2024-11-22 08:05 م

“الأقصى” يضع العلاقة الأردنية الإسرائيلية على المحك بعد هدوء نسبي

2023-04-06

ارتفع منسوب التوتر في العلاقات بين الأردن وإسرائيل، جراء اقتحام شرطة الاحتلال الإسرائيلية المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف فجر أول من أمس والاعتداء على المصلين والمعتكفين فيه.
وفي ظل استمرار تصعيد قوات الاحتلال، يخوض الأردن بحسب مراقبين حراكا دبلوماسيا مكثفا لمواجهة تصعيد حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرفة، فالمملكة تسعى لبناء موقف دولي يحافظ على الوضع التاريخي للقدس، والتأكيد على الوصاية الهاشمية على المقدسات، من خلال الاتصالات التي يجريها نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي مع نظرائه لتنسيق مواقف موحّدة وللحصول على مواقف وإدانات دولية لخطوات حكومة نتنياهو.
كما دعت المملكة وبالتنسيق مع دولة فلسطين، وجمهورية مصر العربية بصفتها رئيس الدورة العادية 159 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، إلى اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين، في ضوء التطورات التي يشهدها المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف.
وفي هذا الصدد، يرى الوزير الأسبق الدكتور وائل عربيات أن ما تحتاجه المنطقة حاليا هو جهد حقيقي لإيجاد أفق سياسي للصراع على أساس حل الدولتين، وليس المزيد من الخطوات الاستفزازية التصعيدية التي تحاول فرض الأجندات المتطرفة وتهدد بتفجير دوامات جديدة من العنف.
وأكد عربيات أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي برئيسها الحالي بنيامين نتنياهو تتعمد استفزاز المشاعر الدينية لكل المسلمين، داعيا إلى نصرة القدس و”الأقصى” معنويا وماديا.
ودعا المُجتمع الدولي والأمم المُتحدة والمنظمات الدولية الحقوقية للضغط على حكومة الاحتلال لوقف عدوانها على المُقدسات واحترام القرارات والمواثيق الدولية ذات الصلة.
وأضاف: “تتسارع الجهود الأردنية لمواجهة تبعات اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي للمسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف فجر أول من أمس والاعتداء عليه وعلى الموجودين فيه، حيث يقود جلاله الملك عبدالله الثاني شخصيا جهدا دبلوماسيا وسياسيا في كل الاتجاهات للتعامل مع تبعات الاقتحام، والتواصل مع عواصم القرار العالمي، عبر لغة واضحة رافضة لهذا التصرف الخطير وتداعياته، بصفته غير قانوني ويتناقض مع الشرعية الدولية”.
من جهته، يقول الأمين العام للحملة الأكاديمية الأردنية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني الدكتور محمد مصالحة: “تتوالى في شهر رمضان الفضيل عمليات المقاومة للشعب الفلسطيني ضد الاحتلال والاستيطان باعتبارهما أعمالا مخالفة لأحكام القانون الدولي، فيما تصر سلطات الكيان الاسرائيلي على مواصلة وتكرار ارتكاب جرائمها بقتل الإنسان الفلسطيني لمجرد إنه يرفض هذا الاحتلال والاستيطان غير المشروع”.
وتابع مصالحة: “لوحظ في عملية طعن اثنين من جنود الاحتلال في تل ابيب ان الرد الفلسطيني سيدخل العمق الاسرائيلي لإثبات ان يد المقاومة تصل الداخل وهو غير آمن كما يكرر اعلام الكيان، ولقد كانت غالبية العمليات في الأرض الفلسطينية المحتلة عام1967 في نابلس وجنين ومخيمها والخليل وعقبة جبر وأريحا والقدس والدهيشة وغيرها”.
واضاف: “هذا الكيان مهدد بعدم البقاء وستصبح المطالب الفلسطينية والعربية أكبر وأبعد، وفلسطين ليست الضفة الغربية وقطاع غزة فقط بل كذلك فلسطين عام 48 التي احتلت بقوة السلاح والدعم الغربي لهذا الاحتلال”، داعيا الاسرائيليين للانفصال عن الوضع الذى صنعه غلاة المتطرفين الذين تركوهم نهبا للخوف والقلق من واقع صعب ومستقبل يكتنفه الغموض، والعودة إلى رشدهم والتخلص من أوهام وأساطير بالية يحاول بن غفير وسموترتش ونتنياهو حقن عقولهم بها.
بدوره، يرى المحل السياسي الدكتور صدام الحجاحجة، ان العلاقات الأردنية الإسرائيلية تذهب نحو الأزمة والتصعيد، في ظل ما تحدثه التطورات والتصريحات الإسرائيلية، وآخرها اقتحام شرطة الاحتلال الإسرائيلية المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف فجر أول من أمس والاعتداء عليه وعلى الموجودين فيه.
وأضاف الحجاحجة: “العلاقة بين الأردن وإسرائيل تواجه تحديات متواصلة تتمثل بالتصريحات العنصرية التحريضية المتطرفة الصادرة مؤخراً التي أنكرت وجود الشعب الفلسطيني، وهويته، وثقافته، وحضارته، وكل ذلك من منبر احتوى خريطة مزعومة لإسرائيل تضم الأراضي الفلسطينية المحتلة والمملكة الأردنية الهاشمية”.
وتابع: “العنف لن يتوقف إلا إذا توقفت أسبابه، وأسبابه الرئيسة هي الإجراءات الإسرائيلية اللاشرعية التي تتمثل في توسعة الاستيطان ومصادرة البيوت وتهجير الفلسطينيين من بيوتهم، وفي عدم احترام الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، والحفاظ على الأمل بالسلام والحؤول دون تفجر العنف الذي سيدفع الجميع ثمنه”.
وقال إن تصاعد التوتر بين عمان وتل أبيب جاء بعد أجواء دافئة شهدتها العلاقات منذ بدء اجتماعات العقبة وبعدها شرم الشيخ، خاصة وأن الأيام الأولى من رمضان مرت بسلاسة وسلام، الامر الذي يثير الكثير من التساؤلات عن الدوافع الرئيسية وراء الارتفاع المفاجئ في درجة حدة التوتر من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلية.
وأكد الحجاحجة أن الانتهاكات الإسرائيلية الأخيرة داخل المسجد الأقصى ومحاولة تفريغه من المرابطين لإدخال المستوطنين تحت حماية الشرطة الاسرائيلية، يأتي ضمن مخطط التهميش الديني، وهو المخطط الذي وصل قمته في تشرين الأول 2021 حين أصدرت محكمة الصلح الإسرائيلية في القدس، قرارا هو الأول من نوعه يسمح لليهود والمستوطنين بأداء طقوسهم الدينية في المسجد الأقصى.
وأكد الحجاحجة أن إسرائيل ذاهبة باتجاه إكمال مشروعها، بعدما أفشلت خيار حل الدولتين، والتهرب من استحقاقات السلام، لتعيد تشكيل المعادلة ككل، وتغيير قواعد اللعبة، مع عدم خسارة العالم، وحتى ممن لهم مصالح في عملية السلام.

المصدر: الغد الاردنية