2024-11-27 05:55 م

تفاصيل اللقاء المفاجئ بين الشيخ والبرغوثي في سجن "هداريم"

2021-02-11

تشهد الساحة الفلسطينية حراكاً سياسياً متسارعاً، في ذروة التحضيرات الجارية لإجراء الانتخابات الشاملة التي ستشهدها الأراضي الفلسطينية خلال هذا العام، والتي ستكون بمثابة نقطة تحول في الكثير من القضايا، على مستوى ترتيب البيت الداخلي، وما سيترتب عليه من نتائج على مستوى الإقليم.

 وسط ذلك بدأ عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، وزير الشؤون المدنية حسين الشيخ، اليوم الخميس، زيارةً هي الأولى من نوعها للمرشح المحتمل لرئاسة السلطة مروان البرغوثي في سجن "هداريم" الإسرائيلي، لإقناعه بالعدول عن قرار المشاركة في الانتخابات الرئاسية القادمة.

عرض الشيخ على البرغوثي التوافق مع اللجنة المركزية على قائمة فتح الرسمية للانتخابات، وانتظار قرارها النهائي دون الخروج بقائمة منفصلة، أو أن يشترط البرغوثي ترؤس القائمة، أو يضع فيتو على بعض المرشحين في ضوء حالة الاستقطاب الحادة داخل الحركة من جهة، ووجود مخاوف لدى اللجان المركزية بأن هناك أطرافاً فلسطينية تسعى للتحالف مع البرغوثي، بعيداً عن موقف الرئيس، في إشارة الى محمد دحلان المفصول من حركة فتح. 

أبدى الشيخ تخوفه من أن يشكل البرغوثي كوتة أو تياراً منفصلاً داخل كتلة فتح البرلمانية، لأنها قد تشكل مصدر إرباك لكتلة فتح في المستقبل، الأمر الذي ردّ عليه البرغوثي بأنه سيكون وفياً للحركة ولن يعمل على شقها، ولكن على أن ياخذ الرئيس بعين الاعتبار كافة التوجهات داخل حركة فتح.تأتي أهمية هذا اللقاء في توقيته، فهو ينعقد بعد يوم واحد فقط من انقضاء اجتماع الفصائل الفلسطينية الذي احتضنته القاهرة على مدار يومين كاملين، فيما يأتي قبل يومين من الاجتماع الهام للجنة المركزية لحركة فتح، الذي سيحدد موقفها من الكثير من القضايا التي جرى تناولها في اجتماع القاهرة، ومن بينها مسألة المشاركة في الانتخابات، والأسس التي ستختارها الحركة لاختيار أسماء مرشحيها لخوض سباق الانتخابات وشكل التحالفات بين الفصائل والقوى السياسية.


من المبكر حسم موقف البرغوثي


فدوى البرغوثي، زوجة الأسير البرغوثي، قالت لـ"عربي بوست" إنه "لا حديث الآن عن أي نتائج بشأن مستقبل مشاركة مروان في الانتخابات، نحن ننتظر ما يحمله حسين الشيخ لمروان من رسائل، وبعدها سيقرر مروان موقفه النهائي من شكل المشاركة في الانتخابات القادمة".


ورفضت فدوى الإجابة عن سؤال "عربي بوست" عن موقف مروان من الاستمرار في خوض سباق الرئاسة بقائمة مستقلة، أو مشاركته في قائمة حركة فتح، بقولها إن "الأمر لا يزال مبكراً للبتّ في هذه القضية".


قيادي في حركة فتح، على اطّلاع على زيارة الشيخ للبرغوثي قال لـ"عربي بوست"، مخفياً هويته، إن "الزيارة لا تتعلق بوجود البرغوثي في مكان متقدم في قائمة حركة فتح لخوض سباق الانتخابات التشريعية، لأن هذا الأمر محسوم بالنسبة للرجل، الذي يرى أنه الأحق في ترؤس قائمة الحركة، كونه الحاصل على أعلى نسبة أصوات في اللجنة المركزية، وهو يرى أن وجوده على رأس القائمة من شأنه دعم الحركة، لامتلاكه قاعدةً شعبيةً واسعةً وأنصاراً من التيارات والفصائل الفلسطينية الأخرى".


وأضاف أن "البرغوثي أبلغ المقربين بأنه يريد اطّلاعاً شاملاً على كل الجهود التي بذلتها حركة فتح والفصائل الفلسطينية لخوض الانتخابات القادمة، كما أنه يطالب بأن يكون له حق الفيتو بقبول أو رفض كل الأسماء التي تتضمنها قائمة الحركة الرسمية ومواقع هذه الأسماء".


 تعد هذه الشروط بمثابة شروط تعجيزية بالنسبة للرئيس محمود عباس، الذي يرى أن دخول البرغوثي بقوة في تحديد شروط الحركة يتجاوز صلاحياته كقائد لها، وانصياعه لهذه الشروط سوف يتسبب في انشقاق أكبر داخل تيارات الحركة، الأمر الذي من شأنه أن يدفع الرئيس لإعادة النظر في مسألة الانتخابات من عدمها إلى حين ترتيب البيت الفتحاوي.
تعكس هذه المواقف حالة الاستقطاب التي تشهدها حركة فتح بشأن مسألة الانتخابات القادمة، فهي تخشى أن يؤثر قرار البرغوثي الدخول في سباق الانتخابات على كسر وحدة صفوفها أمام المنافسين التقليدين في هذه الانتخابات.

سعيد بشارات، رئيس تحرير شبكة الهدهد للشؤون الإسرائيلية، قال لـ"عربي بوست"، إن "الموقف الإسرائيلي واضح بشأن الانتخابات الفلسطينية، فهي ترى أن أبو مازن، رغم مواقفه السابقة، هو الشخصية الأفضل لها مقارنة بالبرغوثي، لذلك فقد سعت إلى تنظيم هذه الزيارة من حسين الشيخ للبرغوثي داخل معتقله".


 وإن إسرائيل لا ترغب في أن يقوم البرغوثي بإعلان ترشحه للانتخابات الرئاسية، كونه معتقلاً بتهم تتعلق بقتل جنود ومستوطنين إسرائيليين، كما أنها تخشى من تدويل قضيته كونه مرشحاً رئاسياً لا يزال معتقلاً، لذلك فإن إحدى النقاط التي تمتلكها السلطة في مواجهة البرغوثي هي إفشال إسرائيل إجراء الانتخابات الرئاسية".