2024-11-27 06:42 م

الأوضاع في الساحة الفلسطينية والمطالب الأمريكية في تقرير خطير من واشنطن

2021-04-19
القدس/المنـار/ يبدو إستنادا الى مصادر عليمة أن الادارة الامريكية الجديدة تتابع بدقة ما يجري في الساحة الفلسطينية وما تشهده من استعدادات وتسريبات واحادث عن مفاجآت على أكثر من صعيد وفي ميادين عديدة، انتخابات وارتباطات وامتداد خيوط لعلاقات يراد صياغتها من جديد.. الادارة الامريكية وجدت نفسها وجها لوجه مع هذه الصورة المرسومة في ساحة فيها الكثير من الامتدادات والتشعبات، وبالتالي، التقطت هذا الملف من دائرة الانتظار الى دائرة الفعل والتحرك الجدي تأثيرا وترتيبا واتخاذ مواقف واضحة من مسائل استمرت عرضة لتسريبات اثارت انزعاج ادارة بايدن.
التطور الجديد، وله أبعاده وأهميته أن الخارجية الأمريكية وبعد دراسة مستفيضة أخذت بيدها زمام الأمور من وكالة الاستخبارات الامريكية الـ سي.اي.ايه فيما يتعلق بالاتصالات مع السلطة الفلسطينية.
وتفيد المصادر المقربة من دوائر صنع القرار في واشنطن أن الادارة الامريكية وبشكل خاص وزارة الخارجية طالبت أو "على وشك" السلطة الفلسطينية باتخاذ خطوات جادة تصب في ضرورة "دمقرطة" الحياة السياسية الفلسطينية، وأن هذا الطلب يقف على رأس المطالب التي وضعها وزير الخارجية الامريكي "بلينكن" مع طاقمه الاستشاري.
وتشير المصادر أن الخطوات التي تطالب بها واشنطن القيادة الفلسطينية ستخلق حالة من زعزعة موازين القوى داخل المربع القيادي الفلسطيني، خاصة وأن وزارة الخارجية الامريكية اتخذت قرارا بالفعل لادارة الاتصالات مع سياسيين ودبلوماسيين فلسطينيين وليس مع المستوى الامني.
وحول الانتخابات في الساحة الفلسطينية تقول المصادر أنه اذا قامت السلطة الفلسطينية بتأجيل انعقادها فان الادارة الأمريكية لن تصطدم معها علنا، لكنها ستطالب هذه القيادة بصورة واضحة وقاطعة باعلان جدول زمني لهذا التأجيل وتواريخ مقدسة لدمقرطة الحياة السياسية الفلسطينية.
وتضيف المصادر ذات الاطلاع الواسع أن واشنطن ستطلب من الرئيس الفلسطيني الانخراط المباشر ودون شروط مسبقة في مفاوضات سياسية مع الجانب الاسرائيلي، علما أن الاستقرار السياسي الداخلي في اسرائيل يعرقل ويعطل جملة من الخطوات الامريكية الجاهزة في هذا الاتجاه أي استئناف المفاوضات.
وعلى عكس ما يتصور البعض بأن هناك تباطؤا امريكيا في التعاطي مع ملف الصراع الفلسطيني الاسرائيلي فالمعلومات القادمة من واشنطن تشير صراحة الى أن طواقم وزارة الخارجية وبايعاز من البيت الأبيض أعدت رزمة متكاملة لتهيئة الأجواء واطلاق مفاوضات مباشرة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي برعاية أمريكية، وكشفت المصادر الى أن واشنطن عبر سفارتها في اسرائيل أجرت مؤخرا اتصالات مع القيادة الفلسطينية حول تسريبات تتعلق بالموقف الامريكي من عملية الانتخابات اثارت غضبها، مطالبة بايضاحات صريحة وواضحة.
وفي هذا السياق علمت (المنـار) أن نائب مساعد وزير الخارجية الامريكي للشؤون الفلسطينية والاسرائيلية سيصل نهاية الشهر الجاري الى رام الله لادارة اتصالات مع الرئاسة الفلسطينية والتحضير لزيارة من المقرر أن يقوم بها وزير الخارجية بلينكن، منتظرا التقارير التي سيرفعها اليه نائب مساعد الوزير الامريكي هادي عمرو بعد انتهاء زيارته الى رام الله.
المصادر ذات الاتصال الواسع تفيد بأن تأخر الاتصال بين عباس وبايدن سببه أن الرئيس الامريكي لا يرغب في منح رام الله "وجبات مجانية" وانما تريده "مكافأة" في حال تجاوبت القيادة الفلسطينية مع المطالب والتصورات الامريكية بشأن مستقبل عملية السلام ومستقبل الوضع السياسي الداخلي الفلسطيني، والتغيرات المطلوب تنفيذها بهذا الشأن.
وفيما يتعلق باجراء الانتخابات في القدس كشفت المصادر عن أن الدول الاوروبية طرحت على الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي ثلاثة مقترحات بعلم وتنسيق مع الادارة الأمريكية أحدها يفتح الطريق أمام ادلاء مواطني المدينة باصواتهم والوصول الى نقاط تحددها اسرائيل لاتمام هذه العملية.
ونقلت المصادر عن مسؤولين في وزارة الخارجية الامريكية أن ازمة الانتخابات الناشئة في الساحة الفلسطينية التي أوقعت القيادة الفلسطينية في مصيدة تعود في الاساس الى تقديرات خاطئة ومناورات سياسية اتضح عقمها.. قامت بها القيادة الفلسطينية بهدف تمهيد الطرريق لاتصالات وعلاقات "طيبة" مع الادارة الامريكية الجديدة، فالرئيس الفلسطيني حاول من خلال قراراته باجراء الانتخابات وتحديد مواعيد لها توجيه رسائل الى واشنطن تفيد بأنه منكب على اصلاح الوضع السياسي الداخلي كمقدمة لاصلاحات شاملة لأعطاب أصابت جسد السلطة الفلسطينية، غير أن خطوة الرئيس عباس وحسب المصادر ذاتها ادخلته الى منحدر خطير لم يستطع ابطاء تسارع خطواته نحو هذا المنحدر وتفاجأ من حجم التنازلات التي قدمها خصومه وموافقتهم على كل الاشتراطات التي طرحها بشأن اجراء الانتخابات، فكان ما اتخذه بمثابة "انتحار سياسي" في ظل تراجع شعبية حركة فتح وما تشهده من انقسامات، وهذا يؤكد انه ومن حوله لم ينجحوا في قراءة المشهد السياسي سواء في واشنطن أو في اسرائيل وحتى في أقرب الساحات اليه وهي الساحة الفلسطينية نفسها.