2024-11-27 03:05 م

 أضخم مجمع سياحي تهويدي يبتلع أراضي جنوب الأقصى

2022-07-16

لم تتوقف سلطات الاحتلال الإسرائيلي يومًا عن أنشطتها الاستيطانية والتهويدية في مدينة القدس المحتلة، بل تُسارع الخطى لتنفيذها، بهدف السيطرة على أكبر مساحة ممكنة من الأرض، وخلق واقع جغرافي وسكاني، وصولًا لإحداث خلخلة سكانية في المدينة بشقيها الشرقي والغربي، لصالح المستوطنين.

ووافقت بلدية الاحتلال مؤخرًا، على عدة مشاريع تهويدية في القدس، بعضها بدأت بتنفيذها فعليًا على الأرض، وأخرى ما تزال تتنظر الموافقة على تنفيذها، بما في ذلك الترويج لإقامة آلاف الوحدات الاستيطانية على أراضي فلسطينية خاصة.

ومن بين هذه المشاريع، شروع سلطات الاحتلال بإقامة أضخم مجمع تهويدي سياحي وتجاري تحت عنوان "مجمع جبل صهيون" جنوب غرب المسجد الأقصى المبارك والبلدة القديمة، وفوق أراضي وادي الربابة، وفق ما كشف عنه الباحث المختص في شؤون القدس فخري أبو دياب لوكالة "صفا".

تفاصيل المخطط

ويقول أبو دياب إن بلدية الاحتلال بالتعاون مع شركة فنادق وأبنية إسرائيلية بدأت العمل بتسوية الأرض وإقامة المجمع التهويدي ذات الطوابق المتعددة والمساحات الضخمة.

ويوضح أن سلطات الاحتلال صادرت الأراضي البالغ مساحتها 15 دونمًا، بعد احتلال القدس عام 1967، واعتبرتها "أراضي دولة"، دون أن تسمح لأصحابها باستخدامها، بل خصصتها لإقامة المشروع التهويدي على مساحة بناء تبلغ 22 ألف و400 متر مربع.

وبحسب المخطط الإسرائيلي الذي يحمل رقم (6875)، فإن المجمع سيضم بناء 350 غرفة سياحية وفندقية، و4 قاعات للاجتماعات والمناسبات اليهودية، بالإضافة إلى برك للسباحة وصالات للألعاب، ومواقف للسيارات.

ويبين أن الطوابق الأرضية للمجمع ستضم 380 محلًا تجاريًا، فيما الطوابق العليا ستكون للمراقبة الأمنية والعسكرية للأحياء المقدسية العربية، بما فيها البلدة القديمة ومحيط المسجد الأقصى.

كما يشمل المجمع إقامة متحف كبير لعرض المقتنيات العسكرية الإسرائيلية، بغية الترويج لروايات تلمودية.

ورصدت حكومة الاحتلال –وفقًا لأبو دياب- 435 مليون شيكل لإقامة مجمع "جبل صهيون"، والذي يبعد 100 متر عن موقع إقامة "القطار الهوائي-التلفريك" التهويدي في محيط الأقصى والبلدة القديمة وبلدة سلوان وباب المغاربة.

ويشير إلى أن المنطقة المستهدفة لإقامة المجمع تحتوي على آثار وكهوف وقبور تعود للفترة الكنعانية العربية القديمة، إذ تم مسحها وطمس معالمها بالكامل، وهي مطلة أيضًا على وادي الربابة، الذي استولت "سلطة الطبيعة" الإسرائيلية على أراضيه لصالح إقامة "حدائق توراتية".

وبحسب أبو دياب، فإن العمل اليوم يجري فوق أراضي وادي الربابة وعلى تلة الثوري، فيما سينطلق جسر المشاة السياحي الذي يربط بين حي الثوري ووادي الربابة، من ذات المنطقة المخصصة لإقامة المجمع التهويدي.

واقع جديد

ويلفت إلى أن المنطقة المستهدفة تضم الكثير من المشاريع التهويدية التي تسعى سلطات الاحتلال لتنفيذها على أراضي فلسطينية، في مقابل تمنع المقدسيين من البناء والتواجد في أراضيهم، وهدم الكثير من المنازل لأجل إقامة مشاريعها.

ويوضح أن المخطط الجديد هو جزء من استكمال المخطط الاستيطاني الذي يهدف للسيطرة الكاملة على مدينة القدس، وتطويق التجمعات السكانية ومحاصرتها وتضييق الخناق عليها، وزيادة أعداد المستوطنين، وصولًا لترسيخ شعار أن" القدس بشقيها الغربي والشرقي عاصمة إسرائيل الموحدة".

ويعمل الاحتلال بشكل حثيث على خلق واقع جديد وتاريخ عبري مصطنع، والترويج لروايات تلمودية على حساب الرواية الفلسطينية الحقيقية لتاريخ القدس. يؤكد الباحث المقدسي

تداعيات خطيرة

ولهذا المشروع التهويدي- كما يحذر أبو دياب- انعكاسات خطيرة على المقدسيين، كونه سيحول المنطقة المستهدفة إلى منطقة أمنية للمراقبة، وسيجلب المزيد من المستوطنين للعيش في الأحياء العربية القريبة من الأقصى والبلدة القديمة، وسيعمل أيضًا على خلل في التوازن الديمغرافي لصالح هؤلاء المستوطنين.

ويضيف أن المشروع سيعمل على إيجاد فرض عمل لليهود للعمل في المحلات التجارية داخل المجمع، وربما سيتم إبعاد المقدسيين عن الموقع، أو هدم مزيد من المنازل والاستيلاء على أراضي، لإقامة مشاريع تهويدية واستيطانية مستقبلية.

المصدر: صفا نيوز