2024-11-26 07:45 م

صحيفة عبرية: من يعيد ترميم العلاقة بين إسرائيل والجالية اليهودية في الولايات المتحدة؟

2021-03-11
في مقال نشر في هذه الصحيفة (“البدء من جديد” 5/3/2021) كتبت شيرا رودرمان، المديرة العامة لصندوق عائلة رودرمان، أن إسرائيل والإدارة الأمريكية ويهود الولايات المتحدة هم “الأقانيم الثلاثة الذين إذا عملوا معاً، سنكسب جميعاً”. في مقالها ترسم صورة وضع يقضي بنشوء فرصة لإعادة ترميم “العلاقات في هذا المثلث” التي تقوم على أساس القيم المشتركة”.

حسب رأيي، من بين الأقانيم الثلاثة التي تعلق بها الكاتبة الآمال كعناصر رائدة تساعد على ترميم العلاقات في هذا المثلث، فإن الأقنوم الوحيد المتوقع أن يكون عنصراً إيجابياً في هذا الجهد هو الإدارة الجديدة. بالمقابل، فإن دولة إسرائيل ويهود أمريكا لم يسبق أن كانا بعيدين عن بعضهما، ولا مغتربين ومنفصلين من ناحية سياسية وفكرية واجتماعية. فإذا كان هناك ناشط متطرف مثل رئيس “قوة يهودية”، ايتمار بن غبير، يحصل على الشرعية في دولة أوروبية ويتنافس على مكان في البرلمان، لنشرت عصبة منع التشهير بياناً إلى الصحافة تشجب الظاهرة، و لأعرب الكونغرس اليهودي العالمي عن قلقه من منح الشرعية السياسية لذاك الناشط المتطرف بأنه سيصعد اللاسامية. ولكن لم تعقب أي منظمة يهودية في الولايات المتحدة على توقيع اتفاق الفوائض بين الليكود ومبين ن يعدّ في أوساط أجزاء من الجمهور وريثاً لمئير كهانا.

مع ألف فرق وفرق، يبدو أن قرار محكمة العدل العليا الذي سوغ التهويد الإصلاحي في البلاد لم يثر أي رد فعل من جانب منظمات يهودية في الولايات المتحدة. وكأن هذا لم يحركهم. قيادة الحركة الإصلاحية وحدها عقبت بالرضا. عامي هيرش، الحاخام الإصلاحي المعروف في نيويورك، نشر في الأيام الأخيرة مقالًا ناشد فيه المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة تناول قرار محكمة العدل العليا والمساعدة في الجهود لمواصلة نيل المساواة للإصلاحيين في إسرائيل.

ولكن، من يكون الأقنوم الإسرائيلي الذي يساعد على ترميم العلاقات بين إسرائيل والجالية؟ إذ لم يذكر جدعون ساعر ويئير لبيد وبيني غانتس أو نفتالي بينيت، في حملاتهم وجود الجالية اليهودية الكبرى في الولايات المتحدة بصفتها مسألة تتطلب الموقف. وبينما يرى رئيس الوزراء نتنياهو العلاقات التي تنسج بين إسرائيل والإمارات والمغرب باعتبارها قمة إنجازاته السياسية، لا يبدو أنه سيتصل بمسؤول يهودي كبير كي يعرب ببضع كلمات تشجيع وتعزيز أو الأمل بالتعاون.

صحيح أن البيت الأبيض مع رئيس ديمقراطي وإدارة ديمقراطية فرصة ذهبية وساعة مناسبة ممتازة لتحسين العلاقات بين إسرائيل والجالية اليهودية، والتي في أغلبيتها الساحقة ديمقراطية وصوتت للرئيس الديمقراطي، إلا أن استغلال الفرص يحتاج إلى أناس مناسبين، ومسؤولين مخضرمين، وزعماء ذوي قامة يريدون رأب الصدوع والإصلاح. أما في هذه اللحظة فهؤلاء غير موجودين.
بقلم: شلومو شمير
معاريف 11/3/2021