2024-11-30 02:33 ص

13 ألف قبر وهمي بمحيط الأقصى لتزوير هويته وسرقة أراضي القدس

2022-11-08

تتسع رقعة القبور الوهمية التي تزرعها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في محيط المسجد الأقصى المبارك، وبلدة سلوان تحديدًا، لتمتد على مساحات جديدة من أراضي المقدسيين، في محاولة لتزوير تاريخ المسجد ومدينة القدس المحتلة وهويتهما، واصطناع حضارة يهودية مُزيفة.

واستولت سلطات الاحتلال منذ احتلالها مدينة القدس عام 1967، على مئات الدونمات من الأراضي الوقفية والفلسطينية، وحولتها إلى مقابر ومدافن يهودية حديثة، عدا عن أخرى زرعت فيها شواهد وبقايا عظام موتى، لخدمة الاستيطان والتهويد.

وفي عام 1978، بدأ الاحتلال بزراعة قبور وهمية متفرقة في منطقة "الصلودحا" والحارة الوسطى، ومن ثم امتدت لتشمل حي وادي الربابة على بعد عدة أمتار من المنازل السكنية، ومناطق أخرى، وصولًا إلى حي وادي حلوة، وذلك بدعوى أنها كانت "مقابر لليهود".

ويُشرف على تخطيط زراعة القبور وتنفيذه كلًا من بلدية الاحتلال، وزارة شؤون القدس، وزارة الأديان، وسلطة الآثار، وجمعية "إلعاد" الاستيطانية، وجمعيات وشركات الدفن اليهودية.

ويعمل الاحتلال على حراثة الأرض وتسويتها ووضع الأتربة فيها، ومن ثم بناء قبور مثبتة بالباطون، أو وضع حجارة ضخمة بشكل موزع على مساحات متفرقة، وكتابة أسماء باللغة العبرية على بعض الحجارة، كما يوضح مركز معلومات وادي حلوة.

سرقة الأراضي

وزرع الاحتلال منذ عام 1978 حتى اليوم، 12 ألفًا و800 قبر وهمي في محيط المسجد الأقصى، من بينها ما يزيد عن 50 قبرًا وضعها حديثًا في حي وادي الربابة ببلدة سلوان، كما يؤكد عضو لجنة الدفاع عن أراضي سلوان الباحث فخري أبو دياب لوكالة "صفا".

ويوضح أن الاحتلال يواصل العمل بوتيرة متسارعة في زراعة القبور الوهمية على أراضي سلوان، باعتبارها تشكل الحاضنة الجنوبية للمسجد الأقصى، وبدأ مؤخرًا بتوسيع رقعة ما تسمى مقبرة "السامبوسكي اليهودية" في منطقة تقع بين وادي حلوة، ووادي الربابة.

ويضيف أن كل القبور التي وضعها الاحتلال تهدف للسيطرة على الأراضي الفارغة في المنطقة المستهدفة، لعدم انتفاع المقدسيين منها، وعدم تمددهم وتواصلهم جغرافيًا، وأيضًا للزعم بوجود حضارة يهودية بالمنطقة.

ويشير إلى أن جزءًا من القبور الوهمية تقع ضمن ما يسمى مشروع "الحوض المقدس"، في محيط المسجد الأقصى للدلالة على "وجود حضارة وتاريخ يهودي في مدينة القدس المحتلة منذ 3 آلاف عام، أي قبل وجود الحضارة الإسلامية".

وبحسب أبو دياب، فإن الاحتلال يدّعي أن "الأراضي التي جرى مصادرتها لصالح إقامة قبور وهمية كانت مقابر لليهود، وشاهدة على وجود حضارة وتاريخ يهودي في محيط الأقصى وبلدة سلوان".

ويبين أن الاحتلال يقوم بترميم بعض القبور وإعادة تأهيلها، بوضع الأتربة والحجارة الضخمة في المكان، لافتًا إلى أن هذه المقابر تتسع رقعتها وتتمدد كل فترة على حساب الأراضي الوقفية والخاصة للمقدسيين، وبعضها مكون من عدة طبقات تحت الأرض.

ويلفت إلى أن المنطقة الواقعة ما بين جبل الزيتون وسلوان، خاصة منطقة رأس العامود تشهد تمددًا في زراعة القبور، وهناك 32 منزلًا ومسجدًا مهددًا بالهدم، بادعاء أنها" بُينت على أراضٍ كانت بالأصل مقبرة لليهود".

ولذلك، فإن الاحتلال سيعمل للسيطرة على تلك الأراضي ومصادرتها، وهدم المنازل، لأجل زراعة مزيد من القبور الوهمية، والتي تُزور تاريخ الأقصى والقدس وهويتهما.

ويؤكد أن زراعة القبور الوهمية سياسة إسرائيلية ممنهجة للسيطرة على مزيد من الأراضي في القدس، وخاصة الفارغة منها، واستخدام مسطحاتها لمشاريع تهويدية واستيطانية مستقبلية.

خنق الأقصى

ويريد الاحتلال من خلال تكثيف زراعة هذه القبور، كما يوضح الباحث المقدسي، تشويه المعالم العربية والإسلامية، وخنق المسجد الأقصى، وإغلاق الأفق أمامه وإحاطته بالبصمات اليهودية، بالإضافة إلى غسل أدمغة العالم عبر إثبات حضارة لليهود في المدينة المحتلة.

ويوضح أن الاحتلال فشل بعد عشرات السنين في إيجاد أي حضارة يهودية بالقدس، لذلك يعمل على زرع تلك القبور وتشويه المشهد الحضاري في المدينة، ومشاركة معالمها الإسلامية بمعالم مصطنعة لا تمت للحقيقة بأي صلة.

ويفيد بأن هناك أعمالًا مستمرة في منطقة وادي الربابة لإقامة "حدائق تلمودية وتوراتية وقبور وهمية"، تجري على قدم وساق، ضمن مشروع تهويدي كبير يستهدف محيط الأقصى، والاستيلاء على الأراضي الوقفية والفلسطينية، لاستثمارها في مشاريع أخرى.

ووفقًا للمختص في شؤون القدس، فإن 32% من القبور الوهمية تقع في بلدة سلوان، كونها ملاصقة للمسجد الأقصى، وخط الدفاع الأول عنه في مواجهة اعتداءات ومخططات الاحتلال التهويدية.

وبحسب مركز معلومات وادي حلوة، فإن المكان الذي يتم العمل به حاليًا "في منطقة وادي حلوة"، كان قبل عدة أشهر موقفًا لمركبات المقدسيين، لكن سلطات الاحتلال جرفت الأرض ومنعتهم من استخدامها، ثم بدأت بزراعة القبور فيها.

ويلفت إلى أن الأعمال التي نُفذت على هذه القطعة من الأرض تمت دون الحصول على تصاريح من بلدية الاحتلال، فيما يتواصل العمل بنفس الطريقة وبدون تصريح في الأرض الملاصقة لها حتى اليوم.