2024-11-23 04:42 م

أمريكا وداعش يد واحدة في وجه استقرار العراق

2021-07-07
 مع حلول فصل الصيف، أصبحت أزمة توفير الكهرباء للمرافق العامة مرةً أخرى أكبر مشكلة للحكومة والجهات الحكومية في مختلف المحافظات العراقية.

وفي الوضع الجديد، نرى أن أعداء العراق حكومةً وشعباً قد وضعوا على جدول أعمالهم تدمير مرافق نقل الطاقة في مختلف المحافظات العراقية. حيث دمرت فلول تنظيم داعش الإرهابي مؤخرًا 61 برجًا للكهرباء، ما أدى إلى مقتل سبعة وإصابة آخرين.

وفي هذا الصدد، أفاد مسؤولون عراقيون، في الأيام الماضية، بتفجير عدة أبراج كهرباء في محافظات ديالى وكركوك ونينوى والأنبار وصلاح الدين. وبعد هذه الأحداث، أمر رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي القوات الأمنية بتشكيل قيادة عمليات مشتركة ضد المخربين والإرهابيين.

كما أفادت مصادر أمنية بأن الكاظمي قد أصدر أوامر باستخدام طائرات مسيرة لحماية أبراج الكهرباء في البلاد. والنقطة الأخرى الملفتة للنظر هي أنه في خضم هذه الأحداث، استقال وزير الكهرباء ماجد حنتوش، وأحمد خيري مدير عام الشركة العامة لنقل الطاقة الكهربائية.

وفي ظل كل هذه الأحداث، فإن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو، ما هي أهداف داعش من الهجمات الأخيرة على أبراج الكهرباء في العراق؟

"حرب الكهرباء" بهدف خلق أزمات محددة

على عكس ما كان متوقعاً في بداية عام 2003، لم يشهد العراق الاستقرار منذ سقوط النظام البعثي فحسب، بل واجه دائمًا سلسلةً من الأزمات السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية المختلفة.

في غضون ذلك، كانت إحدى الأزمات الرئيسة التي تواجه الحكومة تتعلق بمسألة توفير الكهرباء التي يحتاجها المواطنون. وقد أصبحت هذه المسألة مهمةً للغاية بالنسبة للمواطنين العراقيين في السنوات الأخيرة، لدرجة أن أحد الأسباب الرئيسة للاحتجاجات الواسعة في مختلف المحافظات العراقية كان موضوع إمدادات الكهرباء، ويمكن رؤية أهم مظاهر هذه القضية خلال احتجاجات 1 أكتوبر/تشرين الأول 2019.

مع وضع هذا في الاعتبار، يبدو في ظل الظروف الجديدة أن تنظيم داعش الإرهابي، الذي فقد القدرة على تنظيم عمليات ميدانية واسعة النطاق نتيجة العمليات المختلفة للجيش وقوات الحشد الشعبي، ويجد نفسه عاجزاً عن مواجهة الجيش العراقي والقوات الأمنية، وخاصةً أبطال الحشد الشعبي، وضع موضوع الكهرباء کنقطة محورية لضرب الحكومة العراقية وخلق حالة من عدم الاستقرار، لاستعادة سلطته.

حاليًا يتم استهداف أبراج نقل الكهرباء من قبل إرهابيي داعش في المناطق النائية البعيدة عن وجود قوات الأمن في محافظات مثل ديالى وكركوك وصلاح الدين.

يبدو أن فلول تنظيم داعش الإرهابي في هذه المحافظات ينفذون هجمات مخططة لاستهداف خطوط نقل الكهرباء للتعبير عن وجودهم وتعزيز معنوياتهم، بهدف الضغط على الحكومة العراقية وإيذائها واشتداد استياء أبناء هذا البلد من أوضاعهم. 

في الوضع الجديد، من ناحية يعتزم داعش من خلال استهداف أبراج نقل الكهرباء إعادة خلق الأزمات وبدء الاحتجاجات في مختلف المحافظات العراقية، وتحقيق أهدافه عبر اختراق المتظاهرين في الإضرار بالممتلكات العامة وتوجيه الاحتجاجات في اتجاه معين.

ومن ناحية أخرى، يسعى داعش إل