نشر موقع «عربي21»، تقريرًا يتناول القمة الثلاثية التي جرى عقدها في العاصمة العراقية بغداد، بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وملك الأردن عبدالله الثاني ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، والمكاسب التي قد تجنيها الدول العربية الثلاث من مشروع «الشام الجديد».
في قمة ثلاثية، هي الرابعة خلال عامين، بين قادة مصر والأردن والعراق؛ جمعت بغداد الأحد الماضي، رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، وملك الأردن الملك عبدالله الثاني، ورئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي، وسط حديث عن تحالف اقتصادي في توقيت هام تواجهه المنطقة العربية.
القمة التي شملت زيارة تاريخية هي الأولى من نوعها منذ 30 عامًا، لمسؤول مصري بهذا الحجم؛ تأتي ضمن الجولة الرابعة للتعاون بين الدول الثلاث، والتي انطلقت بالقاهرة في مارس (آذار) 2019، بمسمى «الشام الجديد» الذي يشمل مشروعات اقتصادية واستثمارية كبيرة.
الجانب الاقتصادي للمشروع يقوم على تصدير العراق النفط بأسعار تفضيلية للأردن عبر خط النفط العراقي الأردني المقترح، وإلى مصر عبر ميناء العقبة الأردني، مقابل تزويد العراق والأردن بالطاقة الكهربائية والغاز المصري.
وأيضًا مساهمة مصر في إعمار العراق وفتح سوق العمل العراقي أمام ملايين الحرفيين المصريين، الذين شاركوا سابقًا في إعمار بلاد الرافدين إثر حربها مع إيران، في ثمانينيات القرن الماضي؛ إلا أن مراقبين قللوا في حديثهم لـ«عربي21» من قيمة نتائج هذه القمة وتلك الاتفاقيات لأسباب عديدة.
ومشروع الشام الجديد تعود جذوره لدراسة أعدها البنك الدولي في مارس 2014، ليشمل سوريا ولبنان والأردن وفلسطين والعراق ومصر وتركيا.
البداية كانت من القاهرة في مارس 2019، عندما أطلقت الدول الثلاث آلية للتعاون، تلتها قمة ثانية في سبتمبر (أيلول) 2019، في نيويورك، ثم قمة ثالثة بعمان سبتمبر 2020، لتستضيف بغداد القمة الرابعة الأحد.
«فكرة أمريكية.. لا تفيد العراق»
الخبير العراقي بالعلاقات الدولية، الدكتور حارث قطان، قال إن مشروع الشام الجديد «ليس سهل التطبيق من عدة نواح»، منها «البيئة الأمنية»، موضحًا أن «من يحكم العراق ليس أمريكا، ولا حكومة العراق أو المؤسسة الأمنية الرسمية؛ وإنما الحشد الشعبي». أستاذ مساعد العلاقات الدولية بكلية العلوم السياسية بجامعة تكريت، أكد في حديثه لـ«عربي21»، أن «القمة الثلاثية لا تحقق شيئًا في ظل بيئة أمنية غير مستقرة تعيشها العراق».
ويعتقد أنه «حال تحققت تلك المشاريع -الشام الجديد- فهي مفيدة للأردن ومصر، ولكن هناك خسارة للعراق»، لافتًا إلى أنه «جرى إلغاء اتفاقية اقتصادية عراقية مع الصين بضغط أمريكي، كان يمكن للعراق أن يكون بها مركزًا للجذب العالمي بالشرق الأوسط».
وأكد أن أي اتفاق مع مصر لن يعوض خسارة الاتفاق الصيني، موضحًا أن «تعويض خروج شركات صينية عالمية كانت ستعمل بالعراق، باتفاقيات مع مصر لجلب حرفيين وعمالة مصرية، أمر غير مفيد للعراق».
وأوضح أن «البناء والتعمير يتحقق عبر شركات عملاقة وليس حرفيين»، ملمحًا إلى أن «وصول الحرفيين بكميات للعراق سيعمق بطالة يعاني منها العراقيون من ذوي التعليم الابتدائي إلى حملة الدكتوراه».
وفي تقديره لما قد يمثله التقارب الاقتصادي المصري الأردني العراقي والمشروعات المحتملة بينهم من قلق لدول بالمنطقة مثل الإمارات والسعودية، قال الأكاديمي العراقي: «إذا تمت تلك المشروعات في شكل تكامل عربي، فإنه يقلق إيران بالدرجة الأولى».
