2024-11-26 08:34 م

ما هدف السيسي من المساعدات الضخمة التي تعهد بها لإعمار قطاع غزة؟

2021-06-14
كان قرار مصر تخصيص 500 مليون دولار لإعادة إعمار غزة مفاجئاً، بسبب ضخامة المبلغ وأيضاً بالنظر إلى العلاقة المتوترة التي كانت تربط القاهرة بحركة حماس التي تحكم القطاع، فما الهدف من هذه المساعدات المصرية لغزة، هل هو التقارب مع حماس أم تهميشها؟

وتحولت القاهرة من شيطنة حماس وأحياناً غزة إلى إقامة علاقة وثيقة معها مروراً بتوجيه وسائل الإعلام المصرية لإبراز إنجازات المقاومة الفلسطينية في حرب غزة الأخيرة، وصولاً إلى المساعدات المصرية التي أعلن عنها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التي تعد ضخمة جداً بالنظر حجم الاقتصاد المصري.

وبينما يبدو واضحاً أن هدف قرار مصر تخصيص 500 مليون دولار هو تعزيز تأثيرها  في الشرق الأوسط، والاستفادة من النفوذ الذي اكتسبته من توسطها في وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، فإن السؤال الآن: إلى أي مدى ستنعكس المساعدات المصرية لغزة على نفوذ القاهرة في غزة وعلاقتها بحركة حماس.

قرار مصر تخصيص 500 مليون دولار يلقى إشادة كبيرة
جاء تعهد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بضخ هذه الأموال لإعادة إعمار قطاع غزة بعد حرب استمرت 11 يوماً الشهر الماضي قصفت حماس وفصائل غزة الأخرى خلالها جنوب ووسط إسرائيل بآلاف الصواريخ، وردت إسرائيل بمئات الغارات الجوية على أهداف في غزة.

وحظى السيسي بإشادة كثيرين بفضل دوره المحوري في التفاوض على إنهاء الاشتباكات العنيفة  في 21 مايو/أيار، وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن من ضمن من أشادوا به.

وتأتي حزمة المساعدات المصرية لغزة في شكل أعمال بناء تنفذها الشركات المصرية، وهذا السيناريو يلجأ إليه السيسي للتأثير على الداخل المحلي منذ توليه السلطة عام 2014، حسبما ورد في تقرير صحيفة The Times Of Israel الإسرائيلية.

ويستعين السيسي بالذراع الهندسية للجيش في مشاريع البنية التحتية واسعة النطاق مثل بناء عاصمة إدارية جديدة، بالإضافة إلى عشرات الجسور والطرق السريعة على مستوى البلاد.

استثمار مقابل نفوذ، هكذا أصبح لمصر صوت مسموع بين الفلسطينيين
تقول سارة سميرسياك، خبيرة الاقتصاد والسياسية في الشرق الأوسط، لوكالة فرانس برس: "لا شك أن السيسي يعتبر المساعدات المصرية لغزة استثماراً مقابل نفوذ سياسي، سواء على الحدود المصرية في غزة أو على المستوى الدولي".

ومن المعروف أن معبر رفح المصري شديد الحراسة هو ممر غزة الوحيد إلى العالم الخارجي البعيد عن سيطرة إسرائيل، التي تحاصر القطاع منذ عام 2007 لمنع وصول الأسلحة إلى حماس وغيرها من الفصائل الفلسطينية في القطاع.

وفي خطوة نادرة، فتحت القاهرة المعبر خلال هذا القتال العنيف حتى يتمكن الفلسطينيون الجرحى من تلقي العلاج في المستشفيات المصرية.

يقول مصطفى كامل السيد، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة: "هذا التعهد سيجعل صوت مصر مسموعاً بين صفوف الفلسطينيين"، حسبما نقل عنه تقرير صحيفة The Times Of Israel.

وأضاف: "إن (إعادة الإعمار) بالتأكيد جزء من استعادة مصر لدورها في المنطقة".

كيف تغيرت العلاقة بين مصر وحماس؟
تأتي هذه الخطوة في إطار ذوبان الجمود في علاقات مصر مع خصوم مثل قطر وتركيا اللتين تدعمان حماس، التي لا تثق بها القاهرة.

وقال السيد إن مصر "غيرت نظرتها تجاه حماس"، بعد أن تخلت الجماعة عن علاقاتها مع جماعة الإخوان المسلمين عام 2017.

وكانت القاهرة تتهم حركة حماس منذ سنوات بتهريب أسلحة للمقاتلين في محافظة شمال سيناء المضطربة عبر الأنفاق العابرة للحدود.

ويعتقد أن العامل الأهم في تغير العلاقة بين مصر وحماس أن الأخيرة لم تحاول استغلال الوضع الأمني المتردي في سيناء، خاصة أن الواقع هو أن داعش في سيناء هي عدو لحماس والقاهرة على السواء، لأن داعش تكفّر الإخوان المسلمين وحماس مثلما تكفر النظام المصري.

بدا واضحاً بالنسبة للقاهرة، أن تعاون حماس لضبط الوضع الأمني المتردي في سيناء مهم بالنظر لفهم أجهزة الحركة لظروف المنطقة والتداخل بين المتطرفين في الجانبين الفلسطيني والمصري.