2024-11-25 01:42 م

إسرائيل تدخل مسار التدمير الذاتي 

2023-01-14

وسط الجدل الساخن والتراشق الداخلي الإسرائيلي المتفاقم، منذ فوز المعسكر الصهيوني الفاشي الديني في انتخابات الكنيست الخامسة والعشرين، يزداد عدد الجهات المحّذرة من أن مضي حكومة نتنياهو السادسة بتغييرات عميقة في نظام الحكم، وبتعميق التهويد والاستيطان، سيؤدي إلى تفكّك إسرائيل، فيما يشير بعض المعلقين لخطورة استمرار الاحتلال والتورط بضم أراضٍ فلسطينية جديدة، وينبهون إلى أنها تقود لنشوء دولة ثنائية القومية.

ويأتي كل ذلك تزامناً مع تراشق غير مسبوق بين الائتلاف الجديد والمعارضة، بلغ حد التخوين والطعن الشخصي، والدعوة للاعتقال، والمقارنة بين حكومة نتنياهو وسموتريتش وبن غفير مع النازيين.

 ويرى البروفيسور يحياعام فايس، المحاضر في جامعة حيفا، المختص بتاريخ اليهود السياسي، أن حكــومـــة نـتـنـيـاهــو الجــديــدة تعرّض مستقبل إسرائيل للخطر. ويقول، في مقال نشرته صحيفة “هآرتس”، اليوم، إنه حتى الآن شكلوا في إسرائيل 37 حكومة، بما فيها الحكومة الجديدة، بعضها أثار مشاعر السرور والتفاخر في أوساط الجمهور ووسائل الاعلام. وتابع: “هكذا كانت الحكومة الأولى، التي شكلها بن غوريون في آذار 1949 بعد انتهاء حرب 1949. هذه الحكومة كانت صغيرة، فيها 12 وزيراً فقط، 40% من وزراء الحكومة الجديدة الحالية حكومة نتنياهو السادسة. معظم الوزراء فيها كانوا شخصيات تاريخية بارزة، من بينهم موشيه شريت واليعازر كابلان وغولدا مئير وبنحاس روزين وزلمان شزار والحاخام يهودا ليف فيشمان، رئيس الصهيونية الدينية الأصلية، الوطنية والمعتدلة، والتي الفرق بينها وبين “الصهيونية الدينية” الآن هو فرق كبير جداً”.  ويقول فايس أيضاً إنه عندما صادقت الكنيست الأولى على تشكيلة الحكومة ساد الشعور بـ “نحن نحلم”، وعندما أعلن رئيس الكنيست، يوسف شبرنتسك، بأن “الكنيست منحت الثقة للحكومة” استقبل أعضاء الكنيست هذا الإعلان بـ “التصفيق المتواصل”. ويستذكر أيضاً “مشاعر إيجابية” سادت في إسرائيل عقب تشكيل الحكومة الثامنة عشرة، في حزيران 1977 ، بعد الانقلاب السياسي الأول، والتي ترأسها مناحيم بيغن، رئيس “الليكود”، بعدما تبين أن دولة إسرائيل قادرة على تغيير الحكم بشكل منظم ورسمي للمرة الأولى في تاريخها”.
مشاعر اشمئزاز وخجل
في المقابل يقول فايس إن المشاعر التي ثارت عند رؤية تشكيلة حكومة بنيامين نتنياهو الجديدة هي مشاعر مختلفة كلياً: مشاعر غضب وخجل واشمئزاز إزاء حكومة غير مسبوقة وغير محتملة وغريبة عن كل سابقاتها– حكومات الوسط واليسار واليمين. منوهاً أن هناك أسباباً كثيرة لهذه المشاعر، وهاكم الأسباب الرئيسية من بينها: السبب الأول هو أن هدف الحكومة ليس توحيد التيارات المتعارضة في الدولة، بل المس بالأقليات التي تعيش فيها، مثل المثليين واليساريين، وبالأساس أبناء الشعب العربي الجار. ويضيف: “يشير وزراء الحكومة الجديدة، مرة تلو الأخرى، إلى أن “أرض إسرائيل” هي أرض لشعب واحد فقط، وهو الشعب اليهودي”، ويتجاهلون بغطرسة حقيقة أنه في بلادنا يوجد شعب آخر يعتبر أبناؤه الأرض أرضهم”. معتبراً أن هذه الرؤية، القومية المتطرفة بشكل واضح، تختلف كلياً عن أقوال بن غوريون أثناء عرضه لحكومته الأولى، التي قال فيها وقتها: “هنا، البرلمان العبري التقى للمرة الأولى أبناء الشعب اليهودي والعربي. أنا على ثقة بأن هذه البداية لالتقاء الشعبين من أجل العمل المشترك، من خلال الفهم المتبادل والاحترام المتبادل”.

