2024-11-25 07:54 م

يوم دام في جنين: 4 شهداء وعشرات الجرحى برصاص الاحتلال ودعوات للانتقام والرد

2022-09-28

بعد نحو أسبوعين على عملية “حاجز الجلمة” التي ارتقى خلالها شهيدان فلسطينيان من مدينة جنين بعد أن تمكنا من قتل ضابط إسرائيلي، نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي هجوما صباحيا مباغتا على مناطق واسعة من مخيم جنين، أسفر عن أربعة شهداء وعشرات الجرحى بينهم حالات خطيرة.

وكان قوات الاحتلال وعبر وحدات من المستعربين، قد نفذت اقتحاما في تمام الساعة التاسعة صباحا لمخيم جنين، تلاه قصف بصاروخ مضاد للدروع وسط تحليق طائرة مسيرة فوق منزل المطلوب الأول للاحتلال فتحي خازم (والد رعد خازم منفذ عملية فدائية)، تبعه دخول أكثر من 60 آلية إلى مناطق متفرقة من مخيم ومدينة جنين حيث دارت اشتباكات واسعة وعنيفة.
وبعد أكثر من ثلاث ساعات، انسحبت قوات الاحتلال جزئيا من المنطقة التي يتواجد فيها منزل عائلة خازم منفذ عملية دينزغوف في مدينة تل أبيب، لتتكشف معالم جريمة الاحتلال التي تبين أنها أعدمت شابين هما: عبد الرحمن فتحي خازم (27 عاما)، ومحمد محمود الونة (30 عاما).

وتظهر الصور أن المنزل الذي تواجد فيه الشابان، قد تدمر جزئيا بفعل الصاروخ فيما أتت النيران على أجزاء كبيرة من المنزل الذي يتكون من ثلاثة طوابق.

وبحسب شهود عيان، فإن الشابين حاولا الفرار عبر القفز من جدار مرتفع إلى حديقة في منزل مجاور، لكن تواجد مجموعة من القناصة على منزل مجاور ساعد على تصفيتهم بعشرات الرصاصات التي اخترقت جسديهما.

وكتب أحد جنود الاحتلال كلمة “النهاية” بالعبرية على جسد أحد الشهداء بدمه، إضافة إلى تنكيل وتمثيل بالجثة.

وبحسب أحد الجيران، فإن الجنود فجروا منزلا مطلا على منزل عائلة “خازم”، وصعدوا على السطح بعد احتجاز العائلة في غرفة مغلقة، وهناك كمنوا للشابين حيث تم تصفيتهما بحديقة المنزل بعد أن تُركا لفترة طويلة غارقين بدمائهما.

وبحسب أمين خازم، فإن الاحتلال يريد استهداف عائلته بشكل مكثف وصولا لاغتيال شقيقه فتحي، بعد أن تحول إلى أيقونة في المخيم ورمزا للمقاومة والتشبث بالنضال بعد أن نفذ ابنه في السابع من نيسان/ أبريل الماضي عملية إطلاق نار في تل أبيب أسفرت عن مقتل وإصابة عدد من الإسرائيليين.

وخلال الاقتحام دارت اشتباكات عنيفة بالحجارة والعبوات الناسفة والرصاص بين الشبان وجنود الاحتلال أسفرت عن استشهاد مقاوم ثالث هو أحمد نظمي علاونة (26 عاما) الذي يعمل في جهاز الاستخبارات العسكرية الفلسطينية.

ويوثق فيديو الشهيد علاونة مشتبكا مع جنود الاحتلال قبل أن تصيبه رصاصة قناص إسرائيلي في رأسه.
وخلال الاشتباكات أصيب ما يقرب من 44 فلسطينيا بالرصاص الحي، بينها إصابات خطيرة وبالغة الخطورة بحسب وزارة الصحة.

وأعلنت الوزارة في وقت لاحق عن شهيد رابع هو محمد أبو ناعسة الذي كان قد أصيب بجروح خطيرة.

وبحسب هيلل بيتون روزين، المراسل العسكري للقناة 14 الإسرائيلية، فإن طائرات استطلاع محملة بالصواريخ كانت تحلق فوق مخيم جنين خلال الاقتحام، ولكنها لم تنفذ أي هجوم.

من جانبها، أعلنت “كتيبة جنين” أنها حققت “إصابات مباشرة” في صفوف الاحتلال بإطلاق صليات مكثفة على الجنود الإسرائيلين، كما نفذ مقاومون عملية تفجير عبوات ناسفة في الدوريات التي اقتحمت المخيم.

واعتدت قوات الاحتلال والقناصة على المسيرة التي انطلقت من مستشفى جنين باتجاه المخيم، تنديدا بجرائم الاحتلال المتواصلة. ورافق قوات الاحتلال تعزيزات عسكرية وجرافتان عسكريتان بعد أن حاصرت مدينة جنين من كافة الاتجاهات، ومنعت مركبات الإسعاف من الوصول إلى المنطقة المحاصرة.

كما أطلقت قوات الاحتلال قذيفة في محيط وزارة الداخلية والمؤسسات الحكومية عند أطراف المخيم. واعترت حالة من الخوف طلبة المدارس المحيطة بسبب كثافة النيران.

