2024-11-24 01:48 م

"الالتصاق بالملف الفلسطيني" عنوان الحراك العربي ارضاء لادارة بايدن

2021-01-19
القدس/المنـار/ حراك نشط تقوم به أنظمة الاعتدال العربي عنوانه "الالتصاق بالملف الفلسطيني" ارضاء للرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن قبل صعوده درجات البيت الأبيض، "حراك بهلواني" على حساب هذا الملف، وليس حرصا حقيقيا عليه.. ومن خلاله تريد دورا تتشبث به، لتعود الى دائرة التأثير في عهد الرئيس الجديد وحتى لا تتعرض للقصاص لسياسات لها في عهد الرئيس دونالد ترامب.
من هنا، جاءت اللقاءات الأخيرة في رام الله وعمان واستضافة القاهرة لمؤتمر الفصائل في الأسابيع القليلة القادمة، وليس صحيحا تلك الديباجة التي تعطى لوسائل الاعلام بعد كل لقاء.
أنظمة الاعتدال ومن بينها النظام المصري والسعودي والاماراتي، تخشى ربيعا جديدا أو الفصل الثاني من الربيع العربي في ظل الادارة الديمقراطية الجديدة كما حصل في عهد الرئيس الامريكي الاسبق باراك اوباما، حراك الانظمة المسماة بالمعتدلة مشهد وعرض مسرحي على المسرح الشرق الاوسطي للفت انتباه الادارة الامريكية الجديدة، بانها اي انظمة الاعتدال ستقوم بجلب الجانب الفلسطيني الى طاولة التفاوض مع اسرائيل بدون اشتراطات أو جداول زمنية، تأكيدا لدور تضطلع به، وبأنها صاحبة دور محوري، وما تبتغيه هو مباركة الادارة الديمقراطية الغاضبة على سياساتها في عهد ترامب.
هذه الأنظمة تدرك بأنها فقدت القدرة على التأثير ومنها أنظمة السعودية والامارات ومصر والاردن، ولم تجد أمامها من وسائل حماية الا الالتصاق بالملف الفلسطيني، ومن هنا جاءت زيارة مدير مخابرات مصر عباس كامل وأحمد حسني مدير مخابرات الاردن الى رام الله والتقائهم بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، وعلى ما يبدو أن الأنظمة المذكورة تدرك أن مشيخة قطر باتت سيدة اللاعبين في الساحة الشرق اوسطية، ومن هنا اتجهت أنظمة الاعتدال الى كرت مضمون وهو الملف الفلسطيني والعبث به، تفاديا لعملية العقاب والقصاص.
دوائر عليمة تفيد بأن حجم القلق والخوف في القصر السعودي والديوان الاماراتي يزداد مع كل دقيقة يقترب فيها جو بايدن من البيت الأبيض، اشارة الى ما ينتظر محمد بن سلمان ومحمد بن زايد من عقوبات، ولعل التغريدة التي نشرتها هيلاري كلينتون التي تحدثت فيها عن اغتيال الكاتب السعودي جمال خاشقجي تؤكد ما ينتظر ابن سلمان من "سوداوية" في المرحلة القادمة، وسيجد نفسه أن لا مفر له، الا أن يواصل لهاثه نحو الحضن الاسرائيلي فالديمقراطيون في امريكا بحاجة الى قيادات مختلفة في العالم العربي.
ان التحرك البهلواني لأنظمة الاعتدال يؤشر لضغوط قادمة ستتعرض لها القيادة الفلسطينية لقبول تسوية مشوهة للصراع الفلسطيني الاسرائيلي من اخراج هذه الانظمة.
وللهروب من الضغط السياسي دفع السلطة وحماس الى الدخول في معترك ودوامة الانتخابات في توقيت خاطىء، حيث ان ادارة بايدن لن تخرج من دوامة ما ينتظرها من قضايا ومشاكل قبل الخريف القادم، لذلك يجيء تحرك أنظمة الاعتدال اعلانا وامام بايدن بأنها ستهيء الاجواء لادارته، وفي المقدمة الملف الفلسطيني.
في السياق ذاته، وتماشيا مع التحرك الاعتدالي، وفي وقت لا يملك فيه الطرف الفلسطيني اوراقا رابحة، سوف تجري عملية هندسة للساحة الفلسطينية، في مرحلة ما بعد أبو مازن، وستشارك اسرائيل في هذه العملية، وهذا ما تؤكده تقديرات المستوى الأمني، التي تفيد بأن الملف الأول أمام الحكومة الاسرائيلية بعد الانتخابات في شهر اذار القادم هو مستقبل الساحة الفلسطيني بعد أبو مازن.