القدس/المنــار/ تساؤل على امتداد الساحة الفلسطينية، لماذا لم تشارك حركة حماس في مواجهة العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، مع أن الحركة أعلنت مرارا أن الاعتداء على أي قيادي في فصائل المقاومة هو اعتداء مباشر على المقاومة بأجنحتها المختلفة، وحركة الجهاد الاسلامي التي تواجه وحدها العدوان الغادر فقدت عددا من قادتها الميدانيين.
السؤال المطروح بحجم الوطن، فتح الابواب واسعة للاجتهادات والتحليلات والتعليقات.. فهل هناك تفاهم عبر مصر بعد المشاركة، سمح لاسرائيل بشن العدوان الغادر مستهدفا اضعاف الجهاد الاسلامي، بعد أن ضمنت حيادية حماس.
ان عدم مشاركة حركة حماس في المواجهة العسكرية الى جانب الجهاد في مواجهة العدوان، وعدم انخراطها في هذه المواجهة، سيلحق اثارا سلبية على مكانتها فلسطينيا وعربيا واسلاميا، وعندها لن تستطيع ـ كما يرى مراقبون ـ فعل شيء حتى التقليل من تلك الاثار.
ان اضعاف حركة الجهاد يضعف حركة حماس، وهنا يطرح التساؤل لماذا لا تشارك حماس في القتال الحالي، الذي يشهد تنفيذ مجازر مروعة في القطاع.
سياسة اسرائيل منذ قيام كيانها تنتهج سياسة التعامل على انفراد مع الدول العربية، وقد نجحت في ذلك وعزلت العديد من الدول العربية عن فلسطين وقضيتها، صحيح أن قرار الحرب والسلم بيد حماس لانها تتحمل المسؤولية السياسية والادارية في قطاع غزة، وهذه المسؤولية الادارية لحماس بكل التزاماتها الحياتية في منطقة محاصرة منذ خمسة عشر عاما تتحكم الى حد كبير في قراريها السياسي والعسكري مما يجعلها تفتح الاذان لمصر التي بيدها المعبر الرئيس للعالم، وتسمع لنصائح تركيا وقطر، بمعنى أن حماس تحت ضغوطات هي وضعت نفسها في اتونها عندما تحولت الى دولة وما يترتب على ذلك من مسؤوليات على حساب اجندتها الاساسية، وهي أجندة المقاومة، ان اسرائيل تتعامل مع فصيلي المقاومة الجهاد وحماس كل على انفراد، فهل نجحت في فك رباط وحدة المقاومة الغزية في المواجهة.
ان عدم مشاركة حماس بثقلها حركة الجهاد في هذه المواجهة أخطر حدث على مستقبل المقاومة ومستقبل العلاقة بين الفصيلين، التساؤل ما زال مطروحا.. لماذا لم تشارك حماس في صد العدوان الاسرائيلي.. تساؤل يبحث عن اجابة؟!
