كشف موشيه تال المستقيل منذ أقل من 3 أشهر من ملف شؤون الأسرى والمفقودين الإسرائيليين عن كواليس فشل التوصل لصفقة تبادل أسرى مع حركة حماس.
وقال تال لصحيفة "هآرتس" العبرية، أنه في خريف 2018 كان هناك تحركًا مهمًا في هذا الملف قبل وقت قصير من انتهاء فترة رئيس الأركان السابق لجيش الاحتلال غادي ايزنكوت، وبمشاركة رؤساء "الموساد" و"الشاباك" السابقين، يوسي كوهين، ونداف أرغمان، على التوالي، كان سيفضي لإمكانية الدفع باتجاه صفقة قريبة، وأنه تم إبلاغ رئيس الحكومة حينها بنيامين نتنياهو بأن هناك فرصة حقيقية للمناورة تسمح بالصفقة، إلا أن هذه المبادرة تلاشت بدون أي تحرك حقيقي أو ردة فعل من الحكومة وكبار المسؤولين.
وبين أنه كان هناك فرصة أخرى في الصيف الماضي، حين ظهرت فرصة اختراق جديدة في الأشهر الأخيرة من ولاية نتنياهو، وكان هناك مسافة معينة في علاقته الممتازة مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مشيرًا إلى أن الأخير رفض لاحقًا عقد اجتماعات ومحادثات مع نتنياهو لمناقشة هذا الملف بسبب المواقف الحكومية الإسرائيلية حينها، لكن تغيرت الأمور للأفضل بعد أن أصبح نفتالي بينيت رئيسًا للوزراء في يونيو/ حزيران الماضي، وجرت بينهما محادثة هاتفية تلاها اجتماعًا بحضور كبار المسؤولين من المخابرات المصرية والإسرائيلية.
ولفت إلى أنه في ذلك الاجتماع، قال مسؤول مصري رفيع لنظرائه الإسرائيليين أنه تلقى تكليفًا شخصيًا من السيسي لتقديم حلول ومبادرة من أجل محاولة التوصل إلى صفقة، مشيرًا إلى أن القاهرة تركز على حل المشكلة الإنسانية بغزة وتصل لصفقة أسرى بدلًا من إحراز تقدم كبير في تحقيق سلسلة شاملة طويلة المدى حول مشاكل غزة، وخلال محادثات غير رسمية حث المصريون، على النظر في موقفهم والموافقة على إطلاق سراح عدد أكبر من الأسرى الفلسطينيين باعتبار أن ذلك أولوية بالنسبة لزعيم حماس في غزة يحيى السنوار.
ويقول الضابط الإسرائيلي السابق الذي خدم في المخابرات لمدة 25 عامًا، أن حكومة الاحتلال كانت حريصة طوال هذه القضية على تفويت الفرص، وفي الحقيقة أجد صعوبة في شرح سبب حدوث ذلك.
وأشار الضابط الذي عمل لسنوات لتحديد مكان الجندي السابق جلعاد شاليط، إن تلك الصفقة بالإفراج عن 1027 أسيرًا فلسطينيًا مقابل جندي أثر على حقيقة اهتمام الجمهور حاليًا بقضية الأسرى المتواجدين لدى حماس الآن.
وقال في الحقيقة إن "دولة" الاحتلال لا تسعى جاهدة للتوصل إلى صفقة، لا يوجد شيء مثمر، وخير دليل على ذلك أننا لم نصل في أي مرحلة من المراحل إلى الديناميكيات الحقيقية للمفاوضات مع حماس، لافتًا إلى أن هناك اجتماعات تعقد كل بضعة أشهر بخصوص الصفقة مع المخابرات المصرية، وباتت مسألة “دورية روتينية” وليس فيها أي تقدم حقيقي.
وأشار تال إلى أن كل هذه الظروف أدت لانهيار الفرص والافتراضات الإسرائيلية التي كانت قائمة على أن سياسة الإغاثة لغزة ستفضي إلى صفقة تبادل أسرى، إلا أن "دولة" الاحتلال دخلت في عملية عسكرية بغزة ومنذ ذلك الحين أجبرت على تحسين الوضع الإنساني بغزة دون التوصل لتسوية شاملة من شأنها حل قضية الأسرى.
وبين أنه سيطلق حملة شعبية كبيرة داخل "دولة" الاحتلال أوائل الشهر المقبل كمبادرة منه للعمل على أجل حل قضية الأسرى لدى حماس.
المصدر: صحيفة القدس