وحول احتمالات تأثير اتفاقيات نقل البترول العراقي عبر الأردن ومصر إلى أوروبا على مشروعات إسرائيل والإمارات في هذا الإطار، قال قطان، إن «معظم النفط العراقي الذي سيمر للأردن ومصر للاستخدام الداخلي للقاهرة وعمان، وهذا لا يضر بالمشاريع الإسرائيلية الإماراتية». وختم حديثه بالتأكيد على أن «فكرة هذا التكامل فكرة أمريكية، وبديهيًّا أمريكا لا تضر إسرائيل».
«قمة دول مأزومة»
الكاتب والمحلل السياسي المصري أحمد حسن بكر، قال إنه «يمكن تسمية قمة بغداد بقمة الدول المأزومة، التي تبحث الخروج من أزماتها الداخلية، والخارجية، اقتصادية، وسياسية، ومجتمعية؛ بعقد قمة واتفاقيات لإيهام شعوبها بوجود بصيص أمل».
وأوضح بحديثه لـ«عربي21»، أن «مصر تواجه غضبًا شعبيًّا مع أزمة سد النهضة، وتزايدًا لمعدلات البطالة، وارتفاعًا بتكاليف المعيشة، وعجزًا بتروليًّا بالزيت الخام نحو 136 ألف برميل يوميًّا، وتبحث عن دولة تبيعها الخام بثمن تفضيلي آجل، بعد رفع السعودية والإمارات دعمهما».
و أكد بكر أن «مصر تأمل أيضًا أن تجد بالعراق السوق الواعد لاستيعاب منتجات مصرية كثيرة»، لافتًا إلى «معاناة العراق من عجز كبير بالكهرباء بنحو 26.5 ألف ميجاوات، وأنها تريد استيراد جزء من فائض الكهرباء المصرية؛ لتخفيف أزمة المدن العراقية لتردي محطات توليد الكهرباء».
وألمح إلى أن «العراق يعاني كذلك من زيادة نفوذ المليشيات العراقية، وتحديها لسلطات رئيس الوزراء والجيش، ويشهد تزايدًا بالغضب الشعبي لتفشي الفساد وسوء الأحوال المعيشية، بجانب مشكلاته مع تركيا».
وحول الأردن، قال بكر: «لا يخفى على أحد تزايد أزماتها الاقتصادية لرفع السعودية والإمارات مساعداتهما بعد إعلان عمان رفضها (صفقة القرن)، التي أعلنها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، كما تعاني الأردن من خلافات داخل الأسرة الحاكمة».
وتابع: «من خلال أزمات الدول الثلاث يمكن قراءة أسباب عقد هذه القمة، والتوقع بما ستسفر عنه»، مضيفًا: «لا يعتقد عاقل سياسي بالشرق الأوسط أن ينتج عن القمة ما يسمى الشام الجديد، لأن بعض دول الشام كسوريا ولبنان منهارة اقتصاديًّا».
ولفت إلى أن «السوابق التاريخية لتحالفات مصر والأردن والعراق باءت بالفشل»، مذكرًا بـ«مجلس التعاون العربي المؤسس في 16 فبراير 1989، ببغداد، بين صدام حسين، وحسني مبارك، والملك حسين، وعلى عبد الله صالح».
وجزم المحلل السياسي بأنه «لم يدم إلا بضعة أشهر، وتفكك بمجرد غزو العراق للكويت، رغم أن أساسه كان التعاون الاقتصادي، ووضع حجر الأساس لتكوين السوق العربية المشتركة، وتنسيق الرؤى السياسية».
وقال: «إذا نجحت هذه القمة الثلاثية وصمد مشروع الشام الجديد، فقد ينتج عنها اتفاقيات وصفقات متكافئة بين مصر والعراق، بتصدير القاهرة فائض الكهرباء عبر خط الربط الكهربائي الواصل للأردن وسوريا، وبالمقابل تستورد من بغداد النفط الخام بسعر تفضيلي، فيما تطمع مصر أن تجد الشركات المصرية موطئ قدم لها بإعادة إعمار العراق».
