تعيش المدن الفلسطينية منذ عدة أيام على صفيح ساخن ، وخاصة في ظل الاعتداءات غير المسبوقة من قبل قوات الاحتلال ، وتجديد المواجهة بين المقاومة والاحتلال، في ظل الهجوم الشرس من المستوطنين المتطرفين بحماية مشددة من قوات الاحتلال على حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، وإقدام المتطرف "بن غفير" على فتح مكتب له وسط الحي في خطوة استفزازية، بالإضافة إلى التضييق على الأسرى، والتوتر داخل السجون.

الاحتلال "الإسرائيلي" أرسل رسائل تهديد شديد اللهجة للمقاومة عبر الوسيط المصري، بأن التدخل فيما يجري بحي الشيخ جراح سينتهي بعملية عسكرية شبيهة بما حدث في شهر مايو الماضي 2021، إلا أن المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وفق كتاب ومحللين سياسيين، رأوا أن المقاومة في غزة لن ترضخ لتهديدات الاحتلال، ولن تصمت على ما يجري من هجمات شرسة في القدس، إلى أين تتجه الأيام المقبلة؟

إرهاب الاحتلال ومستوطنيه آخذ بالازدياد

الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، قال: "إن ما يجري في حي الشيخ جراح ومن قبل هو شبيه بما حدث قبل معركة سيف القدس، إذ أن إرهاب الاحتلال ومستوطنيه آخذ بالازدياد، وهو أمر ينذر بتصاعد المقاومة سواء في القدس والضفة وحتى غزة.

وتوقع الصواف في حديث لوكالة "فلسطين اليوم" الإخبارية، أنه في حال استمر الاحتلال ومستوطنيه في العربدة في حي الشيخ جراح، فمن المؤكد أن المقاومة لن تصمت وسنشهد معركة قادمة سواء في القدس أو الضفة أو غزة".

ورأى، أن المقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي وتترك أهلها للإرهاب الصهيوني، فهي ستدافع عن الشعب الفلسطيني وستلقن الاحتلال درسًا لن ينساه وسيبقى أثره في حلقه، كما كان في معركة سيف القدس التي غيرت معادلات قديمة وبنت معادلات جديدة".

وأضاف الصواف، أن المطلوب تحرك أكبر من أهالي في الضفة والقدس المحتلتين، من أجل مواجهة المحتل ومستوطنيه في كل مكان، وعليهم التوحد وإشعال الأرض لهيبًا تحت أقدام الاحتلال بجميع أشكال المقاومة، كون المحتل لا يعرف سوى لغة القوة، ولا غير ذلك، مشيراً إلى أن الأوضاع في تلك المنطقة خطيرة، والتحذيرات شديدة وعلى الكل أن يعي خطورة الأمر.

وتابع: "فلسطين واحدة، سواء في القدس، والضفة، أو الأراضي المحتلة عام 1948، وقطاع غزة، وكان هذا واضحًا في معركة سيف القدس، إذ أنها وحدت الكل الفلسطيني خلف البندقية"، لافتًا إلى أن هذا الترابط لن ينفك، وكل تهديدات الاحتلال لن تؤثر على هذه الوحدة.

نشوب مواجهة عسكرية قاب قوسين أو أدني

من جهته، يستعبد الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل، نشوب مواجهة عسكرية شاملة بين المقاومة والاحتلال في ظل الهجمات الشرسة على حي الشيخ جراح في القدس المحتلة، مع إشارته إلى أن الأمور قد تتجه لتصعيد محدود.

وقال عوكل في تصريح لوكالة "فلسطين اليوم" الإخبارية: "حتى الآن الأمور لا تشير إلى إمكانية حدوث مواجهة شاملة بين الاحتلال والمقاومة كالتي حدث في شهر مايو 2021 الماضي، فعلى الرغم من التهديدات المتبادلة إلا أن الطرفين باندلاع معكرة أخرى".

ولا تزال قوات الاحتلال تواصل هجمتها المسعورة على أهالي حي الشيخ جراح، وتأتي تلك الاعتداءات "الإسرائيلية" على أهالي الحي، تحت ذرائع واهية، في مساعٍ من الاحتلال للسيطرة على الحي، وطرد سكانه الأصليين، لصالح المستوطنين، وفي إطار تهويد مدينة القدس.