2024-11-25 09:54 م

سيُنفخ في البوق ويُنفذ أكبر اقتحام في التاريخ.-ماذا يجري في المسجد الأقصى؟..

2022-09-10

تعيش مدينة القدس المحتلة، وعلى وجه الخصوص محيط وداخل المسجد الأقصى المبارك، حالة غير مسبوقة من التوتر المشحون والمتصاعد، أشعلتها الكثير من التهديدات والتصريحات والخطوات الإسرائيلية “الاستفزازية” لتنفيذ أكبر وأخطر الاقتحامات والاعتداءات منذ سنوات.
ورغم أن المسجد الأقصى يتعرض بشكل يومي لانتهاكات إسرائيلية من قبل الحكومة وجماعات المستوطنين المتطرفين أسفل الأرض وفقوها، إلا أن هذه المرة قد تكون الأكثر خطورة، نظرًا لما تعيشه المدينة المقدسة والضفة الغربية المحتلة، من أجواء توتر وحالة غضب متصاعدة نتيجة قمع الاحتلال واعتداءاته التي لم يسلم منها بشرًا ولا شجرًا وحتى حتى حجرًا.
الأيام القليلة المقبلة، سيكون فيها المسجد الأقصى العنوان المتصدر والأبرز على صفحات الصحف والمواقع ونشرات الأخبار، نظرًا لما تُخبئه إسرائيل من اعتداءات وهجمات خلال فترة الأعياد اليهودية المقبلة، والتي قد تُشعل الأوضاع بأكملها وقد توصل لحدود الانتفاضة ثالثة التي تخشاها دولة الاحتلال كثيرًا.
وتسعى سلطات الاحتلال لتغيير الوضع الراهن بالأقصى ، وخلق حالة نزاع حول قداسته الإسلامية وإنهائها، وصولاً الى إقامة الهيك المزعوم على أنقاضه، وحسم قضية “القدس عاصمة لليهود”، من خلال زيادة الاقتحامات والسماح بتأدية الصلوات التلموذية بباحاته، ونقل معظم الرموز والطقوس التوراتية والتحضيرية لما يسمي بـ “الهيكل المعنوي” إلى نقطة المركز بالمسجد.
وبدأت منظمات الهيكل المزعوم حشد أنصارها لأوسع اقتحام للمسجد الأقصى المبارك نهاية الشهر الجاري فيما يسمى برأس السنة العبرية، وأعلنت ما تسمى بمنظمة “جبل الهيكل في أيدينا” المتطرفة، عن توفير مواصلات للمستوطنين من كل أنحاء فلسطين المحتلة تحضيراً للعدوان على الأقصى في موسم الأعياد القادم.

رأي اليوم
 

 

