذي تقدمه الحكومة الإسرائيلية اليمينية للمنظمات الدينية، من خلال مساعدتها في جلب البقرات الخمس من الولايات المتحدة، وتوفير الحماية لاقتحامات المستوطنين اليومية للمسجد الأقصى وإجراء تغييرات في المسجد، ودعمها مشروع جماعات الهيكل المتطرفة، والتي تحضر اللمسات النهائية لبناء الهيكل الثالث المزعوم على أنقاض المسجد، وذلك بعد هدمه وتغيير الواقع الديني والتاريخي فيه.
تقارير عبرية كشفت النقاب عن تورط الحكومة الإسرائيلية في خطوات التحضير لإقامة الهيكل الثالث مكان مصلى قبة الصخرة في المسجد الأقصى، حيث إن مدير عام وزارة شؤون القدس في الحكومة الإسرائيلية ناث نيال يتسحاق، قد أشرف مباشرة على جلب البقرات، في حين تقف المنظمتان اليمينيتان (بونا) وهي منظمة إسرائيلية تتكون من مسيحيين إنجيليين وأشخاص يمينيين، ومعهد (مكداش) على تطبيق المخطط التهويدي .
القناة العبرية ” الـ 13 ” ذكرت، أن هناك عمليات تجري على السطح قد تغير الصورة بالكامل، ففي الآونة الأخيرة وبالتعاون مع الوزارات الحكومية، تبدل العديد من الجهود لتنفيذ رؤية غيبية من وقت تدمير الهيكل الثاني، وبموجبها، فإن حرق بقرة حمراء سيمكن من وصول ملايين اليهود إلى المسجد الأقصى وإقامة الهيكل الثالث على أنقاضه، ويعلق مؤيدو تحقيق هذه الرؤية الغيبية آمالهم على البقرات الخمس الحمراء، التي تم إحضارها إلى إسرائيل بالطائرة من ولاية تكساس الأمريكية.
ووفق متابعين، فإنّ الخطوة تعكس تنامي المعتقدات التوراتية، وتوجه المجتمع الإسرائيلي نحو التطرف الديني والمعتقدات التوراتية لبناء الهيكل الثالث المزعوم مكان قبة الصخرة، حيث تتوافق الأحزاب اليهودية المشاركة بالائتلاف الحكومي على ضرورة تنفيذ فكر بناء الهيكل، الأمر الذي أدى إلى تسارع رصد الميزانيات الخاصة بالتجهيزات أملاً في تحقيق الهدف، في حين تتطلع الحكومة برئاسة بنيامين نتنياهو لبناء الهيكل المزعوم في ساحات الحرم مكان قبة الصخرة، انطلاقاً من انصياعه لمعتقدات وفكر الصهيونية الدينية المتجددة بشأن الخلاص للشعب اليهودي، فضلاً عن الاستعداد مؤقتاً لتقسيم ساحات الحرم القدسي الشريف مع المسلمين، حتى يتمكن اليهود من فرض كامل السيادة الدينية على الأقصى.
وأجمع مختصون في شؤون القدس ومناهضة التهويد، على أن المرحلة الحالية تعتبر من أشد وأخطر المراحل التي تحدق بالمسجد الأقصى، خاصة في ظل حالة الصمت العربي والدولي، والتي منحت للمستوطنين والجماعات اليهودية المتشددة، الاستفراد بالمسجد الأقصى والتضييق على المقدسيين، ومنعهم من إجراء أي ترميم أو مشاريع خاصة.
المختص في شؤون القدس فخري أبو دياب، أكد أن المسجد الأقصى يمر في مرحلة حرجة جداً من التهويد الإسرائيلي، في ظل المساعي التخريبية التي يقوم بها المتدينون والمستوطنون، من إحداث الخراب بالمسجد الأقصى وممتلكاته، من أجل إقامة الهيكل المزعوم.