وأكد أن «مصر تحلم بأن تصبح العراق سوقًا للعمالة المصرية كما كانت بعهد صدام حسين، ولكن غاب عنها أن عراق صدام رغم الحروب كان بمرحلة تنمية اقتصادية وبناء وسوق العمل استوعب الملايين، لكن العراق الآن بحالة ركود وخلافات وفساد وفقر، وتدخلات دول إقليمية ودولية».
ولفت، إلى أن «الأردن يطمع أيضًا بمزيد من الغاز والكهرباء المصرية، والنفط الخام العراقي؛ لتحقيق الاكتفاء من المنتجات البترولية، وتعويض ما كان يتحصل عليه من الرياض وأبوظبي».
وأكد بكر، أن «بعض الدول الإقليمية كالسعودية والإمارات وإسرائيل لن تسمح أن تؤسس الدول الثلاث تحالفًا تخرج أهدافه عما ذكرناه ما يبدو من ترقبها الواضح عبر التغطية الكثيفة لوسائل إعلامها للقمة»، مضيفًا: «كما أن أمريكا وروسيا لن يسمحا بهكذا تحالف».
الشام الجديد «ضربة للمشاريع الخبيثة»
المحلل الاقتصادي علاء عوض، قال إن نقل بترول العراق عبر خط أنابيب تمر بالأردن لمصر ومنها إلى أوروبا قد يتبعها نقل بترول الخليج، معتبرًا أن مشروع الشام الجديد «بمثابة ضربة وقائية هامة للمشاريع الخبيثة التي تهدف لنقل بترول الخليج عبر إسرائيل، وجعل الأخيرة مركزًا إقليميًّا للطاقة بدلًا من القاهرة».
نشر موقع «عربي21»، تقريرًا يتناول القمة الثلاثية التي جرى عقدها في العاصمة العراقية بغداد، بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وملك الأردن عبدالله الثاني ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، والمكاسب التي قد تجنيها الدول العربية الثلاث من مشروع «الشام الجديد»، وفيما يلي نص المادة.
في قمة ثلاثية، هي الرابعة خلال عامين، بين قادة مصر والأردن والعراق؛ جمعت بغداد الأحد الماضي، رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، وملك الأردن الملك عبدالله الثاني، ورئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي، وسط حديث عن تحالف اقتصادي في توقيت هام تواجهه المنطقة العربية.
القمة التي شملت زيارة تاريخية هي الأولى من نوعها منذ 30 عامًا، لمسؤول مصري بهذا الحجم؛ تأتي ضمن الجولة الرابعة للتعاون بين الدول الثلاث، والتي انطلقت بالقاهرة في مارس (آذار) 2019، بمسمى «الشام الجديد» الذي يشمل مشروعات اقتصادية واستثمارية كبيرة.
Embed from Getty Images
الجانب الاقتصادي للمشروع يقوم على تصدير العراق النفط بأسعار تفضيلية للأردن عبر خط النفط العراقي الأردني المقترح، وإلى مصر عبر ميناء العقبة الأردني، مقابل تزويد العراق والأردن بالطاقة الكهربائية والغاز المصري.
وأيضًا مساهمة مصر في إعمار العراق وفتح سوق العمل العراقي أمام ملايين الحرفيين المصريين، الذين شاركوا سابقًا في إعمار بلاد الرافدين إثر حربها مع إيران، في ثمانينيات القرن الماضي؛ إلا أن مراقبين قللوا في حديثهم لـ«عربي21» من قيمة نتائج هذه القمة وتلك الاتفاقيات لأسباب عديدة.
ومشروع الشام الجديد تعود جذوره لدراسة أعدها البنك الدولي في مارس 2014، ليشمل سوريا ولبنان والأردن وفلسطين والعراق ومصر وتركيا.
البداية كانت من القاهرة في مارس 2019، عندما أطلقت الدول الثلاث آلية للتعاون، تلتها قمة ثانية في سبتمبر (أيلول) 2019، في نيويورك، ثم قمة ثالثة بعمان سبتمبر 2020، لتستضيف بغداد القمة الرابعة الأحد.
«فكرة أمريكية.. لا تفيد العراق»
الخبير العراقي بالعلاقات الدولية، الدكتور حارث قطان، قال إن مشروع الشام الجديد «ليس سهل التطبيق من عدة نواح»، منها «البيئة الأمنية»، موضحًا أن «من يحكم العراق ليس أمريكا، ولا حكومة العراق أو المؤسسة الأمنية الرسمية؛ وإنما الحشد الشعبي». أستاذ مساعد العلاقات الدولية بكلية العلوم السياسية بجامعة تكريت، أكد في حديثه لـ«عربي21»، أن «القمة الثلاثية لا تحقق شيئًا في ظل بيئة أمنية غير مستقرة تعيشها العراق».
