القدس/المنــار/ للعدوان الاسرائيلي على قطاع غزة أهداف واسعة وخطيرة، يبعث برسائل الى العديد من الجهات.. وبالتالي ستكون له تداعيات على اكثر من صعيد.. عدوان يبدو أن هناك عواصم علمت به قبل وقوعه.
هذا العدوان رسالة الى لبنان وايران، علاوة على كونه ورقة انتخابية داخل الساحة الاسرائيلية، ثمنها الدم الفلسطيني، وكل المؤشرات تؤكد أن تل ابيب هي التي افتعلت المواجهة العسكرية مع حركة الجهاد الاسلامي، التي تعد قوة مؤثرة في قطاع غزة والضفة الغربية، فكانت الضرورة اضعافها ولأنها مدعومة من ايران فان دولا عربية وقوى في المنطقة معنية بأن تنجز اسرائيل هذا الهدف، بعد أن أصبحت الجهاد قادة على قلب الطاولة ورسم معادلات جديدة وقادرة ايضا على ضرب طموح لبيد السياسي. خاصة وأن الانتخابات الاسرائيلية على الابواب، وهذا ما لا تريده دول عربية، لها ارتباطات بشكل أو بآخر مع اسرائيل والولايات المتحدة.
وباعتراف كل المراقبين أن حركة الجهاد قادرة على رسم المشهد السياسي في اسرائيل، وهذا ما أدركه لبيد وغانتس جيدا، فكانت الضرورة بشن العدوان برضى عربي امريكي غير معلن صراحة، يمنح الثنائي لبيد وغانتس ورقة انتخابية في مواجهة نتنياهو في المعركة الانتخابية القادمة. والآن يمكن القول هل القطاع بات على طريق الترويض الاقتصادي عبر التسهيلات الانسانية كما هو حاصل في الضفة الغربية.. ولكن، هل حركة حماس باتت تثق في وعود اسرائيل والوسطاء؟!
وما نخشاه أن تدخل حماس بقدميها الكمين المنصوب لها.. وهو كمين "التقاء المصالح" وبمعنى أدق هل التقت مصالح لبيد ـ غانتس الانتخابية، وأوهام قيادات عربية مع رغبة حركة حماس في تعميق سيطرتها على قطاع غزة، ليصبح الهدف المشترك اضعاف ما تسميه تلك القوى بـ "المتمرد" الذي بدأ يزحف بقوة الى الضفة الغربية وترسيخ معادلات جديدة، أي حركة الجهاد الاسلامي، مقابل تهدئة طويلة الأمد وضخ المليارات من أجل تمكين هذه التهدئة.