انقلاب عسكري ديمقراطي
والسبب الثاني، برأيه، هو أنه عملياً هدف الحكومة هو خلق انقلاب عسكري ديمقراطي، موضحاً أن نتنياهو يقول إن أساس الحكومة هو “إرادة الشعب”، التي تم التعبير عنها في الانتخابات، لكن فعلياً أساسها هو الرغبة في تقويض القواعد التي تشكل أسس الدولة منذ إقامتها. ويضيف: “لا يدور الحديث عن البناء أو عن تغيير مراقب، بل عن الهدم. والدليل على ذلك هو قرار نتنياهو عدم دعوة المستشارة القانونية للحكومة إلى الجلسة الأولى لحكومته. يمكن اعتبار أن الحكومة بلطجية، وثمة مثال صارخ على ذلك هو آريه درعي. في 1993، عندما كان وزير الداخلية في حكومة إسحق رابين تم تقديم لائحة اتهام ضده، وأمرت المحكمة العليا رئيس الحكومة بإقالته من منصبه. غضب رابين وعارض، لكنه قبل تعليمات المحكمة. وفي أيلول 1993 توقف درعي عن القيام بدوره كعضو في الحكومة، رغم أنه كان متهماً “فقط” ولم يحكم عليه”.

واستذكر اضطرار أرييه درعي للاستقالة على الفور لأن الاجواء العامة في التسعينيات كانت مختلفة عن الأجواء السائدة الآن، حيث توجد هنا فجوة كبيرة جداً: الآن انضم درعي، المجرم المدان بشكل متتالٍ، للحكومة، بدعم من رئيس الحكومة، وهو نفسه متهم بمخالفة جنائية”.

عنصرية بدون أقنعة
السبب الثالث خلف مشاعر الغضب والخجل والقرف، برأي المؤرخ الإسرائيلي، هو التصريحات العنصرية للوزيرة اوريت ستروك: “الطبيب يمكنه عدم تقديم العلاج إذا تناقض ذلك مع عقيدته أو مع موقفه الديني”. وينوه فايس أن المعنى هو أن الطبيب يمكنه منع العلاج عن شخص مثلي، وعن يهودي إصلاحي، وعن عربي، وعن يساري، أو عن شخص قادم من أثيوبيا، فقط بسبب أنه لا يعجبه لون جلده. مؤكداً أن هذه الأقوال تخرق تماماً أخلاق مهنة الطب الأساسية وتثير الغضب الشديد وبحق. وتابع فايس: “تحفظ نتنياهو على هراء ستروك بلهجة عامة وخفيفة، لكن لم يكن فيها ما من شأنه أن يجعله يتراجع عن ضمها إلى حكومته.

