وينشط ليبرمان الذي ينشغل هذه الايام بقضاياه ومحاكماته الجنائية في محاولة لدفع قطار الائتلاف الى الامام والتوقيع على اكبر قدر ممكن من الاتفاقيات الائتلافية مع الشركاء المستقبلين في الحكومة، ويحاول ليبرمان اقناع بعض الاجنحة داخل حزب "البيت اليهودي" بضرورة التجاوب والعمل من أجل الدخول في ائتلاف نتنياهو، والكف عن لعب دور المحافظ على المبادىء، حيث مصلحة المعسكر الوطني في اسرائيل تقضي بانضمام هذا الحزب الى الحكومة، غير أن ليبرمان صاحب الخبرة السياسية الواسعة، والمطلع على خفايا ما يجري في الاحزاب ومراكز قوى اليمين، يرى أن من الافضل عدم دخول بينت ولبيد معا الى الحكومة وان الاختيار يجب ان يتركز على احد الحزبين والتضحية بالحزب الاخر، كما أنه يرى أهمية كبيرة بالتمسك باليهود المتزمتين، وهذا يعتبر تحولا كبيرا في موقف ليبرمان الذي كان كثير الصدام معهم، ويرى ليبرمان ايضا أن المهم هو شراء احدى "البضاعتين" أي ـ لبيد وبينت ـ بشكل منفرد ـ بالمفرق ـ والامتناع عن الشراء بالجملة، وأن التوصل الى اتفاقيات ائتلافية مع الشركاء الاخرين يقلل من ثمن لبيد وبينت.
وتقول دوائر حزبية، أن ليبرمان هو الذي يقف وراء التوصل الى اتفاق مع تسيفي ليفني، وأن نتنياهو عمل بنصيحته، وحسب الخطة، فان موفاز وبعد ذلك الاحزاب اليهودية المتزمتة شاس ويهدوت هتوراة، سيدخلان تباعا الى الائتلاف، وبهذا الشكل يأمل نتنياهو وليبرمان أن يتم التوصل الى اتفاق "اذعان" مع أحد الحزبين، البيت اليهودي أو هناك مستقبل، وهذه المرة سيكون اتفاق بأسعار نهاية الموسم.
ومن المتوقع أن يذهب نتنياهو نهاية الاسبوع القادم الى الرئيس الاسرائيلي شمعون بيرس ليطلب منه تمديد فترة المفاوضات الائتلافية بأربعة عشر يوما، وخلال هذه الفترة، وهي المدة الاخيرة المسموح بها، سيضغط نتنياهو على بينت وسيقوم بالترويج على ابواق مختلفة بأن البيت اليهودي الحزب اليميني يهدد فرص اقامة حكومة يمينية، ويتمنى نتنياهو أن تحقق هذه الحملة الدعائية اهدافها المطلوبة والمرجوة، وأن يؤدي الضغط الى دفع بينت الى داخل الائتلاف، وعندها سيحصل نتنياهو بدون لبيد على 69 عضو كنيست، وحسب جهات في الليكود فان خطوة ضم ليفني الى الائتلاف كانت موفقة وذكية، فتوقيع الاتفاق مع ليفني جعل نتنياهو لا يتحدث باسم 31 مقعدا حصل عليها تحالف الليكود بيتنا، بل باسم 37 مقعدا وهذا يعتبر تفوقا على لبيد وبينت معا اللذين كانا يحاولان ابتزاز الليكود بيتنا الذي يمتلك حصة مشابهة من المقاعد.
مشاركة ليفني غير مفاجئة
لم يتفاجأ أحد في الساحة الحزبية الاسرائيلية مشاركة ليفني في الائتلاف، فهي كانت راغبة في ذلك بأي ثمن، ومواقف لبيد وليفني من عملية السلام مع الفلسطينيين متشابهة الى حد كبير خاصة بشأن ملف الاستيطان،لكن، دخول ليفني الى الائتلاف وتعاطي عمير بيرتس مع هذه الخطوة بايجابية يعود الى لقاء عقد بين نتنياهو وبيرتس واطلعه على خطوات ستتخذ ومقترحات امريكية تناقش، وهذا الامر جعل بيرتس يدعم قرار ليفني ويختار عدم الخروج بمواقف معارضة لها، وبيرتس كان مضطرا للتعامل بايجابية مع رغبة ليفني بالاتضمام الى الحكومة، لأنه لا يوجد له بيت سياسي بديل للجوء اليه.
لكن، نتنياهو، على الرغم من كل ذلك، قد يتراجع عن تفاهمات يتوصل اليها مع شاس ويهدوت هتوراة ويقرر ضم لبيد وبينت، الا أنه في الحلبة السياسية يعتقد الكثيرون أن مثل هذا السيناريو بعيد كل البعد عن الواقع، لكن، في السياسة لا يوجد شيء اسمه المستحيل، وهناك من يرى بأن نتنياهو اتخذ قرارا لا عودة عنه يقضي بالاستغناء نهائيا عن ضم لبيد .
اغراء حزب العمل
ونتنياهو حتى الان، ما زال يعتبر قرارات ومطالب حزب هناك مستقبل والبيت اليهودي مطالب تعجيزية لا يمكن القبول بها، والاحزاب المتدينة لا تستبعد ان يقرر بنت الهبوط عن الشجرة التي قضى عليها وقتا طويلا بصحبة لبيد.
وبالنسبة لحزب العمل ، فقد التقى كثيرون بقيادته لمحاولة ضمان انضمام يحيموفيتش الى الائتلاف وتجاوز "عقدة الشباب" لبيد وبينت، لكن، في حال لم ينجح نتنياهو في ضم حزب العمل، وفشل في ضم لبيد وبينت ، فسيكون وضعه صعبا، وفي مثل هذه الحالة سيبقى على رأس 57 عضو كنيست ليس اكثر، وهنا، ستذهب اسرائيل الى انسحابات جديدة ، ولن يستطيع أحد توقع ماذا ستكون عليه النتائج، ومن الذي سيترأس الحكومة الجديدة.