2024-11-27 04:20 م

اسرائيل والحديث عن الشريك الفلسطيني

2013-02-14
القدس/المنــار/ تنشر (المنــار) فيما يلي ملخصا لتقارير اسرائيلية تناولت مسألة "الشريك الفلسطيني" وخطورة وأبعاد ذلك.
لم تبقى شخصية اسرائيلية وتحديدا في الجناح اليميني من الخارطة الحزبية، واصوات من داخل اليسار والوسط، الا وشككت في وجود شريك فلسطيني يمكن التحاور معه للوصول الى حل قائم على تفاهمات معقولة، قابلة للتطبيق.
وشن العديد من الوزراء والقيادات السياسية في اسرائيل في فترة حكومة نتنياهو المنتهية ولايتها هجوما لاذعا ضد القيادة الفلسطينية، ووصفوا الرئيس محمود عباس بأنه شريك غير مناسب للاتفاقيات مع اسرائيل والتوصل معه الى حلول دائمة.
وتفاوتت صورة التشكيك ومستواه بين تلك القيادات، والبعض أكد أن على اسرائيل ادارة الصراع مع الفلسطينيين حتى ظهور قيادة فلسطينية بديلة يمكن التحاور معها، وهناك من تحدث بصورة أكثر تطرفا، معتبر أن الساحة الفلسطينية خالية من أي شريك، وأن لا وجود في الافق لأية قيادات يمكن لاسرائيل أن تتحاور معها، ودعت هذه الجهات المتطرفة الى خطوات اسرائيلية أحادية الجانب تضمن أمن اسرائيل، وتضمن ايضا ادارة جديدة آمنة للصراع مع الفلسطينيين لسنوات طويلة قادمة. 
كما انعكست اراء الشارع الاسرائيلي على مواقف السياسيين، وبعض استطلاعات الرأي التي نشرت الأونة الاخيرة تحدثت عن نسب مرتفعة من الاسرائيليين تجاوزت الـ 60% تؤمن بأن لا وجود لشريك فلسطيني، وهذه النسبة المرتقعة انعكست ايضا على نتائج الانتخابات الاخيرة، وهناك من يدعي بأن غياب الشريك الفلسطيني ينبع بالاساس من غياب الرغبة لدى الفلسطينيين في التقدم نحو منتصف الطريق والتلاقي مع الطرف الاسرائيلي على اتفاق سلام يمن تمريره وتحقيق بعض آمال الطرفين.
لقد أوصلت حكومات باراك ونتنياهو وشارون رسالة واضحة الى أذهان الاسرائيليين بأن لا شريك في الجانب الاخر، وأن القيادة الفلسطينية بتركيبتها الحالية لا يمكن أن يبني معها اية عملية سلام، ورغم المساعي التي بدأنا نراها مؤخرا من جانب الولايات المتحدة وجهات اوروبية لاستئناف عملية السلام الا أن هذه التحركات لا تعكس بالضرورة تغير موقف اسرائيل من مسألة وجود الشريك من عدمه، واركان الائتلاف القادم الذي سيعلنه نتنياهو تجمع على أن أية اتصالات ومفاوضات مع الفلسطينيين هي مفاوضات غير مجدية ومصيرها الفشل. وهي تؤمن بأن الحلول أحادية الجانب القائمة على عمليات الضم والترسيم المريح للحدود وتفضيل المصالح الامنية على اية مصالح اخرى ودون التشاور مع الفلسطينيين أو الرجوع اليهم، هي الحلول الافضل، كما أن ما يجري في محيط اسرائيل لا يشجع تل أبيب على الغوص في تجربة جديدة أمام الفلسطينيين لمعرفة مدى صدق نواياهم، ولهذا السبب ايضا من المستبعد أن يكون هناك تقدم فعلي وحقيقي في الاتصالات، فما يرغب به نتنياهو بعيدا كل البعد عما يمكن أن يقبل به الرئيس الفلسطيني، والفجوة كبيرة جدا، وتحتاج الى معجزات حقيقية وليس معجزة واحدة لردمها، وخلق تقارب حقيقي في المواقف والاراء بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي، لذلك، يقول الاسرائيليون أن الحل الوحيد هو التوصل الى اتفاق انتقالي وفي حال لم يتجاوب الجانب الفلسطيني مع مثل هذه الطروحات فان على اسرائيل المبادرة وبشكل فوري الى ترسيم حدود آمنة مع المناطق الفلسطينية.
ان مصطلح "عدم وجود شريك" هو أخطر مصطلح استخدم بعد العام 1967، عندما اقدمت اسرائيل على احتلالها، وشكل هذا المصطلح الذريعة لضم مناطق محتلة، انه مصطلح خطير يفرض على الطرف الضعيف ويفقده الكثير ، وفي نفس الوقت يجعله مضطرا دائما للدفاع عن نفسه، والتأكيد في كل مناسبة وبكل الوسائل بأنه الشريك الافضل، لكن، الشريك الذي يتم التوصل معه الى اتفاقيات اوسلو يختلف عن الشريك الذي يطرحه اليمين الذي يتمنى شريكا فلسطينيا يتجاوب بشكل واسع مع الاملاءات الاسرائيلية.
ان تسويق فكرة عدم وجود الشريك تتفاوت في صعوبتها بالنسبة للطرف الاسرائيلي، ففي بعض الاحيان يكون التسويق والترويج لمثل هذا الامر سهلا وسريعا الا أن مهمة التشكيك بشراكة القيادة الفلسطينية الحالية صعب، لأنها قيادة باحثة عن السلام، وتطرح ذلك علانية، وبالتالي تواجه اسرائيل صعوبة في تعاملها السياسي.
والحقيقة كما ترى التقارير الاسرائيلية ، أنه لا يوجود في الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني شريك يمكن ان يقبل بما يتمناه الفلسطينيون أو يدعوا اليه الاسرائيلي.