2024-11-25 12:29 م

تقديرات إسرائيلية بأيام متوترة في الضفة الغربية والقدس المحتلة

2021-05-06
ارتفع منسوب القلق في "إسرائيل" مع استمرار التوتر في المناطق الفلسطينية المحتلة على خلفية الاعتداءات والاستفزازات التي ينفذها المستوطنون وسلطات الاحتلال، لا سيما ما يحصل في حي الشيخ جراح من مواجهات إثر تصدي المقدسيين لمحاولات إخلاء فلسطينيين من منازلهم ومصادرتها، وفي ظل المسيرة التي يعتزم المستوطنون القيام بها عبر أحياء البلدة القديمة في القدس المحتلة، إضافة إلى التهديدات التي أطلقها قائد الذراع العسكري في حركة "حماس" محمد ضيف، والتي وصفها معلقون بأنها "استثنائية".

شرطة الاحتلال الإسرائيلي تتوقع تصاعد التوتر
أعادت سلطات الاحتلال الإسرائيلي إغلاق باب العامود في القدس المحتلة، وقررت منع الفلسطينيين من التواجد في ساحته في ذكرى "يوم القدس" (الإسرائيلي)، الذي يصادف يوم الاثنين القادم، وهو اليوم الذي احتلت فيه "إسرائيل" مناطق شرق القدس في عام 1967، وأعلنت فيه توحيد شطري المدينة تحت سيطرتها. وفي هذا اليوم، سيقوم المستوطنون بمسيرات تمر في باب العمود، فيما تنوي "منظمات الهيكل" اقتحام المسجد الأقصى.

وتحسباً لأي تطور، أفادت "القناة 12" في التلفزيون الإسرائيلي أن الشرطة ستعزز قواتها بـ3 آلاف عنصر، كما ستعمد إلى "تقييد عدد المحتفلين" منعاً لتكرار "حادثة الجرمق". وأشارت القناة إلى أن "تقييد الأعداد سيتم بناءً على تعليمات طواقم الهندسة المعنية بسلامة المشاركين".

القناة "كان 11" التلفزيونية، أفادت من جهتها بأن الشرطة تتوقع تصاعد "التوترات في القدس يومي الأحد والإثنين المقبلين"، وأن تحصل مواجهات. كما أن الشرطة "تتخوف" من أن تشهد المدينة "عملية فلسطينية" خلال احتفالات المستوطنين.

وأشارت القناة إلى أن التقديرات الأمنية الإسرائيلية تفيد بأن "حركة حماس معنية بتصعيد ينطلق من الضفة الغربية وليس من قطاع غزة".

وبحسب القناة، فإن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية وضعت مواعيد محتملة لتصعيد ينطلق من قطاع غزة أو الضفة الغربية، تشمل: يوم الجمعة الأخير في شهر رمضان (يوم القدس العالمي) في 7 أيار/مايو الجاري، ليلة القدر في 9 من الشهر الجاري، يوم القدس الإسرائيلي (ذكرى احتلال القدس حسب التقويم العبري) في 10 من الشهر الجاري، وذكرى نكبة الشعب الفلسطيني في منتصف الشهر الجاري.

محمد ضيف تهديد "استثنائي"
التحذير الذي أطلقه قائد الذراع العسكرية لحركة "حماس" محمد الضيف لـ"إسرائيل" بأن الحركة "لن تقف مكتوفة الأيدي إذا لم تتوقف الاعتداءات ضد الفلسطينيين في حي الشيخ جراح"، تم التعاطي معه في "إسرائيل" بكثير من الاهتمام، لا سيما من قبل وسائل الإعلام الإسرائيلية، حيث وصفته قناة "كان" التلفزيونية بأنه تهديد "استثنائي".

معلق الشؤون العسكرية في "القناة 13" ألون بن ديفيد رأى أن الضيف وفي خطوة استثنائية أصدر بياناً في محاولة "لإشعال نيران أكبر في القدس". وأضاف أن النتيجة "ستُحدد بواسطة أي حادث صغير" على الأرض، فصور صعبة من حي الشيخ جراح لمظاهر عنف ضد نساء أو أطفال ستُغير الصورة، لذلك "لدينا 10 أيام متوترة".

بدوره، لفت معلق الشؤون العربية في "القناة 12" يارون شنايدر إلى أنه على الرغم من أن الضيف لم يقل بشكل واضح ماذا سيفعل، إلا أن التجارب السابقة تدل على أن كلامه "يعني وجود نية لإطلاق صواريخ" من قطاع غزة.

أما مراسل الشؤون العسكرية في "القناة 12" نير دفوري فحذّر من أن الضيف ربط بكلامه حركة "حماس" بكل الأحداث التي قد تقع في المستقبل في أنحاء الضفة الغربية، وهذا يعني أن "إسرائيل" يمكنها السماح لنفسها بالرد في غزة إذا أرادت ذلك. 

محلل الشؤون العربية في موقع "واللاه" تحدث من جانبه عن تهديدات الضيف، معتبراً أن قائد الجناح العسكري لحركة "حماس" لا يُريد أن يكون بعد الآن وراء الكواليس، وهو يتطلع إلى "تحقيق المجد"، ويريد أن يكون "المدافع عن القدس، لا أقل من ذلك". 

كما أشار إلى أن الأمر "ليس متعلقاً بإسرائيل"، فحركة "حماس" تبحث عن سبب للتصعيد، لأنها تريد أن تظهر كم هي "قوية مقارنة بالسلطة الفلسطينية التي لا تفعل أيّ شيء".

وأمام هذا الوضع، كشفت قناة "كان" أن "الجيش الإسرائيلي يواصل نشر قواته على امتداد الحدود مع قطاع غزة، استعداداً لأي طارئ". وأضافت القناة أن "الجيش الإسرائيلي يؤكد أن قواته جاهزة للتعامل مع أي سيناريو محتمل على الحدود مع قطاع غزة"، وهو يحمّل حركة حماس "المسؤولية الكاملة عما يجري في القطاع وينطلق منه". 

الباحث في المركز "المقدسي للشؤون العامة والدولة" يوني بن مناحم أشار إلى أن التحدّي الآن هو على حدود قطاع غزة، حيث تهدد حركة "حماس" باستئناف القصف نحو "إسرائيل" من أجل توفير رياحٍ داعمة لـ"موجة الإرهاب" في الضفة الغربية وللاضطرابات في القدس الشرقية. 

بن مناحم دعا لأن يدفع ثمن إطلاق القذائف الصاروخية على "إسرائيل" يحيى السنوار الذي "يرتدي قبعتين: الزعيم السياسي لحماس في القطاع، ورئيس ذراعها العسكرية". 



المصدر/ الميادين نت