2024-11-24 01:30 م

برسم دعاة "حل الدولتين"... جرافات اسرائيل تملأ أراضي الضفة الغربية

Nati Shohat/Flash90

2020-12-17
القدس/المنـار/ لم يدرك الواهمون بحل الدولتين، ويدفعونه كأحد الثوابت أن هذا الحل مجرد شعار فارغ غير قابل للتطبيق، وبأن الادارة الامريكية القادمة سوف تواصل رفعه للاستمرار في لعبة "ادارة الصراع"  لا حله، الى أن تنهي اسرائيل وتنجز كافة مخططاتها وبرامجها على أرض الواقع. 
القيادة الفلسطينية التي تفتقر الى استراتيجية مدروسة تتغنى بشعار حل الدولتين وباتت متيمة به، وتريد تحقيقه عبر مؤتمر دولي لن يعقد كما تراه وتدعو له، هذا الشعار الذي بات من الماضي، تحتضنه القيادة الفلسطينية كأحد الثوابت التي تقول أنها تتمسك بها.
دوائر سياسية تفيد بأن الادارة الديمقراطية القادمة الى البيت الابيض، ستعيد رفع شعار رؤية حل الدولتين، واعادة رفعه وطرحه هو تخدير للجانب الفلسطيني، لا أكثر. وتحت هذا الشعار سوف تستنأنف المفاوضات بين اسرائيل والجانب الفلسطيني بدون شروط أو جدول زمني، مفاوضات لادارة الصراع، فواشنطن لن تخرج عن دعم الموقف الاسرائيلي الا عبر شعارات "ارضاء" للفلسطينيين، وهذا متفق بشأنه مع دول عربية واسرائيل، وجميعها تقوم بجهود منسقة لتمرير تسوية لتصفية القضية الفلسطينية حتى يستمر المركب العربي الاسرائيلي بمباركة امريكية في تعزيز التحالفات واغلاق الملفات بالشكل المتفق عليه، والقضية الفلسطينية لم تعد ذات اهتمام من جميع هذه الجهات، والقيادة الفلسطينية التي أخطأت في تقديراتها وتحالفاتها وانساقت وراء شعارات ونصائح تلقتها من هذا الطرف او ذاك، أعجز من أن تواجه ما يجري التخطيط له وتنفيذه، ما دامت تفتقر الى استراتيجية مدروسة بعناية، وغير قادرة على حماية الساحة من العبث ومن الصدوع التي تضرب هذه الساحة، وغير قادرة على ترتيب البيت الداخلي بجدية وصدق.
وفي الوقت الذي ننادى فيه القيادة الفلسطينية بحل الدولتين غير القابل للتطبيق، تواصل اسرائيل رسم خارطة مصالحها على الأرض، أمام أعين الجميع، فالجرافات تملأ أراضي الضفة الغربية، وتعمل ليلا نهارا في شق الطرق التي تربط المستوطنات المنتشرة، وتقتطع مساحات واسعة من الأرض، وهناك مخططات متلاحقة يجري تنفيذها توسيعا وتطويرا للمستوطنات، اضافة الى شبكة ضخمة من الاتفاق والجسور.
وما تزال القيادة الفلسطينية ترفع عاليا رؤية حل الدولتين الامريكية.