2024-11-25 05:43 م

القرار الفلسطيني مرتهن وتحركات لتأجيل الانتخابات وغضب الشارع

2021-04-22
القدس/المنـار/ هناك مؤشرات عديدة على عدم وجود نوايا سليمة لتجديد الشرعيات في الساحة الفلسطينية، بمعنى أن الأيام القليلة القادمة سوف تشهد الاعلان عن تأجيل انتخابات المجلس التشريعي الى اشعار آخر، وهناك "ذرائع" وليست أسبابا وجيهة لهذا التأجيل، تنطلق من عدم الرغبة في التغيير، والتمادي في تجاهل ارادة الشعب ورغباته، ولتحقيق مصالح شخصية والابقاء على ما هو قائم منها، والقناع الذي يتستر به دعاة التأجيل هو مدينة القدس، والتباكي في الحرب عليها وهي المهمشة منذ سنوات طويلة.
واستنادا الى مصادر عليمة هناك اتصالات بين حركتي حماس وفتح للتوافق على قرار التأجيل، فحركة فتح تعاني انقساما حادا، يفقدها امكانية الفوز في الانتخابات، لذلك حماس سوف تستغل هذه النقطة للحصول على اثمان مقابل التوافق على التأجيل في ميداني دعم السلطة للقطاع والموظفين فيه، وامكانية تشكيل حكومة وحدة وطنية بمشاركة حماس، مهامها خدماتية.
ويقول المصدر أن قيادة حركة فتح أدركت أن حساباتها عندما قررت الذهاب الى الانتخابات لم تكن سليمة، وتبين أن تقديراتها خاطئة، فالتشظي حصل، وتراجع أسهم الحركة في الشارع بات واضحا، وزاد من امكانية الخسارة، أن قائمة مرشحي الحركة لم تلاق قبولا واستحسانا لا داخل صفوف الحركة، وفي الشارع أيضا، وقد يكون التأجيل فرصة لاستخدام أساليب صحيحة في عملية اختيار مرشحيها، أي احداث تغييرات جذرية في هذه القائمة.
في الاونة الأخيرة تزايدت تصريحات قيادات في السلطة، وهي من فتح أو محسوبة عليها، تمهد الطريق لاعلان تأجيل الانتخابات، وحتى التحركات نحو العواصم من جانب قيادة السلطة هدفه التأجيل تحت "فزاعة" أن حركة حماس سوف تتصدر لائحة الفوز، وطبعا، يطرح موضوع القدس ورفض اسرائيل اجراء الانتخابات في المدينة، وكان من المفترض أن تدرس القيادة الفلسطينية السيناريوهات المتعلقة بذلك قبل تحديد موعد لاجراء الانتخابات.
وحقيقة أن التذرع بالقدس ليس حرصا على المدينة بقدر ما هو مسارا للنكوص، خشية تجديد الشرعيات الممسكة بزمام الامور دون انتخاب منذ سنوات طويلة، لم تشهد مثلها أيا من دول العالم، باستثناء دول الخليج التي يتجذر فيها حكم الفرد بالسيف والنار.
اذا، القرارات تؤخذ تحت شعارات الحرص على الشعب، وهذا ليس صحيحا، فالشعب لا يستشار ولا يؤخذ برغباته ومطالبه، وتغلق في وجهه كل الأبواب حتى لا يدلي بصوته في صناديق الاقتراع، لذلك، ان حدث التأجيل سيكون له تداعيات سلبية، لن تكون القيادة بعيدة عن اثارها.
اما المجتمع الدولي الذي دعا مرارا الى اجراء الانتخابات ودمقرطة الساحة الفلسطينية، فهو لا يكترث بالتنفيذ، ما دامت مطالبه من القيادة الفلسطينية مجابة ودون تأخير.