قالت الكاتبة الإسرائيلية سمدار بيري في مقال لها نشرته صحيفة “يديعوت احرونوت“، إن إسرائيل تعي أن شخصية ولي العهد السعودي محمد بن سلمان معقدة. لكنها كما الغرب، تغض الطرف عن ذلك مادام يسمح لطيرانها بالتحليق في الأجواء السعودية ويفتح أسواق بلاده لبضائعها.
جرائم ابن سلمان بحق أمراء العائلة المالكة
وبدأت الكاتبة مقالها بسرد جرائم “ابن سلمان” التي ارتكبها في حق العديد من الأمراء ورجال الأعمال السعوديين وغيرهم من السياسيين العرب، قائلة: “في تشرين الثاني (نوفمبر) 2017، داهمت وحدات الأمن السعودية قصور 400 رئيس بلدية وأمراء ملكيين وكبار رجال الأعمال وأصحاب الصحف – وأرسلتهم إلى الحجز في فندق ريتز كارلتون الرياض المرموق، لم يتلق أحد توضيحات عن سبب اعتقاله. لكن بعد أسابيع قليلة، صاغ وسطاء من قصر ولي العهد محمد بن سلمان إعفاءات من الممتلكات في حدود مئات الملايين من الدولارات لكل سجين وتم إطلاق سراح كل من وقع”.
اقرأ أيضا: بسبب تغريدة عن التطبيع.. “ابن سلمان” يعتقل الدكتور عبدالله اليحيى!
وأضافت قائلة: “ثم دعا بن سلمان رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري للقيام بزيارة عاجلة. كان الحريري، وهو مواطن سعودي، واثقًا من أنه على وشك الحصول على منحة مالية أخرى. لكن الواقع صفعة على وجهه عندما تم إرساله إلى الاحتجاز”.
وأوضحت أنه عندما جاءت إليه أطقم التلفزيون، أعلن بصوت مرتجف خطاب استقالته من منصب رئيس الوزراء. وفقط بتدخل من رئيس فرنسا ماكرون تم إطلاق سراحه وعاد إلى منصبه كما لو أن الأمور لم تكن أبدًا. وعندما ظهر في زيارة أخرى ابتسم ابتسامة مصطنعة، حتى أنه سمع بن سلمان يسأل أمام الكاميرات في حضوره: “هل أوقفته؟ هل أنت مجنون؟”.
وتابعت الكاتبة سردها لجرائ “ابن سلمان” قائلة:” في آذار / مارس 2020، تم اعتقال اثنين من كبار المسؤولين : محمد بن نايف، ابن شقيق الملك المخلوع بأمر من بن سلمان، والأمير أحمد بن عبد العزيز، الأخ الأصغر للملك السعودي سلمان. تم إرسالهم أولاً إلى السجن، وبعد شهر تم احتجازهم في قصورهم الخاصة. تطوق قوات الأمن المهاجع. ومن المرجح أن يواجه أي شخص يحاول الذكاء عقوبة سجن طويلة.”
بسمة بنت سعود
كما تطرقت الكاتبة لما حدث مع الاميرة بسمة بنت سعود التي أفرج عنها منذ أيام قائلة: “والآن تأتي قضية الأميرة بسمة ، الابنة الصغرى – من أكثر من 120 من الأبناء والبنات – لمؤسس المملكة الملك سعود”.
مضيفة أن “بسمة شخصية غير عادية: مطلقة وأم لأربعة أبناء وبنت، متفتحة القلب، نشطة، وممتلكات كبيرة ورثتها. تتحدث من محل إقامتها الدائم في لندن بشكل أساسي عن حرمان المرأة من حقوقها في المملكة العربية السعودية.”
اقرأ أيضا: الغارديان: ابن سلمان حساس تجاه أن يُنظر إليه على أنه يقدم تنازلات تحت ضغط سياسي.. هذا ما يريده!
وأضافت انه “في نهاية الأسبوع الماضي، وبعد ثلاث سنوات، تم إطلاق سراحها من سجن الطير مع ابنتها سهود. لم يتم استجواب الأميرة ولم تقدم للمحاكمة ولم يتم نشر لائحة اتهام ضدها. بعد التحرير، اضطرت إلى إرسال رسالة قصيرة وتوجيه الشكر الحار للملك ونجله سلمان”، متسائلة باستنكار “على ماذا شكرت بالضبط؟”.
وأكدت الكاتبة على أن “ما هو واضح حقًا هو أن رجلاً كبيرًا جدًا كان ينتظر الأميرة لتغلق حسابًا معها. ويبدو أن عاصمتها المقدرة بمئات الملايين من الدولارات قد تمت مصادرتها بالفعل”.
واختتمت الكاتبة مقالها بالقول: “في القدس، كما في واشنطن. لم يتمكنوا بعد من فك رموز شخصية بن سلمان المعقدة بشكل كامل. طالما أنه يسمح للطائرات القادمة من إسرائيل بالمرور في سماء المملكة العربية السعودية، ويفتح أبواب الأسواق للبضائع (بدون بطاقات تعريفية)، فسيواصل خبراؤنا الدراسة.”
وأردفت قائلة: “بشكل عام، من الآمن أن نقول إنه ليس فنجان الشاي لدينا، وليس الزعيم الذي صليناه في مكة والمدينة، لكن ليس نحن فقط: فالزعماء العرب قلقون منه أيضًا”.
(المصدر: يديعوت احرونوت – ترجمة وطن)