لعب بالنار
ومن المقرر أن يبدأ حشد المستوطنين لاقتحام المسجد الأقصى يومي الإثنين والثلاثاء 26و27-9-2022.
وستشهد الفترة القادمة موجة عاتية من العدوان الاستيطاني على المسجد الأقصى من اقتحامات ونفخ في البوق، والرقص واستباحة المسجد سعيا لتهويده بشكل كامل وفرض واقع جديد فيه.
ووفق مخططات الاحتلال، تسعى جماعات الهيكل خلال 26 و27 من سبتمبر الجاري، بـما يسمى”رأس السنة العبرية”، إلى نفخ البوق عدة مرات في المسجد الأقصى، وفي يوم الأربعاء 5 أكتوبر 2022 سيصادف ما يسمى “عيد الغفران” العبري، ويشمل محاكاة طقوس “قربان الغفران” في الأقصى، وهو ما تم بالفعل دون أدوات في العام الماضي.
ويحرص المستوطنون فيما يسمى بـ”يوم الغفران” على النفخ في البوق والرقص في “كنيسهم المغتصب” في المدرسة التنكزية في الرواق الغربي للأقصى بعد أذان المغرب مباشرة، ولكون هذا العيد يوم تعطيل شامل لمرافق الحياة، فإن الاقتحام الأكبر احتفالاً به سيأتي الخميس 6 أكتوبر 2022.
وستشهد الأيام من الاثنين 10-10 وحتى الاثنين 17-10-2022 ما يسمى “عيد العُرُش” التوراتي، ويحرص المستوطنون خلاله على إدخال القرابين النباتية إلى الأقصى، وهي أغصان الصفصاف وسعف النخيل وثمار الحمضيات وغيرها.
وأعلنت “السنهدرين الجديد” المؤسسة الحاخامية المركزية لجماعات الهيكل المتطرفة، عزمها نفخ البوق في المسجد الأقصى في رأس السنة العبرية وتتوجه لمحكمة الاحتلال للمطالبة بذلك وتصنع بوقاً خاصاً يطابق الشروط التوراتية
وأعلن البروفيسور هيلل فايس أحد قياديي “السنهدرين الجديد” الانتهاء من تصنيع بوق من قرن الكبش يطابق الشروط التوراتية، تمهيداً للنفخ به داخل المسجد الأقصى المبارك في رأس السنة العبرية.
وأقدم الحاخام المتطرف “يهودا غليك” ومجموعة من المستوطنين، الأحد الماضي، على تشغيل صوت للنفخ في القرن “الشوفار” عبر هاتفه المحمول، خلال اقتحامه للمسجد الأقصى من باب المغاربة، في خطوة استفزازية لمشاعر الحراس والمُصلين.
وكان “غليك” قاد حملة تدعو لنفخ البوق علنًا داخل المسجد الأقصى في عامي 2020 و2021، وذلك بنفخ البوق على أبوابه يوميًا على مدى ثلاثة أسابيع في كل عام.
وجرى “نفخ البوق” فعليا في المسجد الأقصى مرتين، الأولى عند احتلاله عام 1967, والثانية مطلع سبتمبر 2021.
خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، حذر من مخططات الاحتلال لإتمام ما وصفها “الصبغة اليهودية” على الأقصى ومدينة القدس المحتلة، وقال إن “جهود الاحتلال في تحويل الأقصى إلى مزار للمستوطنين والجماعات الاستيطانية، تهدف إلى إضفاء الصبغة اليهودية على القدس، وإنهاء المعالم الإسلامية منها”.
وأضاف أن “الاحتلال يسعى إلى جعل القدس عاصمة لليهود، لذلك يتمم إجراءاته بالصبغة اليهودية المحضة”، مؤكداً أن الأقصى يواجه خطراً حقيقياً.
ولفت الشيخ صبري إلى أن الاحتلال يراكم اعتداءاته على الأقصى، داعياً الشباب المقدسي للرباط في المسجد، ومجابهة الإجراءات الإسرائيلية.
 

 

