تستحضر المكتبة التراثية في مكتبة قطر الوطنية الذكرى الخامسة والسبعين لنكبة فلسطين، حيث تنظم ندوة بهذه المناسبة، وذلك يوم 15 مايو المقبل، تحت عنوان «75 عامًا على النكبة: الأرشفة كأداة لتعزيز الوجود والهوية». وتنظم المكتبة الندوة بالتعاون مع مؤسسة خزائن للأرشيف المجتمعي، وستنعقد افتراضيا عبر برنامج Zoom بالإضافة إلى بث مباشر عبر قناة المكتبة الرسمية على اليوتيوب. وتطرح محاور هذه الندوة أهمية إعادة جمع وقراءة الأرشيف، بهدف التعلم وتعزيز نقاط القوى وبناء مشروعات نهضوية متجهة نحو البناء المعرفي الذي يشكل مرحلة بناء لتاريخ اجتماعي جديد بوعي متفتح وتشكيل الهوية التي هي أساس جوهر القضية وأساس كل وجود، حيث تنطلق الندوة بالوقوف على آثار النكبة على أفراد المجتمع الفلسطيني وما سببته من حالة تشظٍ في الذاكرة وتبعثر للهوية وخسارة لأجزاء حيوية منها. وتستهل الندوة الافتراضية الأستاذة إخلاص أحمد، موظفة جولات تعريفية ومعارض بتقديم نبذة موجزة عما تحتويه المكتبة التراثية من مجموعات نادرة ذات صلة بتاريخ فلسطين المدوّن والمتنوعة ما بين الكتب المطبوعة والمجلات والدوريات بالإضافة إلى الخرائط إلى جانب مجموعة من الوثائق والأرشيف، وأهميتها في دراسة الجانب التاريخي لفلسطين والعلاقة مع التاريخ الراهن والمعاصر. ويأتي تنظيم المكتبة لهذه الندوة انطلاقاً من أن فلسطين تاريخيًا موضع اهتمام الرحالة والمستكشفين مرورًا بمختلف الحقب والأحداث وصولًا إلى الفترة المعاصرة مع الصراع المستمر، حيث تتبلور أهمية حفظ تاريخ الماضي والبناء عليه عبر الحفاظ على سمات الهوية الجماعية، وتجاوز النكبة من خلال ذاكرة الناس وأرشيفهم.

وسيتناول الأستاذ فادي عاصلة الباحث في التاريخ الفلسطيني والمتخصص في كتابة التاريخ القروي الفلسطيني كمصدر مواز لقراءة التاريخ الفلسطيني، أهمية فعل الأرشفة من خلال عمل مؤسسة خزائن كمشروع مجتمعي ينطلق من الناس ويعود إليهم، إذ ستتم الإشارة إلى خطوات الأرشفة بداية من الجمع والتوثيق حتى الإنتاج المعرفي. وتعتبر «خزائن» أرشيفا مجتمعيا يوثق حكايات الناس من خلال جمع المواد والمنشورات قصيرة المدى (مطويات، منشورات، دعوات، ملصقات، وثائق) بالإضافة إلى الصور من فلسطين والعالم العربي. وتسعى «خزائن» لبناء مورد معرفي يشكل مساحة لإنتاج وتوفير مضامين ثقافية ومعرفية، تساهم في دراسة التاريخ المجتمعي ورفد المهتمين بأدوات بحثية تساعدهم على دراسة الماضي وفهم الحاضر وبناء المستقبل، وهي مؤسسة مستقلة غير ربحية، مركزها مدينة القدس- حي الشيخ جراح، وتأسست في تشرين الأول من عام 2016. وتهدف لتعزيز مجتمع فلسطيني ناهض في وعيه، حافظ لذاكرته، وحامٍ لإرثه، قادر على صناعة مستقبله. وسبق أن أقامت المكتبة الوطنية عدة فعاليات خاصة بالقدس الشريف وإبراز أهمية القضية الفلسطينية. كما نشرت مجموعة من الصور التاريخية، التي تزخر بها المكتبة التراثية، وتبرز التاريخ الحافل للعرب في فلسطين.