القدس/المنـار/ تنشر (المنـار) أجزاء من تقرير اسرائيلي يتحدث عن الانتخابات الفلسطينية.. الأجواء والمحاذير والمواقف والصراعات داخل الساحة الفلسطينية.. والتكهنات والتوقعات التي تزيد من ضبابية المشهد.
التقرير تضمن عناوين وتساؤلات، خضعت لتفصيلات حول أهم مفاصل الاستعدادات لاجراء الانتخابات في الساحة الفلسطينية. يتساءل التقرير: هل يتنازل مروان البرغوثي عن فرصته الأخيرة للخروج من السجن الاسرائيلي؟! وكيف أن هذه الانتخابات تثير قلق الأجهزة الأمنية في اسرائيل، مما دفعها الى البدء في عمليات مسح ميداني في محاولة لمعرفة ملامح المرحلة المستقبلية في الساحة الفلسطينية.
يقول التقرير الاسرائيلي:
ان استطلاعات الرأي والمعطيات القادمة من الميدان سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة تتوقع نتائج سوداوية للرئيس محمود عباس، وهنا يتساءل التقرير هل يتنازل مروان البرغوثي عن فرصته الأخيرة لمغادرة السجن.
ان التقديرات في اسرائيل تفيد بأن خوض البرغوثي للانتخابات سيضع اسرائيل في حال فوزه تحت ماكنة ضغط دولية لن تتحملها وستضطر للافراج عنه أو على الاقل ابعاده الى قطاع غزة، وبالنسبة لحركة حماس جاء في التقرير أن الحركة ستخوض الانتخابات القادمة بتكتيك يضمن لها أوسع حضور في المؤسسة التشريعية سواء من خلال مرشحين لها أو من خلال شخصيات مستقلة تحظى بدعم حركة حماس، ويحدث التقرير عن المجهول الذي ستضطر اسرائيل للتعامل معه بعد 90 يوما.
الاعصاب مشدودة في الساحة الفلسطينية.. تسعون يوما تفصلنا عن الموعد الذي اتخذه الرئيس عباس تحت ضغوط متعددة الجنسيات، وأبو مازن لم يعلن حتى اللحظة بلسانه عن رغبته في خوض الانتخابات الرئاسية.. لكن، بعض من حوله أعلنوا ذلك بوضوح وبأنه المرشح الوحيد، وهذه التسريبات قد تتبخر وتتبعثر في حال اصرار مروان البرغوثي على خوض الانتخابات، وعندها، ما الذي يمنع عباس عن التراجع عن اجراء الانتخابات تحت شعارات وعناوين مختلفة، واذا كان البعض يعتقد أو يرى في الانتخابات في الساحة الفلسطينية احتفالا وعرسا ديمقراطيا، عليه أن يفكر جيدا في ذلك.
يتابع التقرير الاسرائيلي: ما يجري اليوم هو بدء وانطلاق صراع صعب وسيء بين مختلف المتنافسين، واعلان عباس في اجتماع المجلس الثوري لحركة فتح بأن فتح لن تسمح لأحد بخوض الانتخابات خارج قائمتها وبشكل مستمر سيواجه بعواقب وخيمة لا يمكن توقعها، وأبو مازن يرى حتى الان ان بامكانه تحقيق الفوز، والتهديدات بالترشح خارج القائمة سيؤدي الى تصاعد التراشق الكلامي الذي قد ينزلق الى عنف داخل حركة فتح، دون ان ننسى وجود العديد من القوى والمجموعات المسلحة والقدرات العسكرية لدى الاطراف المتنافسه من عباس الى البرغوثي الى الدحلان، ومن غير المستبعد أن نرى تراشقا بالنيران في الضفة الغربية.
في الاسابيع الاخيرة، هناك اتهامات بين المعسكرات المتصارعة داخل فتح كل يتهم الاخر بحشد عناصره وتخزين السلاح، ولا أحد يستطيع تجاهل الشعبية الكبيرة التي يتمتع بها البرغوثي في الشارع الفلسطيني، وفي كل تنافس انتخابي يلقى باسم البرغوثي كأحد المرشحين والمنافس الأكبر للرئيس عباس، مع التذكير هنا الى أنه قبل 15 عاما اسس البرغوثي وهو في السجن حزبا اسمه المستقبل، وهذه المرة البرغوثي أكثر اصرارا على خوض المعركة الانتخابية لأسباب أهمها تجاهل الرئيس له، مؤخرا أوصل الرئيس عباس مقترحات الى البرغوثي داخل سجنه من بينها ترؤس المجلس التشريعي.
