2024-11-25 07:30 م

احتفالات إسرائيلية بالقصور الأموية لتهويدها وخنق الأقصى

2023-06-04

لا تزال سلطات الاحتلال الإسرائيلي تُواصل مساعيها لطمس معالم المسجد الأقصى المبارك الإسلامية العربية، بما فيها منطقة القصور الأموية، وتزوير هويتها وتاريخها العريق، وسرقة آثارها وحجارتها التاريخية، بغية فرض رواية توراتية مزعومة، والتحضير لإقامة "الهيكل" المزعوم.

وبحجارتها القديمة وأبنيتها العريقة التي شيدها الأمويون، تمثل القصور الأموية إرثًا إسلاميًا عربيًا، ورمزًا من رموز الحضارة الإسلامية في فلسطين، مما يدحض مزاعم الاحتلال باكتشافه آثار وموجودات يهودية أثرية بالمنطقة خلال عمليات الحفريات التي أجراها على مدار السنوات الماضية.

وبُينت القصور الأموية في مرحلة الفتح الإسلامي المبكر كدار للإمارة، وقصور للخلفاء المسلمين ومؤسسات إسلامية لإدارة شؤون القدس والمسجد الأقصى وفلسطين قبل حوالي ألف وأربعمائة عام.

وفي عام 1967، سيطر الاحتلال على هذه المنطقة، وحاول أن يُصادرها بحجة ما يسمى "الحوض المقدس"، كي يخنق المسجد الأقصى من المنطقة الجنوبية والغربية، كما حولها إلى متاحف ومزارات ومظاهر تلمودية، لسرد الرواية التوراتية التلمودية.

وتزعم المنظمات الاستيطانية أن القصور مبنية في منطقة "الحوض المقدس" التابع "للهيكل"، لكن الحفريات التي استمرت أكثر من 40 عامًا بمشاركة علماء آثار يهود، أثبتت أن المباني هي قصور أموية ودار إمارة، ولا دليل يشير إلى علاقتها "بالهيكل" أو غيره.

استهداف لا يتوقف

وتعد القصور الأموية جزءًا لا يتجزأ من محيط المسجد الأقصى، تقع على مساحة 80 دونمًا، وتمتد من الزاوية الغربية للأقصى حتى الزاوية الشرقية خلف المصلى المرواني، ومن جدار الأقصى الجنوبي حتى حي وادي حلوة. كما يقول رئيس أكاديمية الأقصى للوقف والتراث ناجح بكيرات.

ويوضح بكيرات، في حديثه لوكالة "صفا"، أن الاحتلال منذ سنوات طويلة، يستهدف منطقة القصور الأموية الأثرية من خلال الحفريات وسرقة حجارتها وآثارها الإسلامية، ونصب ومعابر حديدية ومظلات ومعرشات ومجسمات فنية وغيرها.

ويضيف أن الاحتلال سيطر على هذه المنطقة بعد عام 1967، وباشر بإجراء حفريات أسفلها وتدمير معالمها وآثارها التاريخية، وعمل على إجراء تغييرات واضحة وخطيرة جدًا، دون أن يجد أي أثر يُثبت وجود "الهيكل" فيها.

ولم يتوقف استهداف الاحتلال للقصور الأموية عند ذلك، بل عمل على تحويلها لما يسمى "مطاهر الهيكل"، في خطوة تهويدية خطيرة، وبدأ في تغيير الرواية، وربطها بالأنفاق أسفل بلدة سلوان، حتى اختراق سور البلدة القديمة.

ويبين بكيرات أن الاحتلال أقام في المنطقة صالات عرض ومنصات، ومتحفًا ومركزًا لسرد الرواية التلمودية، ولجلب السياح، عبر عرض أفلام تتحدث عن هذه الرواية، وغسل أدمغتهم، بالإضافة لتحويلها إلى "حديقة تلمودية"، لتقديم التاريخ وفق روايتهم المزعومة.

ويشير إلى أن الاحتلال عمل عام 2018 على تشغيل وترتيب القصور الأموية والترويج لجلب أكبر عدد من المستوطنين المتطرفين إليها.

خنق الأقصى

وضمن حملته التهويدية، يواصل الاحتلال تسيير أعداد كبيرة من الجماعات اليهودية والسياح الأجانب إلى المنطقة ليلًا ونهارًا، بحيث يتم تنظيم حلقات دراسية، وشعائر دينية تلمودية، وخاصة في منطقة المدرج المستحدث الواقع خلف الباب الثلاثي المغلق بالجدار الجنوبي للأقصى.

وتشرف عدة مؤسسات احتلالية على تهويد المنطقة المستهدفة، مثل بلدية الاحتلال في القدس، وما يسمى "لجنة تطوير حائط المبكى"، ووزارة الآثار والسياحة الإسرائيلية.

وعن الاستعدادات لإقامة حفل تهويدي في القصور الأموية بمناسبة ما يسمى "عيد الأسابيع" العبري، يقول بكيرات إن سلطات الاحتلال تستهدف المنطقة بشكل مباشر، وتُقيم فيها احتفالات تهويدية يوميًا، بهدف إظهارها على أنها يهودية تقع ضمن "الحوض المقدس"، بحيث تُفرغها من أي شاهد يُدلل على إسلاميتها وحضارتها.

ويضيف أن هذه الاحتفالات تؤدي إلى إزعاج المصلين داخل المسجد الأقصى والتشويش عليهم، بسبب الأغاني ومكبرات الصوت العالية.

ويعتبر ما يجري في القصور الأموية حرب إسرائيلية ممنهجة ضد الهوية والتاريخ والجغرافيا، لأجل استحداث تاريخ عبري موهوم لا يمت للحقيقة بأي صلة.

ويؤكد رئيس أكاديمية الأقصى للوقف والتراث، أن الاحتلال يسعى من وراء ذلك، إلى خنق ومحاصرة الأقصى، وتهويد المنطقة بالكامل، لتغيير الهوية الإسلامية، وتحويلها إلى " هوية يهودية".