القدس/المنـار/ ربما هناك بعض الاعتبارات والتعاطي مع الازمات وتوتر العلاقات تجعل الاردن تتحفظ على نشر تفاصيل عن المخطط الذي استهدف استقرار ساحتها والمس بالنظام القائم، وهذا ما يجعل الاعلام يعطي تفسيرات شتى لما بين سطور ردود الفعل الرسمية، وأحيانا يغلب على بعض الروايات طابع التكهن الذي لا يؤخذ به، وهناك وسائل اعلامية أفردت صفحات لتحليل الروايات وما يتسرب من معلومات تبقى ناقصة، ما لم تخرج الى العلن كافة التفاصيل لهذا الحدث الذي فاجأ الكثيرين.
(المنــار) حصلت على معلومات تؤكد أن المخطط كان يهدف الى اشعال الفوضى في الساحة الأردنية، وتنظيم احتجاجات واسعة وتخريب وتدمير المباني الحكومية والمؤسسات العامة والحيوية في الاردن، ثم محاولة الاتصال مع قيادات عسكرية، واجبار الملك عبدالله على التخلي عن الحكم في المملكة، بعد أن يكون القائمون على المخطط التخريبي قد نجحوا في ضرب الاستقرار في المملكة، التي تعاني من وضع اقتصادي صعب، وتداعيات جائحة كورونا.
وحسب هذه المعلومات كان مقررا أن يتم تنفيذ المخطط في بداية شهر اذار الماضي، غير أن الأجهزة الأمنية تداركت الأمر وتابعت استخباريا اتصالات اطراف المخطط، ثم وضعت يدها على الأدوات، وبعدها نفذت حملة اعتقالات للعشرات على الصعيدين المدني والعسكري واتضح ارتباطهم بجهات خارجية.
من هي الجهات الخارجية
المعلومات التي حصلت عليها (المنـار)، تؤكد أن الساحة الاردنية وضعت على قائمة الساحات العربية التي استهدفها المخطط الارهابي الذي رعته الدول الخليجية وعلى رأسها السعودية ومشيخة الامارات.. وهذا الترتيب والاستهداف جاء بعد أن أوقف الملك الاردني عمليات تدريب وانطلاق الارهابيين من الاردن الى سوريا، خاصة بعد التحاق آلاف العناصر من الاردن بالعصابات الارهابية، ورفض الشارع لمشاركة الاردن بأي شكل من الاشكال في الحرب الارهابية الكونية على سوريا، ومن هنا كانت المطالبة الشعبية باغلاق غرف العمليات الارهابية التي اقيمت على الارض الاردنية، خاصة بعد أن شعر الملك الاردني بأن أبوظبي والرياض تريدان السيطرة على القرار الاردني والتحكم به، وحجم التنسيق بين هاتين العاصمتين واسرائيل، وادراكه أن ما تتعرض له الساحات العربية من مخططات تدمير تهدف الى تصفية القضية الفلسطينية على حساب الاردن.
هذا الموقف الاردني وتحفظ عمان على السياسات الخليجية، وعدم انزلاقها الى دعم هذه السياسات اثار حنق المحمدين ابن زايد وابن سلمان، وبداية المخطط ضد المملكة كان الحصار المالي والابتزاز والتهديد بطرد الوافدين الاردنيين في المملكة الوهابية والمشيخة الاماراتية.
وتضيف المصادر التي حصلت عليها (المنــار) أن جاريد كوشنير دعم المخطط الخليجي، وأنه حصل على رضى ودعم الرئيس الامريكي في حينه دونالد ترامب، وتحديدا عندما رفض الملك الاردني ما يجري التخطيط له في المنطقة، عبر ما سمي بصفقة القرن، ووجد الملك نفسه أمام خيارين، اما مسايرة المخطط التدميري الذي تموله السعودية والامارات بمباركة امريكا وقبول صفقة القرن، واما رفض هذه السياسات حفاظا على مصلحة ودور الاردن وحرصه على العلاقة التاريخية مع الفلسطينيين، وتمسك بالخيار الثاني فاشتد على الاردن الحصار المالي، وحتى امريكا اتخذت موقفا سلبيا من النظام الاردني، مما دفع المحمدين وكوشنير الى اعداد مخطط ضرب الاستقرار في الساحة الاردنية، ووظفوا ادوات للقيام بهذه المهمة، ومنها باسم عوض الله، الذي تقلد مناصب رفيعة في الاردن، ثم غادر الى السعودية ليصبح مستشارا للملك المريض سلمان وابنه محمد وأنعما عليه بجواز سفر سعودي وهبات مالية، وقدماه الى محمد بن زايد الذي أوكل اليه مجلس ادارة احدى الشركات الاستثمارية، وتحت غطاء الاستثمارات كان يتردد على الاردن ليفحص الثغرات والمداخل والاستزلام لمشاركته مهمة الاساءة للاردنيين وساحتهم يعاونه في ذلك أحد الشرفاء المغمورين، والذي يعيش في كنف النظام السلماني في الرياض، ولأن عوض الله الذي تمتع في الاردن بمواقع قيادية سعى نحو شخصيات لتوظيفها خدمة للمخطط، وتنفيذ ما يصدر لها من أوامر، واستغلا معرفتهما بالامير حمزة أخ الملك عبدالله، لتدور مناقشات معه حول تردي الاوضاع في المملكة وضرورة العمل على اصلاحها، وتوفير الاموال اللازمة لذلك من السعودية والامارات، ويبدو أن الأمير حمزة انساق وراء هذا الحرص الكاذب فحققت السعودية والامارات الانجاز الأول وهو الاستعانة بأحد أفراد الأسرة المالكة، واتفق على ساعة الصفر لترجمة المخطط الى فوضى وعنف وان لزم الأمر.. في هذه الاثناء كانت الأجهزة الأمنية قد علمت بالامر وأمسكت بخيوط المؤامرة، ووضعت يدها على العديد من الاتصالات والمكالمات الهاتفية التي تؤكد المعلومات التي وصلت اليها، ووضعت كاملة أمام الملك الأردني، وتقول المعلومات بحوزة (المنـار) أن أحد المشاركين في المؤامرة ممن تم استقطابهم وتجنيدهم قد أطلع الأمن الأردني على المعلومات التي لديه، كذلك، كانت لأجهزة الأمن في دول الجوار دور في ابلاغ الاردن بعض المعلومات، وهنا، نفذت الأجهزة الأردنية بتعليمات ملكية حملات الاعتقال، وفي مقدمة المعتقلين باسم عوض الله مستشار ولي العهد السعودي، الذي يتهمه الاردنيون بأنه وراء خصخصة العديد من الشركات الاردنية مما احدث تذمرا في الشارع الاردني دفع الملك الى الاستغناء عن خدماته.
المعلومات التي حصلت عليها (المنـار) أن محمد بن زايد ومحمد بن سلمان وراء المخطط التخريبي، وتقول مصادر خاصة لـ (المنـار) أن المخطط كان سينفذ حتما قبل شهر اذار، فيما لو نجح دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية بالولايات المتحدة، لكن، مجيء ادارة بايدن الى الحكم، وعلمها بالمخطط ضد المملكة، دفع الرئيس بايدن الى الاتصال بالملك الاردني وتأكيد دعم امريكا لنظام حكمه، وكانت رسالة الى أبوظبي والرياض بالتوقف عن العبث بالساحة الأردنية.