2024-11-25 07:58 م

من مسافة صفر.. هكذا اطلق فلسطيني النار على جنود الاحتلال

2022-10-09

“من مسافة صفر” هكذا علّق الفلسطينيون على الفيديو الذي نشره جيش الاحتلال للعملية الفدائية التي وقعت مساء السبت عند حاجز شعفاط شمالي مدينة القدس.

وقال المتحدث بلسان جيش الاحتلال للإعلام العربي، أفيخاي أدرعي عبر حسابه على تويتر اليوم: “توفيت متأثرة بجراحها مقاتلةُ جيش الدفاع العريف نوعا لازار البالغة من العمر 18 عاما والتي أصيبت بجروح حرجة في اعتداء إطلاق النار الليلة الماضية في حاجز شعفاط بشمال القدس”.

كما أصيب في العملية جنديان آخران من جيش الاحتلال.
ويظهر الفيديو الذي جرى تداوله بكثافة على شبكات التواصل الاجتماعي في فلسطين، منفّذ العملية وهو يترجل من سيارة بيضاء عند الحاجز، ويقوم بإطلاق النار من مسدس على الجنود “من مسافة صفر”، قبل أن يتمكن من الانسحاب.

كما يظهر الفيديو حالة الذعر والتخبط التي سادت بين بقية الجنود على الحاجز.

وأغلقت قوات الاحتلال  مداخل مخيم شعفاط وبلدة عناتا شمالي القدس المحتلة، ومنعت المواطنين من التنقل. وكان المخيم شهد الليلة الماضية مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال التي تبحث عن منفذ العملية.

وحتى الآن، فشلت قوات الاحتلال في الوصول إلى المنفذ رغم نشر صوره واقتحام منازل أقاربه في المخيم، ونصبت حواجز عسكرية من مدخل بلدة عناتا وحتى بلدة حزما شمال شرقي القدس.

المستوطنين
وفور وقوع العملية، تصاعدت مطالب المستوطنين من الجيش الإسرائيلي لاستعادة شعورهم بالأمن في الضفة الغربية بشكل عام، حيث طالبوا بإعادة إغلاق الحواجز في المناطق الفلسطينية، وفرض منع تجول ليلي.

وتأتي هذه الاحتجاجات بعد أسبوع من مطالبة المستوطنين بعملية عسكرية واسعة في شمال الضفة الغربية بالتحديد “السور الواقي 2″، والطلب من وزير الحرب بالإعلان عن مناطق عسكرية مغلقة لليهود فقط.

وعلى خلفية عملية حاجز شعفاط، احتج مئات المستوطنين، مساء السبت في شوارع الضفة الغربية ومنها مدخل مدينة نابلس بدعوى فقدانهم الشعور بالأمن.

ورفع المستوطنون شعار: “ما لم يشعر المستوطنون بالأمن، لن يكون للأعداء حياة اعتيادية”.

وفي ذات السياق، أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الأحد، حاجز حوارة العسكري، جنوب نابلس. وهو ما يعني منع المواطنين من مناطق جنين ونابلس من الوصول إلى مدينة رام الله.

وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال أغلقت الحاجز ومنعت المركبات الفلسطينية من المرور من خلاله. وأضافت المصادر ذاتها، بأن جنود الاحتلال انتشروا على امتداد الشارع الرئيسي في حوارة، وشرعوا بإعادة مركبات الفلسطينيين ما دفعهم إلى سلوك طرق بديلة.

رمز الخنجر
وفور العملية، تصاعدت المخاوف الأمنية الإسرائيلية من قيام منفذ عملية إطلاق النار عند شعفاط بتنفيذ عمليات أخرى في القدس، حيث قررت الشرطة الإسرائيلية إعلان “رمز الخنجر” والتي تعني “حالة تأهب قصوى”، وقررت إغلاق أبواب المسجد الأقصى وإغلاق كافة مداخل ومخارج مخيم شعفاط.

واقتحمت قوات الاحتلال صباح الأحد بلدة عناتا ومخيم شعفاط شمال شرق القدس المحتلة بعد اقتحامات ليلية شهدت مواجهات عنيفة مع الشبان الذين أطلقوا على قوات الاحتلال الألعاب النارية نجم عنها اعتقال أربعة شبان كانوا بالقرب من الحاجز.

وكان عشرات المواطنين في مخيم شعفاط أصيبوا الليلة الماضية بحالات اختناق خلال اقتحام قوات الاحتلال المخيم، واستهدافها منازل المواطنين بالغاز المسيل للدموع بكثافة.

