ردا على سؤال حول الاتصال الهاتفي بين الرئيس الأمريكي بايدن وولي العهد السعودي، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي إن واشنطن ليس لديها خطط للقيام بذلك. وأضافت من الواضح باننا نراجع سياساتنا تجاه الحكومة السعودية. هذه التصريحات ومواجهة بايدن مع فريق محمد بن سلمان هي علامة واضحة على نهاية العلاقة الفريدة بين ترامب وبن سلمان.
بعد أن دعا بايدن، في إحدى خطاباته حول السياسة الخارجية للولايات المتحدة، إلى إنهاء الحرب في اليمن، أكد عادل الجبير، وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودية، على الفور تأييده لتلك التصريحات، مشيرا إلى أن هذه القضية هي ما تبحث عنه حكومته. من الواضح بأنه بعد ما يقارب سبع سنوات من العمليات العسكرية والحرب الإعلانية، يعدّ مثل هذا التأييد الساذج لتصريحات بايدن حول إنهاء الحرب اليمنية علامة على نهاية حقبة “الانفتاح السعودي” في عهد ترامب.
هذا ولا يعني فوز بايدن إحداث تغيير جذري في العلاقات الثنائية مع الرياض، حيث أن تجربة الحكومات الديمقراطية السابقة في التعامل مع الرياض تدل على هذا الأمر. لكن عهد ترامب وعصر “اليد المفتوحة” قد انتهى. قد يكون لهذا التطور تأثيرات ملموسة في القضايا التالية:
عملية نقل السلطة
خلال السنوات السابقة كان ولي العهد الشاب يدير الأمور بدلا من الملك، لكن تعيين ولي العهد بهذا الأسلوب أثار موجة من الاحتجاجات في صفوف الأسرة الحاكمة، والواضح بأنه بعد تولي بايدن السلطة، يفكر المعارضون داخل الأسرة الحاكمة بجدية في انتقال السلطة بعد الملك سلمان بشكل مختلف، ومن المرجح أن يبذل الأمراء المحافظون الذين يرون أن سلوك محمد بن سلمان مدمر للنظام الملكي في بذل الجهود للعودة إلى أسلوب نقل السلطة المعهود، أو اختيار ابن الملك سلمان الأكثر توازناً، خالد بن سلمان ، الذي عمل في السفارة السعودية في واشنطن. كل هذا قد يجعل نقل السلطة في السعودية أمرا معقدا.
مصير التطبيع
ما يسمى اتفاق إبراهيم الذي جاء بوساطة كوشنر كان بلا شك الورقة الكبيرة والأخيرة للإعلان عن العلاقة بين الكيان الصهيوني والرياض. إن القول بان تطبيع العلاقة بين المنامة وأبو ظبي مع تل أبيب، جاء دون موافقة وإشراف بن سلمان هو مجرد مزحة. لكن ما يجري خلف الكواليس لسنوات، أصبح من الصعب الكشف عنه، اليوم. فبالنسبة للأرض التي يسمي ملوكها أنفسهم خادم الحرمين الشريفين، لن تكون مصافحة أيدي نتنياهو الملطخة بالدماء سهلة، إلا إذا كان محمد بن سلمان متهورا كما كان في عهد ترامب وغير مهتم بعواقب أفعاله.
أخيرا وليس آخرا، يبدو أن هناك احتمال عودة الرياض إلى عهد سياسات الملك عبد الله. هذا وتشير تصريحات الجبير المؤيدة لتصريحات بايدن، إلى أن السعودية أصبحت محافظة جدا في السياسة الخارجية. ويمكن أن يكون تهدئة التوترات مع الخصوم الإقليميين وقبول جزء من الواقع القائم في المنطقة هي الخطوات التالية للرياض، والتي يمكن أن تكتب فصلا مختلفا في منطقة الشرق الأوسط.
موقع ديبلماسي إيراني