انتهاكات صارخة
رئيس أكاديمية الأقصى ونائب مدير أوقاف القدس ناجح بكيرات، أكد أن قيام المتطرف “يهودا غليك” بالنفخ في البوق “الشوفار” خلال اقتحامه للمسجد الأقصى المبارك، يُمثل انتهاكاً صارخاً لحرمة الأقصى، كما يأتي في سياق المُحاولات الإسرائيلية لتنفيذ مخطط “القداسة التعبدية”.
وأوضح أن سلطات الاحتلال ومستوطنيها يتبعون خطوات متدرجة بانتهاك حرمة الأقصى، في مُحاولة نقل معظم الرموز التوراتية والتحضيرية لما يسمي بـ “الهيكل المعنوي” الى نقطة المركز بالمسجد، مشيرًا الى أن الاحتلال منذ عام 1967م يتبع سياسة التدرج في تمرير مُجمل جرائمه وانتهاكاته على الأراضي الفلسطينية سواء بـ ” مصادرة الأراضي وهدم البيوت وتهجير السكان” في محاولة للانقضاض على المسجد الأقصى والسيطرة عليه.
وبين أن الاحتلال يستخدم أسلوب “جس نبض” الشارع الفلسطيني والاسلامي لتمرير وشرعنه انتهاكاته بالمسجد الاقصى، كما فعل بعملية الاقتحام ومن ثم زيادة عدد المقتحمين والسماح بالصلوات التلمودية وصولا لـ “السجود الملحمي”، واليوم “نفخ البوق”، متوقعاً أن تُصدر المحكمة الإسرائيلية الفترة القادمة حكماً بالسماح للمستوطنين النفخ بالبوق خلال الاقتحامات.
ويرى إن اخراج شرطة الاحتلال “غليك” من المسجد، بعدما قام بتصوير “نفخ البوق” باعتباره شيئاً ممنوعاً، يُمثل عملية ترويض للشعب الفلسطيني والإسلامي للقبول بالانتهاكات الإسرائيلية، منوهاً الى عملية توزيع الأدوار بين شرطة الاحتلال والمقتحمين والمحاكم الإسرائيلية من أجل خلق قداسة يهودية بالأقصى.
وفي ذات الصدد أكد النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني باسم زعارير، أن خطة الاحتلال لاستهداف المسجد الأقصى جارية بشكل متسارع، وذلك لفرض وقائع جديدة في ظل غياب وغفلة عربية وإسلامية.
وقال إن الاحتلال يستفرد بشعبنا بالقمع والتغييب ومنع الدخول إلى المسجد الأقصى، إلى جانب منع أي جهود لترميمه والمحافظة عليه أو التواجد والاعتكاف فيه لحمايته من اقتحامات الجنود والمستوطنين.
وأضاف: “إننا نلاحظ أن الاحتلال يبطش بالفلسطينيين داخل حدود المسجد الأقصى لثنيهم التصدي لاقتحامه”.
 

 

أين الأمتين العربية والإسلامية؟
وأشار زعارير إلى أن هذه الممارسات وإن دلت على وحشية الاحتلال وتواطؤ العالم العربي والاسلامي الرسمي، إلا أنها لا تثني شعبنا عن الدفاع عن قبلة المسلمين الأولى وثالث الحرمين الشريفين لما له من قيمة عقائدية لدى المسلمين والفلسطينيين.
وشدد على أن شعبنا الفلسطيني مستعد للدفاع عنه بالمهج والأرواح ولسان حالهم يقول لا كرامة لنا دون حرية المسجد الأقصى، داعيًا لتحشيد الرأي العام الدولي شعبيا ورسميًا ولدى مؤسسات حقوق الانسان الدولية وحقوق العبادة وحماية المقدسات،  بالإضافة إلى التحشيد الإعلامي باتجاه قضية القدس.
وانطلقت دعوات شبابية ومقدسية للحشد والرباط في، الجمعة القادمة في المسجد الأقصى المبارك، والمشاركة في حملة “الفجر العظيم”.
وكانت دعوات مقدسية وفلسطينية قد أكدت على أهمية الحشد لصلاة الفجر في الأقصى، لإحباط مخططات الاحتلال الاستيطانية، ومحاولات التهويد المستمرة التي تستهدف المسجد والمدينة المقدسة.
وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2020، انطلقت حملة “الفجر العظيم” لأول مرة من المسجد الإبراهيمي بمدينة الخليل، لمواجهة المخاطر المحدقة واقتحام قوات الاحتلال والمستوطنين المتكرر له، ومحاولات تهويده، وأداء الطقوس التلمودية فيه، ومن ثم انتقلت إلى المسجد الأقصى، حتى عمت بقية المدن الفلسطينية.
وعادت الحملة مع بدايات عام 2022 إلى واجهة المبادرات الشعبية المقدسية، التي تمثل تجمعًا شعبيًا أسبوعيًا كبيرًا في قلب المسجد الأقصى.