وقالت بلدية عناتا إن جيش الاحتلال لا زال يغلق مداخل البلدة منذ ليلة أمس، ويعيق دخول وخروج الأهالي منها، بحجة البحث عن منفذ عملية حاجز شعفاط.

وأضافت البلدية في منشور عبر صفحتها على فيسبوك، أن جيش الاحتلال حوّل من خلال إجراءاته كلا من: عناتا، راس خميس، مخيم شعفاط، ورأس شحادة، إلى سجن.

وأوضحت البلدية أن العقوبات الجماعية التي فرضها جيش الاحتلال تستهدف 140 ألف نسمة موزعين على المناطق المذكورة سابقا، وقد عطل بذلك كل مناحي الحياة.

وبالإضافة إلى الإغلاق، اعتدت قوات الاحتلال على الأهالي في عناتا ومخيم شعفاط. فقد أظهرت مقاطع فيديو اقتحام منزل عائلة التميمي بالمخيم والاعتداء على من فيه.

وقال رئيس بلدية عناتا طه نعمان في حديث صحافي، إن قوات الاحتلال أغلقت المدخل الوحيد للبلدة “الشمالي” منذ الليلة الماضية، وداهمت عددا من منازل المواطنين.

وأضاف أن طلبة المدارس لم يتمكنوا من الوصول إلى مدارسهم، التي تقع بعد مدخل البلدة الرئيسي، كما مُنع الموظفون الذين يعملون خارج البلدة من التوجه إلى عملهم.

وأوضح محامي مركز معلومات وادي حلوة- القدس، فراس الجبريني، أن عدد الاعتقالات من مخيم شعفاط ارتفع منذ ساعات مساء أمس حتى اليوم إلى 10 معتقلين، من بينهم 3 مشتبهين بتنفيذ العملية، ويجري التحقيق معهم في الزنازين.

وفي سياق متصل، فرضت قوات الاحتلال حصارا مشددا على مدينة القدس، وكثفت من انتشارها في شوارع المدينة وأحيائها، كما اقتحمت حي رأس العامود بسلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك.

وبحسب تحليلات إسرائيلية، فإن أهمية عملية شعفاط بالنسبة للرأي العام الفلسطيني، ولفصائل المقاومة الفلسطينية، بأنها تأتي رداً على الممارسات الإسرائيلية في القدس والمسجد الأقصى.
وكان جهاز الشاباك الإسرائيلي والجيش، قد أعلنا قبل أيام قليلة، أن 85% من التحذيرات الأمنية من عمليات للمقاومة الفلسطينية مصدرها مناطق في محافظتي جنين ونابلس، فيما 15% من التحذيرات من مناطق مختلفة في الضفة الغربية، لتكون عملية شعفاط من المناطق التي لم يتوقع الاحتلال أن يكون الخطر الأمني قادما منها.

موجات جديدة للمقاومة
ويرى ناشطون فلسطينيون أن جرائم الاحتلال في مخيم جنين ومن ثم في قلقيلية ورام الله، جاء الرد عليها من القدس.

وبحسب المحلل السياسي والخبير في الشأن الإسرائيلي محمد علان دراغمة، فإن عملية حاجز شعفاط سيقال عنها الكثير، فهي أثبتت أن عملية “كاسر الأمواج” الإسرائيلية لم ولن تصمد أمام موجات المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية.

وأضاف: “مع بداية عملية كاسر الأمواج كانت المقاومة تتركز في مدينة جنين، وبعد قرابة نصف عام على العملية، وصلت عمليات المقاومة المُسلحة للقدس المحتلة”.

بدوره، علق المحلل السياسي عادل شديد على العملية، قائلا إنه “قبل عدة سنوات كان هناك تراجع في نسبة تأييد العمليات الفلسطينية ضد الاحتلال، بينما في الفترة الأخيرة ارتفع التأييد كثيراً لدرجة قيام بعض الفلسطينيين في أكثر من منطقة بتوزيع الحلوى بعد وقوع عمليات”.

وبعد العملية، قام ناشطون في مدن فلسطينية بتوزيع الحلوى ابتهاجا ولا سيما وأن عملية شعفاط جاءت بعد استشهاد 4 فلسطينيين في جنين وقلقيلية ورام الله.

وأضاف شديد: “عملية مخيم شعفاط وغيرها، تعني أن ضغط الاحتلال العسكري على جنين سينقل العمليات لمناطق أخرى”.