2024-11-23 10:08 م

ماذا وراء الحجيج الى رام الله؟! .. إعمار قطاع غزة وإدارة الصراع

2021-05-25
القدس/المنــار/ في اللحظة التي أعلن فيها عن وقف اطلاق النار بين اسرائيل والمقاومة الفلسطينية، وبشكل لافت بدأ الحجيج الى رام الله.. اتصالات هاتفية للعديد من الرؤساء مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس تبعتها زيارات لرؤساء الدبلوماسية في مصر والاردن والولايات المتحدة وبريطانيا الى المقاطعة حيث مقر الرئاسة في رام الله.
العديد من الدول والقوى في سباق لاستثمار الوضع الجديد الذي ترتب على العدوان البربري على قطاع غزة، والرد المؤثر الذي واجهت به المقاومة هذا العدوان.. هذا الرد الذي أعاد القضية الفلسطينية الى جداول الاولويات والاهتمامات في الكثير من الدول، وتلك الساعية لتنشيط أدوارها كمصر والاردن، وترسيخ الموقف الجديد للادارة الديمقراطية في البيت الأبيض، وجميعها، تحاول اقامة الية جديدة لضمان ادارة امنة للصراع، وهذا ما يفسر الحجيج الى رام الله.. وهو امر بات ملحا في ساحة متفجرة.
هذه الزيارات، تؤكد سياسات ومواقف، لم تكن ذات اهتمام قبل نشوء الوضع الجديد، حيث الاهتمام الشعبي في الساحتين الاقليمية والدولية الذي عاد من جديد بالملف الفلسطيني، بات مؤثرا ومحركا للعديد من الدول لتستخدم سياسات وتتخذ مواقف جديدة منعا لمزيد من المواجهات التي اذا ما استمرت لن تظل محصورة في ساحة الصراع، بل ستنتقل الحرائق الى العديد من الساحات مما يؤثر سلبا على مصالح هذه الدولة وتلك القادمون الى رام الله، لا شك يدركون ما لحق باسرائيل من خسائر بشرية واقتصادية ونفسية، وفشل واضح في ضرب المنظومة العسكرية للمقاومة، وانهيار مقولة الردع وعجز تل أبيب عن غزة قطاع غزة، وكيف أن الفلسطينيين في اسرائيل اضطلعوا خلال العدوان بدور داعم للمقاومة فاجأ القيادات الاسرائيلية، وبالتالي كان سهلا على الوسطاء النجاح في تحقيق وقف اطلاق النار، ووجدت بعض الدول الفرصة سانحة للدخول على خط الورقة الفلسطينية.
من هنا، جاءت تصريحات "الزائرين" الى المقاطعة متوافقة ومتطابقة داعية الى استئناف (عملية سلام)، وفي هذه الزيارات ما يفيد بحرصهم على القيادة الفلسطينية والسلطة الوطنية، ومنعها من الانهيار والتأكيد على دورها الرئيس في أية ترتيبات جديدة وأية خطوات قد تتخذ في هذا الاتجاه، اما "المضيف" فقد أكد لضيوفه أن الفلسطينيين مع الحل السياسي عبر استئناف عملية السلام، لكن، وفق جدول زمني، وضمانات حقيقية تضمن تنفيذ اسرائيل لما يتم التوصل اليه والتوافق عليه.
وهذه الزيارات الداعمة للسلطة الفلسطينية وهي رسالة للعديد من الجهات دعوة واضحة من جانب الزائرين لتحركات سياسية نشطة قد بدأت تحت شعار "حل الدولتين" الذي غاب خلال ادارة الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب.
وحتى تنجح هذه التركات، لا بد لواشنطن ومقاوليها أن تعمل على تثبيت وقف اطلاق النار نحو تهدئة لفترة طويلة والاهتمام بالوضع الانساني الصعب لمواطني قطاع غزة والتنفيذ الجدي لعملية اعادة الاعمار.
وكان واضحا من خلال الزيارات والاتصالات لعدد من الزعماء الدعم للرئيس الفلسطيني، وأنه عنوان الشعب الفلسطيني، وما سيتم من ترتيبات وخطوات هي بالحديث معه، والتفاوض عليها، وأن لا صحة لانباء ترددت في السابق عن تجاهل هذه الحقيقة، وهي ايضا رسالة لقيادات عربية، فرضت حصارا على الرئيس، ولم تتحدث معه أو تتصل به من خلال العدوان الاسرائيلي على غزة، والتأكيد على هذه الحقيقة، تقف وراء مواقف الرئيس وما ينوي القيام به من خطوات في المستقبل القريب على طريق ردم هوة الانقسام وتعزيز الوحدة الوطنية، وهذا ما تشجع عليه عواصم عديدة.