قوانين نازية
 إضافة الى ذلك، يؤكد فايس أن هذه الأقوال العنصرية تشبه بشكل كبير الأقوال التي كتبت في “قوانين نيرنبرغ” العنصرية واللاسامية، التي تم سنها في أيلول 1935 في فترة الرايخ الثالث. ويشير المؤرخ الإسرائيلي لأقوال مشابهة بهذا المضمار: “الكاتب الصحافي يوسي كلاين كتب أموراً لاذعة حول هذا الشأن: “هذه هي المرة الأولى التي يشكل فيها اليهود حكومة قوانينها تشبه القوانين التي باسمها تمت إبادة أبناء شعبهم”. وخلص فايس للقول: “نقف، الآن، أمام حكومة أعضاؤها يهود مستعدون لاستخدام عالم المفاهيم الأيديولوجي والعاطفي للرايخ الثالث، ولا يلاحظون التشابه المضلل بين عالمهم وبين ذاك العالم. هذه الحكومة المشوهة تقوم بخطواتها الأولى، وعلى الجمهور الإسرائيلي الليبرالي والعقلاني أن يفعل كل ما يمكن فعله لتقصير أيامها في أسرع وقت ممكن. هذه حكومة تعرّض للخطر مستقبل المجتمع الإسرائيلي ومستقبل دولة إسرائيل ومستقبل كل الشعب اليهود”.


ليست نوراً لا للأغيار ولا لليهود
         من جهته، يؤكد آفي غيل، مدير عام وزارة الخارجية سابقاً، باحث في معهد سياسة الشعب اليهودي، أن إسرائيل لم تعد “نوراً للأغيار ولا لليهود”، ويقول إن الكثير من يهود الشتات شعروا بالصدمة من حكومة نتنياهو الجديدة. ويقول غيل، في مقال نشرته صحيفة “معاريف”، إن يهود العالم كانوا يرغبون أن يستيقظوا ويروا إسرائيل دولة قدوة ونوراً للأغيار، لكن يتعين عليهم أن يهضموا الحقيقة المريرة، ويعرفوا كيف يطورون هويتهم اليهودية حتى عندما تفقد إسرائيل مكانتها كبؤرة تجميع وكرمز. متجاهلاً ولادة إسرائيل كمشروع صهيوني عنصري غير أخلاقي على حساب الشعب الفلسطيني يتابع: “في الماضي عرفنا جميعنا كيف نتحدث عن العلاقات الخاصة التي نسجت بين إسرائيل والولايات المتحدة على أساس القيم المشتركة للشعبين: الحرية، العدالة، الأخلاق، الديمقراطية، حقوق الإنسان، المعاملة النزيهة مع الأقليات، الكفاح ضد العنصرية، وإصلاح العالم. غير أنه مع مرور السنين يبدد الواقع ما كان مفهوماً من تلقاء نفسه. فالاستقطاب الفكري الداخلي احتدم جداً، سواء في الولايات المتحدة أم في إسرائيل: يتماثل اليوم طرف واحد في أمريكا مع عالم قيم اليمين الإسرائيلي، بينما يتماثل طرف آخر مع عالم قيم إسرائيل الليبرالية”. ويعتبر أنه من ناحية الشعب اليهودي، نشأ هنا شرخ هدام: أغلبية يهود إسرائيل وأغلبية يهود الولايات المتحدة ينتمون لمعسكرين أيديولوجيين متخاصمين. هكذا، أغلبية يهود إسرائيل أيدت ترامب، بينما أغلبية يهود أمريكا عارضته. الآن، في أعقاب الحكومة الجديدة، تتخذ إسرائيل، في نظر الكثيرين منهم، صورة من تخون القيم الكامنة في أساس الحلف بين إسرائيل والولايات المتحدة: إهانة السلطة القضائية، ظلم المواطنين العرب في إسرائيل، انعدام المساواة بين الجنسين، تدخل الدين في شؤون الدولة والفرد، وتفضيل القيم اليهودية على القيم الديموقراطية”.

