2024-11-27 01:34 ص

نتنياهو يتجه لتعليم لبيد الدرس الأول في العمل السياسي

2013-02-18
القدس/المنــار/ كتب محرر الشؤون الاسرائيلية/ يتمنى بنيامين نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل المكلف الخروج بائتلاف قوي ومتين قدر المستطاع، للصمود في وجه أية عواصف قادمة، ويتمنى نتنياهو أن يستقبل الرئيس الامريكي بائتلاف قادر الصمود في وجه الضغوطات مهما كان شكلها ونوعها، لذلك، لا يكتفي نتنياهو بالمفاوضات العلنية، بل يعقد لقاءات ليلية سرية مع المرشحين من الاحزاب للتحالف والانحراط في الائتلاف الذي سيقوده، محاولا نسج الخيوط وردم الفجوات واغلاق الحفر في طريق اتفاق الاحزاب التي يرغب في انضمامها الى الائتلاف الحكومي، وهو في الوقت ذاته يدرك أن مهمة تشكيل الائتلاف هذه المرة صعبة للغاية، ويشعر جيدا بحجم التحالفات والتمحور بين الاحزاب المختلفة واقامة الجبهات في مواجهة الليكود بيتنا، والمفاوضات التي تدار لتشكيل الائتلاف الذي سيتزعمه، ومع ذلك، يتمنى نتنياهو أن يخرج بحكومة مستقرة بمشاكة حزبية واسعة محاولا تطويع المصالح الحزبية في قالب مشترك يكون اساس الائتلاف القادم. ويرى نتنياهو استنادا الى مقربين منه، أن قدره في هذه المفاوضات الائتلافية أن يضطر للتعامل مع قليلي الخبرة في العمل السياسي والاصطدام بطموحات الشباب والباحثين عن المستقبل السياسي الزاهر، سواء في وسط اليسار أو في اليمين، من يئير لبيد الى نفتالي بينت، فهو مضطر لاستيعاب هذه الرغبات، محاولا تدجينها وترويضها وجعلها شريكة ممكنة في التشكيل الائتلافي المقبل، لكن، البعض يرى أن نتنياهو بات غير راغب في مشاركة لبيد في حكومته، ويجد فيه "غرورا زائدا" مما قد يسبب له مشاكل في حال انضمامه الى الائتلاف، وربما يفضل نتنياهو معاقبة لبيد وتعليمه الدرس الاول في العمل السياسي ومن خلال ابقائه خارج الائتلاف على الاقل لعدة اشهر والاعتماد على شركائه الطبيعيين مثل، بينت والاحزاب الدينية المتزمتة بالاضافة الى كاديما وتسيفي ليفني المعنيان بالانضمام الى الحكومة، فالمشكلة أن يئير لبيد ما زال تحت نشوة الفوز، وهناك من يدعو في صفوف الليكود بيتنا الى ضرورة اسباق مجيء اوباما باعلان حكومة قوية تترك تأثيرا مهما على الضيف القادم الذي سيلائم طلباته من رئيس الحكومة مع شكل هذه الحكومة، وترى دوائر حزبية، أن نتنياهو يتمنى أن يجد اذانا صاغية في صفوف حزب العمل للمشاركة في الحكومة المقبلة بحيث يبقى لبيد وحيدا في صفوف المعارضة.
وهناك من يتحدث عن أطماع في الحقائب من جانب حزب العمل، لا تقل عن حقيبة المالية تمنح لرئيسة الحزب، لكنهم، في حزب العمل لا يثقون بمقترحات وطروحات نتنياهو، ويخشون أن يكون حزبهم ضحية الصراع بين نتنياهو ولبيد، أو بمعنى آخر، وسيلة الابتزاز الليكودية لحزب "هناك مستقبل" ودفعه الى تخفيض سقف مطالبه، ولا ينسى نتنياهو شركاءه المتزمتين وتحديدا حركة شاس الذي يدير معها اتصالات سرية للغاية، لجس نبضها ومعرفة مدى رغبتها واستعدادها للتراجع عن مواقف مقدسة أعلنتها مسبقا في أكثر من مناسبة، وكان ارييه درعي قد أعلن، أن نتنياهو في حال رغب في تشكيل حكومة مستقرة تحكم لفترة زمنية طويلة، فان عليه التفكير باتجاه حكومة وحدة وطنية موسعة قدر الامكان، فالحكومة الموسعة ستساهم في رسم سياسات ائتلافية متوازنة قادرة على خلق التوافق المطلوب بين الاحزاب المشاركة بعيدا عن أي ابتزاز نابع من المصلحة الحزبية الضيقة، وشاس ليست وحدها التي تدعو الى حكومة موسعة للتغلب على التحديات الداخلية ، بل هناك جهات عديدة ترسل نصائحها الى نتنياهو تدعوه الى أهمية توسيع قاعدة الائتلاف لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية التي من المتوقع أن تصطدم بها اسرائيل في الفترة المقبلة، لكن، تبقى التمنيات شيء، والواقع شيئا آخر، فعلى الرغم من "صدق" رغبات نتنياهو في رؤية حلفائه الطبيعيين داخل ائتلافه المقبل، الا أن هناك بالتأكيد فرصة واحتمالا أن يجد بعض الحلفاء أنفسهم على مقاعد المعارضة.