2024-11-30 06:38 م

الإمارات ودحلان يدفعان بقائمة خاصة لخوض الانتخابات

2021-03-05
مساعٍ تبذلها الإمارات لتشكيل تكتل سياسي يستقطب رموزاً فلسطينية بارزة لتكون حاضرة في الانتخابات الفلسطينية التشريعية القادمة، تدعم أبوظبي لتشكيل قائمة انتخابية تحت اسم "القدس أولاً" وتعمل على تسويقها.

خطوات تتخذها بدعم من القيادي الفلسطيني المفصول من حركة فتح، محمد دحلان، لتشكيل كتلة سياسية، يقودها مسؤول ملف القدس السابق د. "سري نسيبة"، تستقطب معه بعض المعارضين من حركة فتح وغير الراضين عن سياسة السلطة الفلسطينية والرئيس الفلسطيني محمود عباس.

كشفت مصادر خاصة لـ"عربي بوست"، أنّ سلام فياض ونبيل عمرو ورامي الحمدلله من ضمن الشخصيات الواردة والمطروحة في القائمة التي سوف يعمل على تشكيلها مسؤول ملف القدس السابق "سري نسيبة".

وأضافت المصادر أنّ هذه التحركات تهدف إلى تشكيل تكتل سياسي وواجهة سياسية تتبع أبوظبي؛ لتشكل بوابة حقيقية للتسلل إلى الواقع السياسي الفلسطيني عبر تمثيل رسمي، خاصةً أن الإمارات ليس لديها تكتل أو واجهة سياسية حقيقية في الوسط السياسي الفلسطيني سواء عبر التشكيلات الرسمية بالسلطة الفلسطينية كالمجلس التشريعي.

تهدف تلك المساعي إلى تشكيل وسيط سياسي يمثل توجهات أبوظبي بالأراضي الفلسطينية، وذلك في ظل الجهود التي تقوم بها أبوظبي عبر دحلان، والتي تتمثل في دعم مؤسسات المجتمع المدني ومحاولة استقطاب شخصيات ورموز سياسية فلسطينية عبر "المال السياسي"، لكنّ تلك الجهود، بحسب تلك المصادر، لم تكن مركزة ومنظمة وتفرز تمثيلاً سياسياً منظماً يمثل التوجهات الإماراتية بدعم من دحلان.

سياسيون ومثقفون على رأس القائمة.. 
يعلّق الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني د. ناجي شراب، على مثل هذه الخطوة، بأنّ تشكيل هذه الكتلة يعتبر تحولاً خطيراً في ظل وجود أكثر من قائمة لحركة فتح مقرر تشكيلها، مؤكداً أنّ ما يحدث داخل حركة فتح "زلزال سياسي"، أي قوى وشخصيات تحاول تشكيل حالة جديدة في الداخل الفلسطيني وتحاول استقطاب عدد من الشخصيات السياسية الوازنة.

ويضيف شراب قائلاً: "يعتبر تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، تياراً سياسياً مدعوماً من محمد دحلان سياسياً، لكنّه من الناحية القانونية لا يُسمح له بالعمل الرسمي على الأرض، وبالتالي فإنّ تحركات سري نسيبة تهدف إلى كسر حالة الجمود والمنع السياسي لتيار دحلان والشخصيات السياسية المحسوبة على هذا التيار، عبر تشكيل إطار سياسي جديد ويعمل على تخطي حالة الجمود والمنع وقد طموحات سري نسيبة على المستوى الشخصي وعلى مستوى محمد دحلان.

في السياق قالت مؤسسة القدس الدولية، إن الإمارات تحاول استغلال الانتخابات التشريعية الفلسطينية القادمة للسيطرة على المشهد السياسي في القدس، وذلك خدمة للاحتلال الإسرائيلي تنفيذاً لـ"اتفاق أبراهام".

وكشفت المؤسسة أن دعوة مسؤول ملف القدس السابق، سري نسيبة، إلى تشكيل قائمة انتخابية "القدس أولاً" مدعومة إماراتياً، ويجري تسويقها بادعاءات وطنية تتعلق بتهميش المدينة على مستوى السلطة الفلسطينية، ووجود هجوم إسرائيلي محموم عليها.