ويعتقد أنه «حال تحققت تلك المشاريع -الشام الجديد- فهي مفيدة للأردن ومصر، ولكن هناك خسارة للعراق»، لافتًا إلى أنه «جرى إلغاء اتفاقية اقتصادية عراقية مع الصين بضغط أمريكي، كان يمكن للعراق أن يكون بها مركزًا للجذب العالمي بالشرق الأوسط».
وأكد أن أي اتفاق مع مصر لن يعوض خسارة الاتفاق الصيني، موضحًا أن «تعويض خروج شركات صينية عالمية كانت ستعمل بالعراق، باتفاقيات مع مصر لجلب حرفيين وعمالة مصرية، أمر غير مفيد للعراق».
وأوضح أن «البناء والتعمير يتحقق عبر شركات عملاقة وليس حرفيين»، ملمحًا إلى أن «وصول الحرفيين بكميات للعراق سيعمق بطالة يعاني منها العراقيون من ذوي التعليم الابتدائي إلى حملة الدكتوراه».
وفي تقديره لما قد يمثله التقارب الاقتصادي المصري الأردني العراقي والمشروعات المحتملة بينهم من قلق لدول بالمنطقة مثل الإمارات والسعودية، قال الأكاديمي العراقي: «إذا تمت تلك المشروعات في شكل تكامل عربي، فإنه يقلق إيران بالدرجة الأولى».
وحول احتمالات تأثير اتفاقيات نقل البترول العراقي عبر الأردن ومصر إلى أوروبا على مشروعات إسرائيل والإمارات في هذا الإطار، قال قطان، إن «معظم النفط العراقي الذي سيمر للأردن ومصر للاستخدام الداخلي للقاهرة وعمان، وهذا لا يضر بالمشاريع الإسرائيلية الإماراتية». وختم حديثه بالتأكيد على أن «فكرة هذا التكامل فكرة أمريكية، وبديهيًّا أمريكا لا تضر إسرائيل».
«قمة دول مأزومة»
الكاتب والمحلل السياسي المصري أحمد حسن بكر، قال إنه «يمكن تسمية قمة بغداد بقمة الدول المأزومة، التي تبحث الخروج من أزماتها الداخلية، والخارجية، اقتصادية، وسياسية، ومجتمعية؛ بعقد قمة واتفاقيات لإيهام شعوبها بوجود بصيص أمل».
وأوضح بحديثه لـ«عربي21»، أن «مصر تواجه غضبًا شعبيًّا مع أزمة سد النهضة، وتزايدًا لمعدلات البطالة، وارتفاعًا بتكاليف المعيشة، وعجزًا بتروليًّا بالزيت الخام نحو 136 ألف برميل يوميًّا، وتبحث عن دولة تبيعها الخام بثمن تفضيلي آجل، بعد رفع السعودية والإمارات دعمهما».
خطوط أنابيب الغاز التي ستخرج من البصرة وتمتد للعقبة وتصل إلى مصر
و أكد بكر أن «مصر تأمل أيضًا أن تجد بالعراق السوق الواعد لاستيعاب منتجات مصرية كثيرة»، لافتًا إلى «معاناة العراق من عجز كبير بالكهرباء بنحو 26.5 ألف ميجاوات، وأنها تريد استيراد جزء من فائض الكهرباء المصرية؛ لتخفيف أزمة المدن العراقية لتردي محطات توليد الكهرباء».
وألمح إلى أن «العراق يعاني كذلك من زيادة نفوذ المليشيات العراقية، وتحديها لسلطات رئيس الوزراء والجيش، ويشهد تزايدًا بالغضب الشعبي لتفشي الفساد وسوء الأحوال المعيشية، بجانب مشكلاته مع تركيا».
وحول الأردن، قال بكر: «لا يخفى على أحد تزايد أزماتها الاقتصادية لرفع السعودية والإمارات مساعداتهما بعد إعلان عمان رفضها (صفقة القرن)، التي أعلنها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، كما تعاني الأردن من خلافات داخل الأسرة الحاكمة».