وحولت قوات الاحتلال مدخل مخيم جنين إلى ساحة حرب باستخدام الطائرات المسّيرة وطائرات الهيلوكوبتر الهجومية التي حلقت على ارتفاعات منخفضة، عدا عن الرصاص الحي الكثيف التي أطلقته من دون توقف، واستهداف عشرات الشبان.

وبحسب المراسل العسكري لفضائية “كان” العبرية، إيتي بلومنتال، فإن عبد الرحمن خازم، شقيق رعد منفذ عملية ديزنكوف، كان قد أصيب بجراح خطرة جداً خلال تنفيذ الجيش الإسرائيلي “إجراء طنجرة الضغط” لاعتقاله.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الجيش قام بتصفية عبد الرحمن بدعوى أنه مطلوب للأجهزة الأمنية الإسرائيلية، حيث تتهمه بأنه منفذ عملية إطلاق نار على حاجز الجلمة إضافة إلى توصيل شقيقه عندما نفذ عمليته في تل أبيب.

و”طنجرة الضغط” هو إجراء عسكري احتلالي خاص بجيش الاحتلال، يُستخدم عندما يتحصن مطلوب في منزل، وأحيانا في حالات وجود رهائن، ويهدف إلى إخضاعه أو قتله دون المس بالرهائن.

وشيع آلاف الفلسطينيين الغاضبين جثامين الشهداء الأربعة، حيث انطلق موكب التشييع من مستشفى الشهيد خليل سليمان الحكومي باتجاه مركز مدينة جنين التي شُلّت بالإضراب التجاري، ومن ثم انطلق الموكب المهيب صوب مخيم المدينة وهناك تفرقت الجنائز إلى بلدان الشهداء.

إضراب شامل في الضفة
بدورها، أعلنت لجنة فصائل العمل الوطني في جنين ونابلس ورام الله وطولكرم وقلقيلية وسلفيت، الحداد العام على أرواح شهداء جنين، كما أكدت على وحدة الصف في مواجهة سياسات الاحتلال العدوانية.

وأكدت حركة فتح في الأقاليم الشمالية، أن جريمة الاحتلال في جنين تصعيد خطير يفتح أبواب معركة شاملة في ميادين المواجهة.

ودعت الحركة في بيان صدر عنها، اليوم الأربعاء، إلى الزحف نحو نقاط التماس وفاء لشهداء جنين الأبطال وتوحيدا لساحات المواجهة مع الاحتلال الذي يحاول الاستفراد بجنين وعزلها.

وشددت الحركة على أن “اليوم هو يوم غضب وتصعيد على كافة نقاط الاشتباك، وإضراب شامل في كافة محافظات الوطن”.

بدوره، قال القيادي في حركة فتح جمال حويل، إن سلطات الاحتلال تتقصد مهاجمة مخيم جنين بوصفه معبرا عن الحالة الثورية في الضفة، فهو يشهد بشكل شبه يومي اقتحامات واعتداءات واعتقالات، في رغبة إسرائيلية بإنهاء “حالة التمرد” الذي يمثلها المخيم.

وأضاف حويل أن مخيم جنين يمثل حالة مواجهة مستمرة كاشفة للإخفاق الأمني والسياسي والعسكري للاحتلال.

أما ماهر الأخرس، القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، فاعتبر أن أحداث جنين تظهر مبادرة وجرأة وتقدما من الشباب في مواجهة قوات الاحتلال.

وأكد أن الجميع يشعر بواجبه تجاه حماية المخيم، ومنع الاحتلال من الاستفراد بأهله، خاصة محاولة الاحتلال المتكررة اعتقال والد الشهيد رعد واغتياله.

واعتبر الأخرس أن ما جرى من عملية اشتباك مباغتة، هو استنساخ لتجارب إسرائيلية سابقة في التعامل مع المقاومين، وهو أمر يستدعي المطالبة بتشكيل قيادة مؤقتة تقود الفعل الشعبي والمقاوم الرافض للوجود الإسرائيلي، ومواجهة اقتحاماته.

وقات مصادر محلية إن اشتباكات ومواجهات اندلعت مع قوات من الجيش الإسرائيلي عقب اقتحام مخيم جنين، ومحاصرة منزل سكني واستهدافه بصاروخ مضاد للدروع.

وحسب المصادر ، يعود المنزل المستهدف لعائلة رعد خازم الذي نفذ في السابع من نيسان/ أبريل الماضي عملية إطلاق نار في تل أبيب أسفرت عن مقتل وإصابة عدد من الإسرائيليين.

فيما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الجيش قام بتصفية عبد خازم وهو شقيق رعد بدعوى أنه مطلوب للأجهزة الأمنية الإسرائيلية.

وقال الناطق باسم حركة حماس حازم قاسم، “إن إرهاب الاحتلال لن يكسر شوكة هذه مدينة جنين العنيدة”، مؤكدا أن ارتفاع الشهداء كان على الدوام “وقوداً لتصاعد الفعل المقاوم وتأجيج الثورة على المحتل”.

وأكد أن المقاومة الفلسطينية عودت الجميع، أنها قادرة على معاقبة الاحتلال على جرائمه، وتدفيعه ثمن عدوانه.

المصدر: القدس العربي