2024-11-25 10:29 م

“لغز” السؤال الإسرائيلي الذي وصل لحماس من ثلاث قنوات “

2023-05-08

سؤال واحد تلقته حركة حماس عبر ثلاثة أطراف قبل أسابيع قليلة وعند المواجهة العسكرية التي ضبط إيقاعها في اللحظات الأخيرة خلال أواخر شهر رمضان.
السؤال وجهه الاسرائيليون لقادة حماس وسط حسابات المواجهة ونقاشات توحيد الساحات عبر ثلاث قنوات رفيعة المستوى الاولى في قطر والثانية في مصر والثالثة في تركيا.
صيغة السؤال كانت كالتالي: هل نفهم بانكم قررتم تغيير قواعد الاشتباك؟
كان الهدف من السؤال هو محاولة حكومة اليمين الاسرائيلي فهم منطق التزامن الغريب وغير المسبوق بين خمس عمليات بتوقيع المقاومة وفي غضون ساعات قليلة اثر اقتحام القوات الاسرائيلية للمسجد الاقصى.
الحديث هنا حاول الاستفهام عبر الوسيط الثلاثي عن إطلاق اكثر من 52 صاروخا من الجنوب اللبناني.
وبالتتابع الزمني اطلاق 8 قذائف صاروخية من إحدى مناطق جنوب سورية خلافا لإطلاق عشرات الصواريخ من قطاع غزة وفي الاثناء عملية أريحا والأغوار التي قتلت فيها جنديتين اسرائيليتين وفي الاثناء ايضا بالتزامن عملية الدهس على شواطئ تل ابيب.
أرعب ذلك التزامن في هذه العمليات المنسقة زمنيا المؤسسات الأمنية العميقة في الكيان وقبل محاولة الرد والاشتباك بمواجهة مفتوحة قرر الطاقم الأمني الاسرائيلي المصغر الإستفسار من حركة حماس ولكن عبر الاجهزة المصرية والتركية والقطرية، الامر الذي اشر مبكرا على مسالتين:
ـ أولا: ان مسالة توحيد الساحات أقلقت تماما الإسرائيليين.
ـ ثانيا: ان مستوى ومنسوب القلق وصل الى حد البحث عن إجابة على السؤال الاسرائيلي من عند اجهزة الدول التي تتعامل مع المقاومة وحركة حماس في جناحها السياسي.
حتى قبل يومين وبعد إستشهاد الاسير الشيخ خضر عدنان والمواجهات التي اعقبت ذلك بقي لغز تنسيق وتوحيد الساحات يطل برأسه كشبح بالنسبة للإسرائيليين الذين التهمتهم عمليا حساباتهم المعقدة تجنبا لأي مواجهة مفتوحة في هذا التوقيت.
اللافت أكثر كان الاجابة التي نقلت عبر بعض قيادات حماس الى السائل الاسرائيلي ومن نفس القنوات الثلاث.
بعد مشاورات داخلية تقرر ان تكون الاجابة: ليس بعد.. لم نقرر بعد تغيير قواعد الاشتباك لكننا سنفعل بوضوح في حال المساس بالمسجد الأقصى.
كانت تلك إجابة مسيسة بإمتياز والاعتقاد راسخ ان السلطات الاسرائيلية غيرت معادلتها الأمنية وبدلتها في النصف الثاني من شهر رمضان تجنبا لمفاجآت المقاومة وللتورط في مسالة ومساحة توحيد الساحات.
وإجابة حماس على الاستفسار الاسرائيلي عبر الوسطاء كانت ذكية ايضا لانها توحي بان المقاومة تملك القدرة اليوم على تنسيق العمليات ضمن المفهوم الذي يقلق الاسرائيلي في توحيد الساحات.
ولأنها ايضا حددت سقفا عن بعد الحالة التي ستجبر المقاومة على تغيير قواعد الاشتباك فقد بات مرجحا بان الامن الاسرائيلي وبصورة حاسمة بان العمليات الخمس بالتزامن من لبنان وسورية وغزة واريحا وتل ابيب بتوقيع الجناح العسكري لحركة حماس مع ان الحركة باركت هذه العمليات فقط ولم تتبناها.
في الفهم اللوجستي لتداعيات الحرص على تحقيق فاصل من الردع في سياق الاشتباك رسائل ملغزة من المقاومة كان لها اثر بالغ في التفاصيل فحماس تقول ضمنا ان لديها القدرة اليوم على اطلاق صواريخ على الشمال الفلسطيني المحتل ومن لبنان فيما المفاجأة لم تكون تلك فقط ولكن زادت بان فصيلا مستقلا من ابناء حركة المقاومة تمكن وخلال دقائق فقط من اطلاق 52 قذيفة صاروخية ضد اسرائيل.
ومن منطقة ثانوية جدا في الاراضي اللبنانية مع العلم بان امكانات المقاومة العسكرية اليوم في الجنوب اللبناني قد تكون اكبر من ذلك بكثير.
واطلقت 8 صواريخ من داخل الاراضي السورية وكانت الفكرة تكريس مفهوم الردع ايضا وخدش العدو والقدرة على الاشتباك من عدة ساحات بما فيها مناطق صغيرة مموهة في او قرب درعا السورية .
في عملية أريحا رسالة إضافية عن لوجستيات الاشتباك المسلح في الضفة الغربية وفي عملية الدهس على شواطئ تل ابيب رسالة”فردية” موازية فيما المقاومة في غزة يعرف العدو الان إمكاناتها.
المصدر: رأي اليوم