انزياح نحو اليمين
ويتنبه غبل للتغيرات الأعمق التي تفسّر تنامي العنصرية وتفاقم الفاشية داخل إسرائيل بالإشارة إلى أن التحولات الديموغرافية اليهودية في إسرائيل تغيّر وزن الجماعة العلمانية، بينما تتعزز قوة الجماعات التي ترى في القيم الليبرالية تهديداً. وبخلاف الجالية اليهودية في الولايات المتحدة، التي تشكل أقلية وبشكل طبيعي تؤيد حماية حقوق الأقليات، في إسرائيل، الأغلبية هنا هي من نصيب اليهود، الذين لا ترى أغلبيتهم مانعاً من استنفاد هذه المكانة لضمان السيطرة اليهودية في مواجهة الأقلية العربية. ويتابع: “صحيح أنه يوجد وهم وكأن المعسكرين السياسيين في إسرائيل يتماثلان تقريباً في حجمهما، لكن أغلبية الجمهور الإسرائيلي توجد على الخارطة السياسية من الوسط إلى اليمين. قسم مهم من اللاعبين السياسيين ومصوتيهم ممن ينتمون اليوم للمعسكر المناهض لنتنياهو، كانوا سيرتبطون، بغيابه عن الساحة، بائتلاف اليمين”.

يهود العالم
كما يرى غيل في قراءته أن الديموغرافيا، النزاع مع الفلسطينيين، التهديدات الإقليمية، اللاسامية كلها تدفع إسرائيل باتجاه مناهض لليبرالية. ويقول إنه على يهود العالم النظر إلى إسرائيل كما هي، وألا يقعوا في الوهم وألا يطمسوا الواقع الصعب. ويقول أيضاً إنه عليهم أن يساعدوا أولئك الإسرائيليين الذين يحاولون أن يعيدوا إلى دولتهم قيماً ليبرالية ويواصلوا التعبير أمام إسرائيل الرسمية عن ألمهم على المعاملة التمييزية تجاه التيارات غير الأورثوذكسية. ويضيف: “فلعلهم يجدون أذنا صاغية لدى وزراء قلائل لا يزالون يفهمون أنه في لحظة الأزمة قد تحتاج إسرائيل إلى مساعدتهم. في قانون القومية ورد أن الدولة “تعمل على حفظ التراث الثقافي، التاريخي والديني للشعب اليهودي بين يهود الشتات”. منوهاً أن هذا الادعاء بتعليم يهود العالم ليس سوى تعبير عن غرور عديم المفعول. إسرائيل، وبخاصة في أعقاب إقامة الحكومة الجديدة، بعيدة عن أن تعد في أوساط يهود العالم كقدوة تربوية. إسرائيل ليست نوراً للأغيار، والآن لم تعد أيضاً حتى نوراً لليهود”.

نتنياهو خطر وجودي يهدد مستقبل إسرائيل
ويرى محرر الشؤون الاقتصادية في يديعوت أحرونوت، الكاتب الصحفي نحاميا شتريسلر، أن أسبوعاً مرّ على تشكيل الحكومة الجديدة، أسبوعاً أثبت أن هناك مشكلة مع رئيس الحكومة الأول المناهض للصهيونية، فهو يفعل كل شيء من أجل إضعاف وتقويض وجودنا هنا، وهو يقوم باغتيال الديموقراطية في القضاء وفي الاقتصاد، وهكذا يعرّض للخطر وجود الدولة في سياسة مناهضة للصهيونية بشكل واضح”. ويشير إلى أن الاتفاقات الائتلافية، التي وقع عليها نتنياهو مع الفصيلين العنصريين الكهانيين في الحكومة، “الصهيونية الدينية” و”قوة يهودية”، تحول إسرائيل إلى دولة ثنائية القومية، ما يعني حرباً أهلية لا تنتهي وصراعاً مع كل العالم العربي”. ويقول شتريسلر إن هذا هو التفسير الصحيح للوظيفة الأخرى التي حصل عليها وزير المالية، باتسلئيل سموتريتش: وزير في وزارة الأمن. سيكون المسؤول عن الإدارة المدنية، وعن مكتب منسق أعمال الحكومة في “المناطق”، وهكذا سيسيطر على توسيع المستوطنات، وعلى شرعنة البؤر الاستيطانية، وعلى قمع 2.5 مليون فلسطيني. سيقف إلى جانبه إيتمار بن غفير، وزير الأمن القومي، الذي حصل على صلاحيات غير مسبوقة لوضع سياسة الشرطة، بالإضافة إلى قيادة مباشرة على حرس الحدود، الذي هو الجسم المقاتل في الشرطة وأساس نشاطاتها داخل الضفة الغربية”.