وحسب القدس الدولية، فإن سري نسيبة هو صاحب وثيقة "نسيبة-أيالون" الشهيرة، التي وقّعها مع عامي أيالون صيف 2002، في ذروة العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، وأقرت القدس عاصمةً لدولتين ومبدأ تبعية الأحياء فيها حسب الأغلبية السكانية.

الوثيقة -وفق المؤسسة- "واحدة من مبادرات كثيرة اتخذها الاحتلال منصة للتقدم والقفز إلى مزيد من التهويد والاستيطان؛ لكونها ضمنت قبولاً فلسطينيّاً بما كان قائماً ومضت إلى ما بعده، وهو واحد من مؤسسي نهج أوسلو، الذي وضع القدس في ذيل الاهتمامات".

قائمة شاملة على مستوى الوطن
نسيبة بعد أن ترددت الأنباء عن محاولته تشكيل القائمة، عمد إلى توسيع الفكرة وتغيير التكتيك والهدف السابق الذي كان يهدف من خلاله إلى تشكيل القائمة.

يؤكدّ مسؤول كبير في حركة فتح، رفض ذكر اسمه، في حديث خاص لـ"عربي بوست"، أنّ محمد دحلان يحرص عبر تشكيل الكتلة السياسية الجديدة، على استقطاب شخصيات ورموز من المقربين له، ومنهم أيضاً أعضاء سابقون من المجلس التشريعي، وعلى رأسهم نجاة أبوبكر، وهيثم الحلبي، وشامي الشامي، وجهاد طملية.

ويرى المصدر أنّ العديد من الأطراف التي تعمل داخل حركة فتح، تترقب التحركات التي يقوم بها   عضو اللجنة المركزية لحركة"فتح" ناصر القدوة، وذلك عبر إعلانه عن تشكيل "الملتقى الوطني الديمقراطي" الذي سيشارك في الانتخابات البرلمانية بقائمة منفصلة، ما يضع حركة فتح أمام خيارات صعبة تعمل على شق صفوفها وتمزيقها من الداخل، حيث يشدد نصر الله على أنّ الوضع بات معقداً ومأزوماً  بالداخل الفتحاوي، في ظل حالة عدم التوافق التي تعيشها الحركة.

مصادر خاصة لـ"عربي بوست" أكدت أنّ الإستراتيجية التي سيتبعها محمد دحلان هي استراتيجية الحزام، وهي تكوين أكثر من كتلة وتكتل سياسي لتشكّل وسيلة ضغط على حركة فتح "الأم"، فإذا لم تسارع وتبادر بعملية التغيير الداخلية لاحتواء مثل هذه التيارات، فإنّ الخاسر الأكبر سيكون حركة فتح.

يرى الكاتب والمحلل الفلسطيني د.طلال الشريف، في تصريحات لـ"عربي بوست"، أنّ السلطة الفلسطينية في رام الله تسعى للتقارب مع  قطر وتركيا، وتريد التحالف مع حماس بالانتخابات في مايو/أيار 2021،  مشيراً إلى أنّ التيار الإصلاحي الفتحاوي سيكون الجزء الصاعد، والفَتي، القريب،  والمدعوم من الإمارات، ومحور الاعتدال القومي العربي، الذي يضم مصر والسعودية.

مجلس القدس للتطوير والتنمية الاقتصادية
ويرأس سري نسيبة مجلس القدس للتطوير والتنمية الاقتصادية في المدينة بدعم إماراتي، مقره القدس الشرقية ويعمل مع ناشطين وأكاديميين وشخصيات اعتبارية مقدسية في رسم الخطط داخل مدينة القدس.

تربط نسيبة علاقة مباشرة بمحمد دحلان وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد من خلال شقيقه زكي نسيبة، وتسعى أبو ظبي من خلال المجلس إلى الدخول في مجال العقار في القدس الشرقية وإنشاء دوائر تابعة لابو ظبي، وذلك لعرقلة الأنشطة المتزايدة من المحور التركي والقطري داخل المدينة المقدسة.

(عربي بوست)