2024-11-27 08:43 م

93 عاما على "ثورة البراق" الفلسطينية.. هل ما زالت مستمرة؟

2022-08-15

يحيي الشعب الفلسطيني الذكرى الـ93 لـ"ثورة البراق" التي خاضها، ضد محاولات العصابات الصهيونية تهويد مدينة القدس المحتلة والسيطرة على "حائط البراق"، الذي هو جزء من المسجد الأقصى المبارك.

وتخلل تلك الثورة إعدام سلطات الاحتلال البريطاني رغم الاحتجاجات الواسعة ثلاثة شبان فلسطينيين في سجن القلعة بمدينة عكا يوم 17 حزيران/ يونيو 1930، وهم: عطا الزير وفؤاد حجازي ومحمد جمجوم.

مخططات توسعية

وبدأت قصة الشهداء الثلاثة بعدما قامت القوات البريطانية باعتقال مجموعة من الشبان الفلسطينيين بعد اندلاع "ثورة البراق"، التي بدأت عندما نظم اليهود مظاهرة ضخمة يوم 14 آب/ أغسطس 1929 بزعم "ذكرى تدمير هيكل سليمان"، تبعها في اليوم التالي مظاهرة يهودية ضخمة في شوارع القدس وصلت إلى حائط البراق الإسلامي، وردد المتظاهرون اليهود "النشيد القومي الصهيوني"، إضافة لسيل من الشتائم بحق المسلمين أصحاب البلاد.

وفي قراءته لذكرى "ثورة البراق" بالتزامن مع استمرار نضال الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال، أكد الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل، أن "ثورة البراق، كانت ثورة مهمة وملهمة في بدايات الصراع مع المشروع الصهيوني والانتداب البريطاني والهجرة اليهودية إلى فلسطين، بالتالي فإن مثل هذه المحطات تستحق الاهتمام بها في ما يتعلق بتعرض فلسطين لمخطط صهيوني استعماري، واستمرار نضال الشعب الفلسطيني ضد هذا المشروع".

وأضاف في حديثه لـ"عربي21": "نحن اليوم في حالة صراع وحرب دائمة مع الاحتلال في كافة الأراضي الفلسطينية، خاصة مع استمرار العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني"، مشيرا إلى أن "عملية إطلاق النار التي وقعت في قلب القدس صباح السبت، كانت ردا على عدوان الاحتلال على نابلس وقبلها غزة وجنين، وهو عدوان مستمر".

وأوضح عوكل، أن "عملية القدس ليس معزولة، وهي ضمن سلسلة عمليات لا تتوقعها إسرائيل، وغالبا جزء منها غير فصائلي (عمليات فردية)"، منوها إلى أن الاحتلال اغتصب كافة الحقوق الفلسطينية، "ووصلت إلى مستوى تهديد المصالح والكرامة الشخصية للمواطن الفلسطيني، لذلك، فإن الشعب الفلسطيني اليوم هو الذي يتكفل بالدفاع عن هويته وأرضه ومستقبله، بعدما لاحظنا أداء غير مرض على الأقل من الفصائل الفلسطينية".

وقال إن الشعب الفلسطيني مستمر في ثورته ضد الاحتلال وضد الظلم وضد كل ما يمس بحقوقه، لأن "الاحتلال مستمر في مخططاته التوسعية التي لا ترى للفلسطينيين أي حقوق سوى حقوق مدنية مؤقتة، لأن مخططهم هو إفراغ فلسطين من الفلسطينيين؛ وهذا عدوان يهدف إلى تجريف كل الحقوق الفلسطينية، بشكل عنصري إرهابي".

وأكد الكاتب، أن "سلطات الاحتلال الإسرائيلي تخوض عملية تطهير عرقي ضد الشعب الفلسطيني، ومن الواضح أننا أمام مقاومة شعبية مستمرة فلسطينية ضد الاحتلال المستمر في عدوانه في كل المناطق. والشعب الفلسطيني ليس أمامه خيارات سوى الاستمرار في المواجهة، والتي يمكن تسميتها: ثورة، هبة، نهوضا شعبيا، مقاومة، مقاومة سلمية وغير سلمية وغير ذلك.. المهم أن هذه المواجهة قائمة لأن المشروع الصهيوني قائم ويزداد حدة وتأثيرا على حياة الفلسطينيين".

ثورة متصاعدة

بدوره، أوضح المختص في الشأن الفلسطيني والإسرائيلي مأمون أبو عامر، أن "ثورة البراق، التي انطلقت قبل 93 عاما، تعد بداية المعركة حول المسجد الأقصى، الذي يعتبره الاحتلال هو قلب المشروع الصهيوني".

وأضاف في حديثه لـ"عربي21": "العديد من الحاخامات الذين يتحدثون اليوم عن السيطرة على الأقصى، يعتبرون أن المعركة على ما يطلقون عليه "جبل الهيكل"، بدأت منذ انطلقت أحداث حائط البراق، من أجل الوصول إلى المكان المقدس الأساسي والسيطرة على المسجد الأقصى، ومن هنا، لا يمكن الفصل بين المعركة أمس واليوم".

ونبه أبو عامر، أن كافة اللجان الدولية التي عنيت بالتحقيق في الأمر، "لم تثبت أي صلة دينية لليهود في هذا المكان، حتى أن اللجان الدولية أيدت استمرار الوضع القائم منذ العهد العثماني".

وقال: "الفلسطينيون منذ البداية كانوا متيقظين للهدف الصهيوني، وكان التصدي لمحاولات السيطرة على حائط البراق هو دفاع عن المسجد الأقصى بكامله، وعدم القبول بأي تسويات حول الحقوق في المسجد الأقصى، وما يحدث اليوم من محاولات إقامة صلوات تلمودية ورفع العلم الإسرائيلي خلال اقتحام المستوطنين للأقصى، ما هو إلا جزء من معركة مستمرة يحاولون من خلالها تثبيت إجراءات على الأرض لضمان الوصول إلى المكان (الأقصى) والسيطرة عليه في مرحلة لاحقة".  

ونوه المختص، أن "ما تشهده الأرضي الفلسطينية وخاصة في القدس، من تصدي أبناء الشعب الفلسطيني لمخططات الاحتلال، وما يحدث من مواجهات في مناطق متعددة بسبب الاعتداءات الصهيونية، هو امتداد لثورة البراق، وحيث اندلعت انتفاضة الأقصى بعدما اقتحام أرئيل شارون المسجد الاقصى عام 2000، أضافة لمواجهات متعددة منها معركة البوابات وسيف القدس وغيرها، كل هذا هو امتداد لهذه الثورة المباركة، التي تمثل ضمير الأمة الاسلامية كلها وليس الشعب الفلسطيني".