وفي ضوء الرغبة لدى ليفني بالانضمام الى مجموعة صناع القرار والمشاركة في الائتلاف الحكومي، ومحاولة بناء نفسها وتقوية حزبها، أو الاستعداد شخصيا للقفز الى حزب آخر، اختارت ليفني الاستجابة لعرض نتنياهو عليها بالانضمام الى الحكومة التي سيترأسها، ونتنياهو يحتاج الى ليفني في داخل حكومته لعدة اسباب، من بينها، أن ليفني استطاعت خلال الفترة الماضية وبالتحديد منذ اعلانها العودة الى الحياة السياسية بعد فترة من الزمن جلست خلالها خارج الحلبة السياسية في اعقاب هزيمتها في السباق على رئاسة كاديما أمام شاؤول موفاز، نجحت بانتزاع لقب الباحث عن السلام مع الفلسطينيين، ولذلك نتنياهو يرغب في انضمامها لخلق توازن في الحكومة المقبلة، التي يعمل على تشكيلها، وانضمام ليفني وحصولها على حقيبة محترمة هي حقيبة العدل واختيار نتنياهو التوقيع معها على اتفاق يشكل ريسائل كثيرة للاحزاب الاخرى وبالتحديد "البيت اليهودي" و "هناك مستقبل"، بأن هناك ضرورة للتفكير بعمق بعيدا عن تحالفات جانبية في موسم مفاوضات ائتلافية، وأن من يكسب في مثل هذا الموسم هو الذي يقفز أولا في قارب الائتلاف الجديد.
ويبدو أن نتنياهو قد يكتفي بالتوازن الذي ستخلقه ليفني في حكومته، كما سيعمل خلال الايام القليلة القادمة على التوصل الى اتفاق ائتلافي مع شاؤول موفاز الذي قد يحصل على حقيبة التطوير والتعاون الاقليمي التي يترأسها حاليا سلفان شالوم، فموفاز وليفني يستطيعان ان يوفرا نفس النموذج والديكور الذي كان يوفره ايهود باراك في حكومة نتنياهو الثانية، كما ان الاتفاق الذي تم التوصل اليه بين نتنياهو وليفني حول الخطوط الرئيسة للحكومة في المرحلة المقبلة، وبالتحديد فيما يخص عملية السلام مع الفلسطينيين ، وهي خطوط ضبابية اختار نتنياهو أن لا يتعمق بها، حتى لا يسد الطريق امام أي لاعب وأي راغب بالانضمام الى ائتلافه سواء من اليمين أو من اليسار، أي أن الحديث عن التفاوض مع الفلسطينيين على اساس ما جاء في خطاب نتنياهو في بار ايلان في ولايته السابقة، وخطابه أمام الكونجرس الامريكي، لا يشكل رؤية حقيقية لمفاوضات مثمرة مع الفلسطينيين، كما أن نتنياهو يبقى المسؤول الاعلى عن ملف المفاوضات، وعلى استعداد لشراكة مع ليفني في ادارة الاتصالات مع الفلسطينيين، ولكن، الرأي الاول والاخير هو لرئيس الوزراء.
ورئيس الوزراء المكلف ، هو الذي اختار طريقا جانبيا للوصول الى اعلان حكومته عبر اختيار طرق فرعية صغيرة "ليفني وموفاز، وقريبا جدا شاس "المعتدلة" في مواقفها بالنسبة لتحمل عبء الخدمة العسكرية" قد يفضل الالتفاف عن عقبة لبيد اذا ما أصر الاخير على مطالبه ولم يعد الى أرض الواقع ويتحرر من "نشوة الانتصار"، ونتنياهو سيفضل أن يصطحب الى قارب الائتلاف حزب البيت اليهودي الذي يرغب بقوة الدخول الى الائتلاف لأسباب ايديولوجية تنبع من ادراك حزبه بأن المرحلة المقبلة قد تشهد حديثا عن انسحابات واتفاقيات تسوية في الضفة الغربية، كما أن الليكود وسيحاول استغلال ليفني وانضمامها الى الحكومة من أجل مطالبة البيت اليهودي بالانضمام السريع الى الائتلاف وعدم ترك الساحة خالية لتأثيرات ليفني وامكانية استعانة نتنياهو بأحزاب من الجناح اليساري في الخارطة الحزبية الاسرائيلية كحزب العمل.