يرى التقرير أنه اذا ما خاض البرغوثي الانتخابات في قائمة منفصلة فان فرص حركة فتح للحصول على الاغلبية في التشريعي ستكون معدومة، مما يعني أن حركة حماس سوف تسيطر على المجلس، أما في الانتخابات الرئاسية فان فرص فوز البرغوثي مضمونة اذا ما أصر على خوضها، ويبدو أن ليس هناك ما يدفع البرغوثي الى التراجع عن قراره بخوض معركة الرئاسة.
بهذه الطريقة، يرى البرغوثي أن اسرائيل ستفرج عنه في حال فوزه، لكن، ما يجري وتشهده السلطة اليوم ليس بعيدا عن التدخلات الخارجية وخاصة من جانب محور الاعتدال العربي الذي يخشى من جهة صعود حركة حماس لذلك هو يحاول توحيد صفوف حركة فتح، وهذا هو سبب الحراك الذي تقوده وتقوم به مصر والأردن، فاللقاءات التي جمعت بين الرئيس السيسي والملك الاردني لهذا الغرض، والاتصالات بينهما مستمرة وتدور بشكل خاص حول الانتخابات الفلسطينية المرتقبة. ومخاوف عمان والقاهرة نقلت الى الرئيس عباس بواسطة رئيس جهاز المخابرات في البلدين وطالباه بعدم التعنت، والعمل من أجل توحيد حركة فتح وأن يتصالح مع البرغوثي، لكن، حسب التقرير فان عباس ما زال يماطل رافضا التعامل مع المقترحات الاردنية المصرية.
ويمضي التقرير الاسرائيلي: مسؤولون كبار في فتح وبأوامر من عباس يعملون وبشكل ميداني متنقلين بين نشطاء فتح في المناطق لتحذيرهم بأن الانقسام داخل الحركة سيؤدي الى وصول حماس الى الرئاسة من خلال ترشيحها شخصا مستقلا ستقوم الحركة بدعمه.
في الوقت نفسه، تستمر الرسائل المرسلة الى البرغوثي لاقناعه باعلان موقف داعم للرئيس عباس في السباق الرئاسي مع وعد من أبو مازن بالعمل مع الرئيس الأمريكي جو بايدن بالضغط على اسرائيل لاطلاق سراح البرغوثي، لكن، من المستبعد تجاوب البرغوثي مع رسائل عباس حيث فقد ثقته فيه منذ زمن طويل، ويتساءل التقرير لا أحد يعرف طبيعة العلاقات بين عباس وبايدن حتى يطلق مثل هذا الوعد؟!
والسؤال الذي يطرح نفسه، ما دامت الأمور معقدة، والنتائج الانتخابية غير مضمونة، ما الذي دفع عباس الى اعلان مواعيد اجراء الانتخابات؟!
يجيب التقرير بأن السبب الرئيس هو الضغوط الشديدة على عباس والرسائل الحازمة والواضحة التي وصلت الى رام الله من العاصمة الامريكية والعواصم الاوروبية، مشترطة استمرار ضخ الأموال باجراء الانتخابات، كذلك، هناك خطوات عديدة اتخذت سرا لاسعاد الادارة الأمريكية الجديدة من بينها قرارات تتعلق بتجميد انضمام فلسطين لاتفاقيات دولية باعتبارها امريكيا تأتي تحت قائمة الخطوات أحادية الجانب المرفوضة من جانب ادارة بايدن.
في ضوء هذا الوضع في الساحة الفلسطينية تتابع اسرائيل بقلق ما يجري، والاستعدادات بشأن المعركة الانتخابية وهناك تقديرات لأجهزة الأمن بأن هذه المعركة في الضفة وغزة قد تؤدي الى اعمال فوضى فقد يكون منتصف هذا العام موعدا لاسدال الستار على حكم عباس.
وهناك جهات في اسرائيل ترى بأن تل أبيب يمكن أن تتعامل مع حماس بسهولة أكثر في حال وصول الحركة الى رأس السلطة، خاصة أن الحركة معنية بتحقيق انجازات داخلية وليس استعراضات خارجية كما هو الحال مع السلطة بقيادة فتح، وفي هذه الحالة سيكون هناك دور حيوي للمال القطري في ضمان الهدوء.
يختتم التقرير الاسرائيلي:
في حال فوز حركة حماس في انتخابات التشريعي، فان بامكان عباس أن يتراجع ويعلن عبر المحكمة الدستورية بطلان النتائج تحت تبريرات عدم المصداقية والشفافية بالعملية الانتخابية، مما يدفعه الى تأجيل الجولة الثانية وهي الانتخابات الرئاسية الى أجل غير مسمى وكذلك تأجيل انتخابات المجلس التوطني، وهناك عامل مساعد آخر وهو اسرائيل يمكن أن يستفيد منه عباس في حال أصرت تل أبيب على منع اجراء الانتخابات في مدينة القدس، لذلك، لا ضامن لاجراء الانتخابات الفلسطينية في الضفة وغزة.