اعتبر الخبير الاستراتيجي والباحث الاردني البارز الدكتور وليد عبد الحي ان حزب الله الذي يمثل المقاومة اللبنانية قد يكون الطرف الذي سيجني المكاسب الاكبر من المعركة التفاوضية للشركة والمعقد الجاري الآن على حقوق حريات استكشاف الغاز الحدودية في المياه الدولية بين الكيان الاسرائيلي و الجمهورية اللبنانية.
ونشر عبد الحي تحليلا يتضمن معلومات وافية ورقمية عن طبيعة المفاوضات وعن طبيعة الخلافات وعن طبيعة ما الذي تريده الجمهورية اللبنانية مقابل ما يريده الكيان الإسرائيلي.
وفي خلاصة التقرير الإستراتيجي المنوع حول تفاصيل الخلاف ومحطة استخراج الغاز كاريش ودور حزب الله في المسألة خلص الباحث إلى وجود احتمالين في نتيجة هذا الاتفاق.
لكن في كل الإتجاهات اعتبر أن حزب الله سيجني المكاسب وأهمها على الإطلاق هو شرعنة سلاح المقاومة اللبنانية وإضفاء شرعية وطنية عليه بمعنى أن إسرائيل ارتدعت واضطرّت للتفاوض عبر المفاوض الأمريكي بسبب سلاح المقاومة ودوره.
وتوقّع الدكتور عبد الحي أن يستمر المجتمع الدولي بالضغط الشديد على الطرفين لإيجاد طريقة للتفاهم وإيجاد تسوية على ما يسمى بحقوق استخراج الغاز من المناطق الاقتصادية البحرية.
وهي مناطق تعتبر ابعد بموجب القانون الدولي من مناطق المياه الإقليمية وبكل حال لم يحدد الباحث حجم تلك المكاسب التي حصل عليها بعد شرعنة سلاح حزب الله اللبناني لكنه قدّر بأن الإدارة الأمريكية لديها تصوّر شامل على أنها لا ترغب بحالٍ من الأحوال بحصول حرب أو باندلاع أزمة عسكرية جديدة قوامها الاشتباك الإسرائيلي مع حزب الله مع التلميح لتعقيدات الموقف الايراني هنا ولرغبة الرئيس الأمريكي جو بايدن ببقاء البوصلة منشغلة تماما في الحرب الأوكرانية.
وهو أمر برأي عبد الحي برّر التدخّل والضغط الأمريكي.
وتوقّع الباحث في ورقته الاستراتيجية المُفصّلة أن يستمر الضغط الامريكي والضغط الاوروبي لإنجاز اتفاق تسوية تسمح بطريقة أو بأخرى للجانبين بالاستثمار في حقول الغاز مع وضع احتمالات لما يعنيه الاتفاق على الوصول إلى نقطة جغرافية وسطية في المياه بين حدود البلدين المائية الاقتصادية مع الإشارة إلى أن الجانب اللبناني يخسر شيئا ويكسب الآخر بصرف النظر عن هوية الاتفاق وهو وضعٌ يُماثل ما يمكن أن يُلاقيه الجانب الإسرائيلي.
وتوقّعت دراسة الدكتور عبد الحي أن تكون هناك جهات جاهزة للاستثمار في استخراج الغاز في تلك السواحل والمياه الاقتصادية الدولية بين لبنان والكيان الاسرائيلي أو فلسطين المحتلة بعد الانتهاء من ذلك الاتفاق وتوقع بالنص ان تكون شركات دولة قطر هي الاكثر جاهزية بسبب إمكاناتها الفنية والمالية.
وبسبب احتمالية دخول قطر كطرف ثالث على خط الاستثمار لإقناع اللبنانيين ضمنيا بأنهم بدأوا يستفيدون في ازمة اقتصادية من التوازن الجديد الذي خلقه حزب الله عمليا فيما لا يوجد في الحقل المائي المرتبط بقانا ما يؤشر على ما هو أكثر من فرضية بوجود الغاز وإمكانية استخراجه خلافا للحقل الذي تتواجد فيه محطة كاريش الآن والذي يعترض عليها الجيش اللبناني ويعترض عليها بطبيعة الحال حزب الله.
المصدر/ رأي اليوم