2024-11-26 10:36 م

من هي المحطة القادمة؟!-ملف إنهاء الانقسام يحط رحاله في الجزائر

2022-01-14

القدس/المنـــار/ كتب رئيس التحرير - الإنقسام في الساحة الفلسطينية يراوح مكانه، وملف المصالحة يتنقل بين العواصم، والنتيجة محبطة، فالانقسام يتعمق، وبعد كل جولة يتصاعد التراشق بالاتهامات، وكل طرف يحمل الطرف الآخر مسؤولية الفشل.

أين الخلل اذن، هذه السنوات الطويلة من الصدع الخطير في الساحة الفلسطينية بقي مفتوحا بكل سلبياته والامه، وهناك تباعد في المواقف ونباين في الاراء.

هل الخلل يكمن في الوسطاء، ومصالح العواصم واغراض التحالفات التي تغطي الساحة العربية، ويتضح يوما بعد يوم أن طرفي الانقسام يعيشان حالة عناد قاتلة، ولا يسعيان لمصالحة حقيقية، ولو كانا جادين، لما كان هناك داع لينقل هذا الملف بين عواصم الشرق والغرب، حيث الأجدر أن تنجز المصالحة فوق الساحة الفلسطينية وليس خارجها، غير أن النوايا السليمة غير متوفرة، ويبدو أن هناك جهات ضاغطة على كليهما، تمنع الجانبان من التلاقي، لمصلحة شعب يرزح تحت الاحتلال بكل عنفه وقمعه وممارساته، يواصل يوميا سلب ما تبقى من الأرض، وينفذ مخططات استيطانية فاقت كل التصورات.

الشعب ضحية الانقسام المدمر، والطرفان المتصارعان لا يأخذان هذا في الحسبان، شعب يقف مشدوها أمام هذه المأساة، وقد تأخر في الرد على كليهما، مجبرا اياهما على تحقيق المصالحة، والتخلي عن الاجندات الحزبية والمصالح الشخصية، ويقفان بلا ردود مدروسة متفق عليها على مماسارت الاحتلال الذي يصادر الاراضي ويواصل شق شبكة طرف رهيبة لربط المستوطنات، ولا يعترف بأي من الجانبين لادارة مفاوضات جادة باتجاه تحقيق سلام عادل، والانقسام سبب هذا التعنت الاسرائيلي,

فشلت كل مبادرات المصالحة، وهذا الملف بات مادة للصراع بين الانظمة، والتنافس بينهما، وكل نظام يتعاطى مع هذا الملف وفق مصالحه، واداة في مواجهة نظام آخر، حيث صراع التحالفات يشتد في ساحة تعيش شعوبها قهرا وظلما واستعبادا.

ملف الانقسام بات مادة للصراع بين الانظمة، والتنافس بينهما، وكل نظام يتعاطى مع هذا الملف وفق مصالحه، واداة في مواجهة نظام آخر

وهل تنتظر فتح وحماس، أن تبدأ رحلات الصعود الى القمر، حيث تنتقلا اليه لمعالجة ملف المصالحة.

ملف المصالحة سيحط رحاله على أرض الجزائر، وستغضب المغرب ومصر وقطر وغيرها، وسيعود الجانبان المتصارعان ليواصلا حرب الاتهامات التي استؤنفت فعلا، وسط رفض اسرائيلي علني وبتحد واضح، للبحث سياسيا في ملف الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، وهذا مريح لانظمة تواصل تطبيعها وعقد الاتفاقيات مع تل أبيب، بعد أن القت من وراء ظهورها الملف الفلسطيني، والسبب ضغط الجانب الفلسطيني المنشغل بالانقسام واثاره وتداعياته، كل طرف يبحث عن سبل للصراع واقصاء الاخر، بديلا من وضع استراتيجية مدروسة لمواجهة مخططات الاحتلال، ألم يدرك الطرفان حجم الطرق التي يشقها هذا الاحتلال عبر ما تبقى من اراض في هذه المحافظة وتلك، ألا يدفعها هذا الامر للتلاقي، وانجاز مصالحة حقيقية.

طرفان متصارعان، لكنهما "منضبطان"، لأن كلا منهما يجلس على كرسي الحكم؟!!!