2024-11-25 04:28 م

بيرنز يهتم وبلينكن لا يحفل.. كيف وبمن يشارك الأردن في “النقب 2″؟

2023-02-10

عادت الى مستويات الجدل خلال الساعات والايام القليلة الماضية مسألة مشاركة الاردن في مؤتمر النقب الذي تستضيفه المغرب على هامش النشاط الدبلوماسي الامريكي الخاص بفرض برنامج تهدئة في مساره الامني على الوضع المتفجر والمأزوم في الاراضي الفلسطينية المحتلة.
ويبدو ان عمان لا تزال تحاول الضغط على الأمريكيين حتى يحضر الفلسطينيون ايضا او ممثلون لهم في  مؤتمر النقب علما بان الحسابات الاردنية تؤمن بان التركيز  على المسار الاقتصادي في الاقليم وعلى حواف القضية الفلسطينية وبدون افق سياسي سيكون استراتيجية ضارة بعملية السلام والمفاوضات والقضية الفلسطينية وبالتالي تلحق ضررا بالمصالح الاردنية.
ومن المرجح ان وزارة الخارجية الامريكية تضغط بشدة على الاردن لحضور المؤتمر “النقب 2″ وسط خشية  الجانب الاردني من ان يكون التركيز على الدور المغربي في مسالة الترتيبات الاقتصادية والتطبيع المتفاعل مع اسرائيل من شانه ان يمس بالتفاهمات وما يسمى بـ”ستاتس كو” في القدس وبالتالي دور الوصاية والرعاية الاردنية.
رغم ذلك تتحدث مصادر سياسية في واشنطن عن ان مسالة الضغط على الاردن بخصوص الترتيبات النقب ٢ كانت مثارا للتجاذب والجدل واحيانا الخلاف بين نخبة من كبار المسؤولين في الادارة  الامريكية .
وقد نوقش هذا الأمر  كان هذا الامر في الزيارة الاخيرة التي قام بها الملك عبد الله الثاني الى الولايات المتحدة مؤخرا  والتقى خلالها الرئيس الامريكي جو بايدن.
وتشير المصادر هنا الى ان وزير الخارجية أنتوني بلينكين ومعه مستشار الأمن القومي جالك سوليفان يضغطان على الحالة الاردنية في اتجاهين او مسارين.
الأول ضرورة التركيز على  حضور مؤتمر النقب والتفاهمات الاقتصادية والثاني له  له علاقة بان يحضى الاردن بدور في مسالة الترتيبات الأمنية وإعادة هيكلة المؤسسات الامنية الفلسطينية، الأمر الذي يعتبره الاردنيون بمثابة مساحة حساسة لا ترغب المملكة بالاقتراب منها في هذا التوقيت تحديدا وفي ظل برنامج حكومة اليمين الاسرائيلية.
لا يحفل الوزير بلينكن رغم نعومته الدبلوماسية وتأييده العلني للامر الواقع  والتاريخي في القدس بما يناسب الاستراتيجية الاردنية بالحسابات الحساسة الاردنية فيما يظهر رئيس جهاز الاستخبارات الامريكي وليام بيرنز قدرا أكبر من التفهم للحسابات و للمصالح الاردنية وجهة نظر بيرنز ان الضغط على الاردن قد يؤدي الى مشكلات يمكن الإستغناء عنها.
وان الاردن في وضع إقتصادي اصلا ضاغط وحساس واي ضغط عليه في مسالة الدور الامني ولاحقا مسالة حضور النقب والفعاليات الاقتصادية بدون أفق سياسي قد يؤدي الى مشكلات في بلد صديق وحليف و مهم جدا في الجغرافيا السياسية مثل الاردن.
ويتقدم وليام ببرنز بملاحظات متفهمة اكثر للاعتبارات الاردنية الداخلية خصوصا وانه خدم لسنوات طويلة سفيرا لبلاده في المملكة الاردنية الهاشمية.
لكن تلك الملاحظات التي يتقدم بها وليام بيرنز لا يبدو ان بلينكن وسوليفان  مهتمان جدا بها.
وحسب مصادر وأوساط واشنطن يريد وليام بيرنز ان تخف الضغوط عن الاردن.
وتجنب اي مجازفة بخصوص الضغط على الاردن في مسارات او زوايا ضيقة بخصوص القضية الفلسطينية وترتيبات الاقتصاد الاقليمية سواء في مؤتمر النقب او على مستوى التطبيع الابراهيمي.
والسبب الوضع الاقتصادي الصعب في الحالة الاردنية و رصد الكثير من فعاليات الإعتراض او الضغوط الناتجة عن الوضع الإقتصادي عند الأوساط القبائلية والاجتماعية الحليفة للدولة في الاردن.
 ويعتبر بيرنز ان عدم أخذ هذه الاعتبارات الداخلية الاردنية بالحساب يمكن ان يلحق ضررا لا مبرر له ولن يفيد احدا لا في الادارة الامريكية ولا في الجانب الاسرائيلي.
ومن الواضح حتى الان بالنسبة للخبراء الذين يراقبون المشهد في الإدارة الامريكية ان مسالة او ملف الزاوية الاردنية في اي ترتيبات أمريكية سواء في التهدئة او إعادة هيكلة الأجهزة الامنية تشهد تجاذب وخلافا في محور بلينكن وسوليفان   وبيرنز الذي يصنف باعتباره صديق وفي ومخلص لعمان ولرموزها ولديه خبرة  واسعة في العمل عبر الاردن ومعه.
المصدر: رأي اليوم