القدس/المنـار/ لم تحسم بعد الخلافات داخل حركة فتح، لكن، "جهود الوساطة" بين الاقطاب المتصارعين، لم تتوقف، وفي الساعات الاخيرة تكثفت هذه الجهود وعلى الطاولة تحذيرات واغراءات.. ونصائح من دول الاقليم، وينشط اعضاء المركزية لمعالجة "الرضوض" قبل وقوع الكسور.
واجتماع اللجنة المركزية المرتقب للحركة، سيكون حاسما من حيث النتائج والقرارات.. وصراحة النقاش والطرح بعد تجاوز الكثير من "المواقع" و "الحواجز"، وحسب مصدر قريب من قيادة الحركة، فان هناك توجها حقيقيا للابقاء على وحدة الحركة غير أن التوقعات ضبابية، حيث هناك أعضاء قد يساندون توجه الراغبين في تشكيل قوائم انتخابية خارج عباءة الحركة، وسيطرحون الاسباب، مطالبين بمعالجة فورية، تتصدرها التوقف عن تجاهل بعض الاعضاء وضرورة وضعهم في كل ما يتخذ ويجري، بعيدا عن التجاهل الذي يقول البعض انهم يتعرضون له منذ فترة طويلة.
ويضيف المصدر أن أعضاء في المركزية سيقدمون عددا من المطالب "المستعجلة" داعين الى تنفيذها، كعامل هام في تحقيق نجاحات الحركة، خاصة في صناديق الاقتراع التي هي مكان للمحاسبة والعقاب، وفي ذات الوقت هي مانحة للثواب والتقدير. وبعض هذه المطالب تتعلق بالوضع الداخلي في السلطة وما يتخذ من قرارات في المؤسسات الحكومية، وباتت ثغرة اختراق ينفذ منها خصوم ومنافسو الحركة، مع ضرورة الاخذ بعين الاعتبار موقف ورغبة الشارع ، وتفهم انتقاداته.
ومع الانتهاء من اجتماع اللجنة المركزية المرتقب، تكون الامور المطروحة والمسائل العائلة قد اتضحت، توافق، أم تشظي، الى كتل جميعها تتحدث وترفع شعار "فتحاويتها".
مراقبون يتوقعون صدور قرارات ملزمة.. وربما دعوة من يريد الخروج بعيدا عن موقف القيادة الى الاستقالة وعدم التحدث باسم فتح، ويبدو حسب المراقبين أن هناك عناصر من الحركة التي رفعت صوتها عاليا دعما لتعدد القوائم قد عادوا الى بيت الطاعة، مقابل اغراءات حظيت بالموافقة.. الا أن هذا لن يمنع عضو المركزية ناصر القدوة في المضي قدما في توجهه، وهو الذي يحظى بدعم من جهات عربية وجزء كبير من النخبة.
وفي حال فشل جهود الابقاء على وحدة الحركة، فان هناك خياران، ماثلان بقوة، وعواصم عربية تدعم احدهما، الأول، أن يقدم الرئيس محمود عباس على تأجيل الانتخابات خشية عدم الفوز، وهناك تبريرات اخرى عديدة، وقد يتم اللجوء الى هذا الخيار في حال فشلت الاتصالات السرية المكثفة بين قيادات عليا في فتح، وقيادات صاحبة قرار في حركة حماس، بشأن تشكيل قائمة مشتركة بين حركتي حماس وفتح، حيث تخشى الحركتان من خسارة مقاعد مأمول بها في الانتخابات المرتقبة في حال انفردت كل حركة بقائمتها، في ظل عدم التوافق الذي تعيشه الحركتان، فكل حركة منهما لا ترغب وتخشى التراجع في التأييد، وبالتالي معنيتان بالبقاء على دفة الحكم في الضفة والقطاع بدون منازع.
وهذا ما يفسر اللقاء السري الذي تحدثت عنه تقارير اخبارية بين قيادات عليا من الحركتين في القاهرة، ففتح تخشى فشل جهود الوساطة نحو الابقاء على وحدتها، لذلك هي تدفع نحو الوصول الى اتفاق مع حماس بقائمة انتخابية مشتركة.
وبالنسبة للعواصم العربية، والحركتان سمحتا لها بالتدخل في الشأن الداخلي منذ سنوات طويلة، فانها لا ترغب بتفاهم حمساوي وفتحاوي، وتخشى هزيمة فتح أمام حماس وتدعو لوحدة قيادات فتح، وهذا الذي يجري وعناصر الخارطة المطروحة باتت مكشوفة للشارع، تجعلنا لا نستبعد تأجيل الانتخابات الى أجل غير مسمى، مع أن الذهاب اليها في مصلحة القطبين الكبيرين فهما بحاجة الى تجديد شرعية، والاستمرار في حكم جناحي الوطن.
ولا شك أن الحركتين يدركان أن هناك أكثر من قائمة انتخابية تحمل أسباب النجاح ستخوض المعركة، وهذه القوائم ستحصل على اصواتها من فتح ومن المستقلين، وأمام حماس فرصة اسناد بعض القوائم، مما سينعكس ايضا على انتخابات الرئاسة.
وفي الوقت الذي تقترب فيه اسرائيل من معركتها الانتخابية بتكهنات متضاربة بشأن الفوز ونسبة المقاعد، لهذا الحزب وذاك، الا أن الوضع في الساحة الفلسطينية ضبابي ومقلق وغير واضح، وهناك توجهات اقليمية ودولية تنتظر بفارغ الصبر الانتخابات، وحذرت من عدم اجرائها أو تأجيلها.