نهاية الدولة الصهيوينة
ويتابع: “إذا كان كل ذلك غير كاف فإن نتنياهو أيضاً قام بتعيين شلومو كرعي وزيراً للاتصالات من أجل أن يبدأ بحملة ضد هيئات الإعلام والمراسلين. ودون صحف حرة قوية لا توجد ديموقراطية. في الواقع أصبحنا نشاهد الآن كيف أن وسائل الإعلام تتساوق مع نظام الحكم الجديد، ما يذّكر بالشرطة التي قامت بوقف التحقيق في الفساد في نظام الحكم منذ العام 2018 في أعقاب حملة الترهيب التي قام بها نتنياهو”. ويخلص شتريسلر للقول إن هذه حملة الانتقام التي يقوم بها نتنياهو ضد الدولة التي تجرأت على تقديمه للمحاكمة، والتي في نهايتها سيوّقع بابتسامة المنتصر على شهادة وفاة الدولة الصهيونية”.

خراب الهيكل الثالث
ويؤكد المحاضر في الحقوق في جامعة حيفا البروفيسور عامنوئيل غروس أن ما تشهده إسرائيل اليوم ليس إصلاحاً بل تدميراً لها، وقال إن رئيس المحكمة العليا أهارون براك متهم بأنه “أب الثورة الدستورية”، وأنه سبب الإصلاحات الحالية الرامية لاستعادة الأوضاع على ما كانت عليه في الماضي، بما في ذلك استعادة الكوابح والموازنات بين السلطات الثلاث، بدلاً من أن تبقى السلطة القضائية هي الأعلى، بدلاً من السلطتين التشريعية والتنفيذية الممثلتين المباشرتين لإرادة الشعب”. وعن ذلك يقول غروس إن مثل هذه الاتهامات ليست سوى محاولة من رئيس الحكومة ووزير القضاء بنيامين نتنياهو وياريف لافين لذرّ الرماد بعيون الإسرائيليين. يشار إلى أن أهارون براك هو من قاد عملية تدخل قضاة العليا بشكل أوسع في الحياة العامة وفرملة صناع القرار ومنع استبدادهم واستبداد المؤسسة الحاكمة، من خلال إصدار أحكام لا تعتمد فقط على القوانين الجافة بل على رجاحة الرأي والمنطقية في معاينة القضية المطروحة وعدم التردد في إلغاء قوانين غير منطقية، وهذا ما تعتبره الحكومة الحالية اعتداء على إرادة الإسرائيليين ومنعاً للحكومة من ممارسة حكمها. وتشهد المؤسسة القضائية والنظام السياسي بقيادة لافين تغييرات غير مسبوقة تشمل تقييد الحقوق والحريات وتقليص صلاحيات المحكمة لحد تعيين قضاتها من قبل سياسين بالأساس وتعميق الهوية اليهودية وتفريغ الهوية الديموقراطية من مضمونها. على خلفية ذلك خرج أهارون براك، هذا الأسبوع، بتصريحات نارية غير مسبوقة ضد حكومة نتنياهو ولافين وسموتريتش وبن غفير، وقال محذراً إن عدم وقفها سيدفع لخراب الهيكل الثالث وتدمير إسرائيل من الداخل.

المصدر: القدس العربي