فخري أبو دياب: “إن الشعب الفلسطيني أمام مرحلة تتجاوز الدور المقدسي أو الفلسطيني، وتحتاج إلى تدخل حقيقي حاسم من المكونات الشعبية والرسمية في الأمة”.
وأوضح لـ”القدس العربي”: أن الشعب الفلسطيني أمام مرحلة تتجاوز الدور المقدسي أو الفلسطيني، وتحتاج إلى تدخل حقيقي حاسم من المكونات الشعبية والرسمية في الأمة، فعلى أرض الواقع خطوات وإجراءات جدية لتهويد الأقصى، من بينها ما كشفها الاحتلال، كالبقرات الحمراء وآليات الهدم والحفر المستمرة أسفل المسجد الأقصى.
وبين أن الصمت العربي والإسلامي تجاه القضية الفلسطينية والمقدسات، منح الفرصة للإسرائيليين للتمادي على عقيدة الأمة الإسّلامية بانتهاك حرمة المقدسات الإسلامية، وباتت إسرائيل لا تحسب أي حساب لأي تحرك عربي ولا لأية ردة فعل، لذلك تسير نحو مخطط إزالة المسجد وتغير الوضع القائم في المسجد الأقصى، لأنها تعي بأن العرب والأمة الإسلامية غارقة في المشكلات والهموم، ولا يوجد من يواجه إسرائيل على أفعالها.
ولفت إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، وفي ظل الفشل الذي يرافق حكومته مع استمرار حالة الصراع والانشقاق، يريد أن يصدر مشكلاته تجاه الفلسطينيين بتبني مشروع بناء الهيكل مكان الأقصى وجعل القدس عاصمة يهودية، من خلال عدة خطوات وانتهاكات لا تتوقف بحق المسجد الأقصى.
بدوره أكد الباحث في شؤون القدس جمال عمرو، أن جلب الجماعات المتطرفة بمساعدة الحكومة في إسرائيل، خمسَ بقرات حمراء، هو تطور خطير ومخطط مسبوق لفرض وقائع جديدة من قبل منظمات الهيكل الإسرائيلية على المسجد الأقصى، يعكس ذلك حالة الإجراءات الحاسمة التي بدأ الاحتلال تنفيذها بحق المقدسات الإسلامية.
وأشار لـ”القدس العربي”: إلى أن نشر فكرة بناء الهيكل ودعمها من قبل حكومة نتنياهو، هو بمثابة خطوة انتحارية وخاطئة بالنسبة إلى إسرائيل، من شأنها إشعال حرب دينية في فلسطين، مع الأخذ بعين الاعتبار أن أي توتر حول ذلك، سيعرض المنطقة لحرب دينية شاملة.
وأوضح أن هرولة الدول العربية والإسلامية نحو التطبيع مع إسرائيل، منح الدعم المجاني للحكومة الإسرائيلية للاستفراد بالأقصى وإقامة المشاريع التوراتية أسفله، كما أدى ذلك إلى إضعاف موقف الفلسطينيين الذين يدافعون وحدهم عن شرف الأمة، في ظل تمادي المستوطنين وشرطة الاحتلال بانتهاك عقيدة المسلمين المسجد الأقصى.
يشار إلى أن خطوات التهويد للمسجد الأقصى تتسارع وتتطور بشكل غير مسبوق خلال الفترة الحالية، من خلال تصاعد موجة الاقتحامات بأعداد كبيرة ومتزايدة من المستوطنين، بمشاركة كبار الحاخامات اليهود ووزير الأمن القومي ايتمار بن غفير، حيث دانت الخارجية الفلسطينية ودولاً عربية وإسلامية اقتحامات كبار الحاخامات والوزراء للمسجد الأقصى، والتي تمثل غطاء رسمي لمزيد من الاقتحامات والاعتداءات بحق المقدسيين والمسجد الأقصى المبارك.
المصدر: القدس العربي