وهذا التوجه، دفع دولا في الاقليم الى الترحيب به "عن مضض"، غير أنها تخشى فوز حركة حماس، لذلك سعت وما تزال لتوحيد صفوف القطب الآخر في الساحة وهو حركة فتح التي انقسمت على نفسها، ولا يبدو في الافق ما يشير الى عودة اللحمة الى هذه الحركة، التي توسمت في العملية الانتخابية تجديدا لشرعيتها، وبالمثل فان خركة حماس التي تغاضت عن الكثير من مطالبها لانجاح التوجه الانتخابي، من أجل الحصول على موقف دولي يعترف بوجودها رقما في الساحة الفلسطينية، وما تزال المساعي تبذل بين الحركتين لتوحيد جدهما الانتخابي طمعا في موقف توافقي ازاء الانتخابات التشريعية والرئاسية.
وحماس من جهتها لا تخشى هزيمة محققة، فهي في ضوء الخلافات داخل فتح تبدو أقرب الى الفوز، وهذا تسبب في امتعاض دول عربية، اضطرت الى مباركة الموقف الدولي، وهي الان تعمل على تخريب التوجه الانتخابي، والعمل على تأجيل الانتخابات الى أجل غير مسمى، وكذلك قيادة فتح هي الاخرى التي اضطرت تحت الترهيب قبول الذهاب الى صناديق الاقتراع تبحث عن أسباب للتأجيل دافعه الوضع الداخلي في الحركة الذي قد يتسبب في عدم فوزها.
واستنادا الى متابعين، فان حركة حماس لا تعارض اجراء الانتخابات وفي ذات الوقت ترحب بأي توافق مع فتح لتأجيلها ما دامت ستبقى على رأس الحكم في قطاع غزة ، ويبقي الضفة الغربية تحت سيطرة حركة فتح.
لكن، السؤال الذي يطرح نفسه، هل ستقبل الدول ذات التأثير بتأجيل الانتخابات، وحسب دوائر سياسةي فان هذه الدول ترفض قطعا تأجيلها لأسباب عديدة وهي تدرك ما تسعى اليه مصر والاردن وغيرهما، وهو العودة عن المراسيم الرئاسية الانتخابية لسد الطريق امام فوز حركة حماس، ويبقى القرار في يد الدول الاوروبية وامريكا ودول عربية كالسعودية والامارات وجميعها مع اطلاق العملية الانتخابية.
وبدأت قوى في الساحتين العربية والفلسطينية تطرح ما يمكن تسميته بـ "العوائق" التي قد تدفع الى تأجيل الانتخابات وفي مقدمتها جائحة كورونا، التي زادت من حدة تصريحات المسؤولين في رام الله محذرة من تفشي خطير لهذه الجائحة في الساحة الفلسطينية، وهناك مسألة القدس حيث تتمنى قوى فلسطينية أن ترفض اسرائيل اجراء الانتخابات فيها مما يدفع القيادة الفلسطينية الى تأجيلها الى موعد آخر لن يتحدد.
لكن، اذا اصرت امريكا ودول اوروبية على ضرورة اجراء الانتخابات في الساحة الفلسطينية، فانها قادرة على حمل اسرائيل على عدم الاعتراض على اشراك القدس في الانتخابات، اضافة الى التدخل الاماراتي والسعودي لدى القيادة الاسرائيلية للسماح بمواطني القدس بالمشاركة، املا في اضعاف القيادة الفلسطينية.