2024-11-25 02:41 م

لماذا وقف تركي الفيصل بوجه محمد بن سلمان؟

2020-12-20
كشفت صحيفة “معاريف” العبرية تفاصيل الحرب السرية المشتعلة بين أفراد العائلة الملكية الحاكمة في السعودية، وذلك على خلفية مستقبل العلاقات بين المملكة والكيان الاسرائيلي خاصة بعد اللقاء المفاجئ والسري لولي العهد محمد بن سلمان برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مدينة نيوم.
وقالت الصحيفة العبرية، حسب الكاتب والمحلل السياسي في صحيفة معاريف حيمى شليف، إن أفراد العائلة المالكة يخوضون حرباً سرية تتعلق بمستقبل العلاقات مع "إسرائيل"، مضيفةً: “بعد أسبوعين من لقاء نتنياهو المفاجئ مع محمد بن سلمان انتقد الأمير البارز تركي الفيصل "إسرائيل" باعتبارها قوة استعمارية غربية”.

وأضافت الصحيفة: “بالمقابل فإن ولي العهد محمد مستعد للتحرك بسرعة أكبر فيما يتعلق بقضية التسوية والتي يعارضها الأمير تركى وبشدة”، مشيرةً إلى إدانة وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكنازي تصريحات الأمير السعودي وعبر عن أسفه من حالة الشرخ الداخلي التي تواجهها العائلة المالكة فيما يخص مستقبل التطبيع مع الكيان.

الكاتب والمحلل السياسي حيمي شليف، قال إن ولي العهد محمد بن سلمان يسابق الوقت من أجل التطبيع مع "إسرائيل" دون تردد؛ لكن الأمر متوقف على شخص واحد فقط ومؤثر وهو تركي الفيصل، والذى يرفض وبشدة أي محاولات سعودية نحو التطبيع.

وأضاف شليف: “تركي الفيصل شغل مناصب مهمة في الدولة بخلاف ولي العهد الذي يعتبر وجوده في الحكم خطأ كبير، حيث أنه ومنذ تعيينه ولياً للعهد في حزيران 2017 ثمة صخب كبير في أوساط العائلة المالكة على تعيينه وسلوكه”.

وتابع الكاتب الإسرائيلي: “عندما عين في المنصب كان ابن سلمان شاباً في مقتبل عمره مقارنة بأولياء العهد السابقين أخوة الملك سلمان الذين معظمهم أكبر منه بكثير، وفي مجتمع تقليدي كالسعودية يشكل العمر عاملاً أساسياً في الاعتبارات عند تعيين شخص ما في منصب عام ومهم”.

وأكمل: “تعيين شاب مع تجاوز الكبار في السن يعتبر غير شرعي بالنسبة للسعوديين إلى جانب فجوة أخرى وهي أن ابن سلمان كان بلا تجربة في إدارة أجهزة وسياسة الدولة حين عين ولياً للعهد مقارنة بسابقيه الذين كانوا وزراء وسفراء وقادة في الجيش أو مديري شركات كبرى وبالتالي أكثر ملاءمة بكثير منه في إدارة الدولة والسياسة”.

وبين شليف، أن ولي العهد لديه علامات استفهام كثيرة لدى الإدارة الأمريكية، وأن هناك العديد من جرائم القتل ارتبطت به، وأن أبرز ذلك قضية مقتل الصحافي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده باسطنبول قبل نحو عامين.

وتابع الكاتب الإسرائيلي: “ابن سلمان متخوف من عودة الإدارة الامريكية الجديدة بقيادة جو بايدن للنظر إلى السعودية عبر الزجاجة المكبرة لحقوق الإنسان، وطرح أسئلة محرجة مرة أخرى عن قضية مقتل الصحفي خاشقجي، وعن الإعدامات وحقوق العمال الأجانب في المملكة، وعن عمليات القتل وارتكاب جرائم إنسانية بحق المدنيين في اليمن”.

وأوضح أن الصراع داخل البيت الملكي يتمحور حول القضية الفلسطينية وهذا يعني أن قطار التطبيع الإسرائيلي لن يتوقف عند الرياض، ولا يريد بن سلمان الانتظار ورؤية موقف إدارة جو بايدن فيما يتعلق بالاتفاق النووي الإيراني قبل المضي قدماً.

وأكمل: “هذا يعني أن الاتصالات الإسرائيلية السعودية ستظل في الغالب خلف أبواب مغلقة، حتى لقاء بنيامين نتنياهو ومحمد بن سلمان كان من المفترض أن يبقى سراً؛ لكن "إسرائيل" سربته ومع ذلك لا يمكن إعادة التطبيع إلى الزجاجة عندما يحين التوقيت والظروف، وسيتوقف قطار التطبيع في الرياض لكن "اسرائيل" ستدفع الثمن وبالعملة الفلسطينية”.