2024-11-27 02:33 ص

كواليس انهيار وساطة التهدئة في غزة

2022-08-05

كشف مسؤول مصري مطلع على جهود الوساطة التي قادتها القاهرة، بين حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" من جهة، وحكومة الاحتلال الإسرائيلي من جهة أخرى، تفاصيل الساعات الأخيرة من الاتصالات قبل انهيار الوساطة بسبب شن الاحتلال عدوانا جديدا على قطاع غزة.

وقال المسؤول المصري، في حديث خاص لـ"العربي الجديد"  إن الساعات الأخيرة التي سبقت التصعيد الإسرائيلي شهدت أجواء متوترة خلال الاتصالات، قبل أن يعلن الأمين العام لـ"حركة الجهاد الإسلامي"، زياد النخالة، التوقف عن التجاوب مع الرسائل الإسرائيلية التي جاءت عبر الوسيط المصري، بسبب ما وصفه بأنه استهلاك للوقت دون الموافقة على أي من المطالب التي قدمتها الحركة.

وأوضح المصدر، الذي اشترط عدم ذكر اسمه، أن حركة "حماس" لا تزال على تواصل مع المسؤولين في مصر ولم تعلن انقطاع الوساطة، فيما قدمت طلباً مشتركاً بشأن استمرار عمل فتح معبر رفح أمام حركة الأفراد والبضائع في حال استمرار العمليات العسكرية، معتبرة أن أي تصرف خلاف ذلك سيكون بمثابة توافق مصري مع الأهداف الإسرائيلية يقلل من نزاهة الوساطة بما سيحد من تعاطي الحركتين مع تحركات القاهرة.

وأضاف المسؤول المصري أن "حماس" رغم تأكيدها على استمرارها في التعاطي مع الوساطة المصرية، إلا أنها منخرطة عبر الغرفة المشتركة للأجنحة المسلحة في خوض المعركة باسم المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وأنهم لن يتركوا "الجهاد" بمفردها في الساحة.

وقال المسؤول نفسه إن "اللهجة الإسرائيلية خلال اتصالات الوساطة كانت مغايرة تماماً من قبل المستوى السياسي، حيث كان هناك حث لمصر على لعب دور في احتواء الفصائل لعدم التصعيد، قبل أن تفاجأ القاهرة بالغارات الإسرائيلية"، مشددا على أن المسؤولين في مصر لم يكن لديهم علم بها قبل وقوعها، رغم أن هناك توافقا بين القاهرة وتل أبيب بشأن الإخطار المسبق، نظرا لوجود الأطقم المصرية المشرفة على عملية إعادة الإعمار في القطاع.

وأوضح المصدر أن "حماس" أبلغت مصر عدم التفات المقاومة، وعلى رأسها "حماس" لتهديدات إسرائيل بتصعيد الهجوم حال ردت المقاومة، مشددة على أنها "مستعدة لخوض معركة طويلة، سيندم من اتخذ قرار العدوان، وأشعلها"، بحسب المصدر.