2024-11-27 03:44 م

الانتخابات الاسرائيلية .. تطرف الشارع وغياب استراتيجية المواجهة

2021-03-24
القدس/المنـار/ النتيجة الأهم التي أفرزتها الانتخابات الاسرائيلية أن الشارع الاسرائيلي يتجه بقوة نحو اليمين المتطرف، وهذه الحقيقة نتمنى أن يدركها الشارع العربي والفلسطينيين بشكل خاص، وأن لا ينتظر توجها نحو سلام عادل وشامل في المنطقة.
في هذه الانتخابات لم نر برامج انتخابية تتعلق بالصراع الفلسطيني الاسرائيلي، وتصارعت القوائم على حصار بنيامين نتنياهو زعيم الليكود، الذي اثبت قوة حزبه وتماسكه وقدرته على من ينشق عنه.
حتى النظام العربي والفلسطيني ايضا وقف ينتظر هل يفوز نتنياهو أم يسقط، وكأن هذه المسألة تستحق الوقوف عندها، في وقت يثبت الشارع الاسرائيلي يمينيته المتطرفة.
وفي هذه الدورة الانتخابية لم يلتفت الشارع الاسرائيلي الى العرب وتطبيعهم العلاقات مع تل أبيب، ولم تكن اتفاقيات التطبيع وتصريحات استجداء السلام عاملا في تحديد من هو الفائز، بمعنى أية قيادة تمسك الحكم في اسرائيل لن تتنازل عن موقفها المتعنت، ولن تأبه بقرارات الشرعية الدولية كما تجترها الانظمة العربية . 
هذا التوجهع اليميني نحو التطرف وهو الذي سيرتكز عليه نتنياهو في تشكيل الائتلاف سيمنح اسرائيل فرصة اخرى للسيطرة على تحالف انظماتي عربي في مواجهة ايران، وتحقيق نجاحات في اكثر من ملف، وسيكون نتنياهو الحضن الدافىء للعديد من القادة العرب، الذين امضموا جل وقتهم ينتظرون من الفائز، وهم الذين لا يمتلكون اية استراتيجية لمواجهة المد اليميني المتصاعد في اسرائيل، لقد تمنى هؤلاء سقوط نتنياهو فما الفائدة من بقائه أو عدمه، ما دام اليمين المتطرف يتصاعد؟!
ما أفرزته الانتخابات في اسرائيل رسائل هامة وخطيرة لكل الجهات ذات العلاقة، وللقيادة الفلسطينية بشكل خاص التي اعتادت عدم الاعتماد على قراءات وتقديرات دقيقة تتناول الشأن الاسرائيلي، وتفتقر الى الان لاستراتيجية مدروسة لمواجهة التحديات.
وهناك تساؤلات كيف لبنيامين نتنياهو أن يواصل الحكم كل هذه السنوات، انه يتمتع بقدرة فائقة على ادارة الملف الانتخابي، ولديه كفاءات من المستشارين خاصة الليليين منهم، وهذا يجب أن تدركه الجهات ذات العلاقة المباشرة في الصراع مع اسرائيل، أما كيف سيكون شكل الائتلاف القادم فانه سيعتمد على النتائج النهائية وادارة المعركة والاثمان التي سيدفعها من يشكله.