وتابع: «من خلال أزمات الدول الثلاث يمكن قراءة أسباب عقد هذه القمة، والتوقع بما ستسفر عنه»، مضيفًا: «لا يعتقد عاقل سياسي بالشرق الأوسط أن ينتج عن القمة ما يسمى الشام الجديد، لأن بعض دول الشام كسوريا ولبنان منهارة اقتصاديًّا».
ولفت إلى أن «السوابق التاريخية لتحالفات مصر والأردن والعراق باءت بالفشل»، مذكرًا بـ«مجلس التعاون العربي المؤسس في 16 فبراير 1989، ببغداد، بين صدام حسين، وحسني مبارك، والملك حسين، وعلى عبد الله صالح».
وجزم المحلل السياسي بأنه «لم يدم إلا بضعة أشهر، وتفكك بمجرد غزو العراق للكويت، رغم أن أساسه كان التعاون الاقتصادي، ووضع حجر الأساس لتكوين السوق العربية المشتركة، وتنسيق الرؤى السياسية».
وقال: «إذا نجحت هذه القمة الثلاثية وصمد مشروع الشام الجديد، فقد ينتج عنها اتفاقيات وصفقات متكافئة بين مصر والعراق، بتصدير القاهرة فائض الكهرباء عبر خط الربط الكهربائي الواصل للأردن وسوريا، وبالمقابل تستورد من بغداد النفط الخام بسعر تفضيلي، فيما تطمع مصر أن تجد الشركات المصرية موطئ قدم لها بإعادة إعمار العراق».
وأكد أن «مصر تحلم بأن تصبح العراق سوقًا للعمالة المصرية كما كانت بعهد صدام حسين، ولكن غاب عنها أن عراق صدام رغم الحروب كان بمرحلة تنمية اقتصادية وبناء وسوق العمل استوعب الملايين، لكن العراق الآن بحالة ركود وخلافات وفساد وفقر، وتدخلات دول إقليمية ودولية».
ولفت، إلى أن «الأردن يطمع أيضًا بمزيد من الغاز والكهرباء المصرية، والنفط الخام العراقي؛ لتحقيق الاكتفاء من المنتجات البترولية، وتعويض ما كان يتحصل عليه من الرياض وأبوظبي».
وأكد بكر، أن «بعض الدول الإقليمية كالسعودية والإمارات وإسرائيل لن تسمح أن تؤسس الدول الثلاث تحالفًا تخرج أهدافه عما ذكرناه ما يبدو من ترقبها الواضح عبر التغطية الكثيفة لوسائل إعلامها للقمة»، مضيفًا: «كما أن أمريكا وروسيا لن يسمحا بهكذا تحالف».
الشام الجديد «ضربة للمشاريع الخبيثة»
المحلل الاقتصادي علاء عوض، قال إن نقل بترول العراق عبر خط أنابيب تمر بالأردن لمصر ومنها إلى أوروبا قد يتبعها نقل بترول الخليج، معتبرًا أن مشروع الشام الجديد «بمثابة ضربة وقائية هامة للمشاريع الخبيثة التي تهدف لنقل بترول الخليج عبر إسرائيل، وجعل الأخيرة مركزًا إقليميًّا للطاقة بدلًا من القاهرة».
وأشار إلى أن «خط ربط كهربائي بين مصر والأردن والعراق ينتشل الأردن من ابتزاز غاز إسرائيل، ويضمن للعراق ومصر منافع وأرباحًا متبادلة»، لافتًا إلى «تفعيل الاتفاق المصري العراقي النفط مقابل مواد البناء، وإعادة فتح سوق العمل العراقي أمام ملايين المصريين، سينعكس بالإيجاب على اقتصاد البلدين».
الصحفي حسن حافظ، قال إن إمكانات العراق تؤهله لمكانة أفضل، وإن تاريخ المنطقة وحاضرها ومستقبلها مرتبط بمصر والعراق
رئيس مصر في العراق. زيارة هي الأولى منذ 30 عاما. زيارة تأتي بعد تغير العوالم، جرت الكثير من المياه في المنطقة، لم يعد…
وقال أستاذ التاريخ الدكتور عبد الرحمن التميمي، إن الأردن ومصر فيهما من الخبرات والتجارب التي لا بد أن يستعين بها العراق
(ساسة بوست)