2024-11-25 03:26 م

الإمارات والاحتلال.. تحالف أكثر من تطبيع

2020-12-06
تشير طقوس التطبيع الإماراتية مع الاحتلال الإسرائيلي إلا أن ما يحدث بين الطرفين هو تحالف أكثر من مجرد تطبيع ومصالح مشتركة، فما يحدث الآن بالإمارات فاق تخيل الإسرائيليين والأمريكيين أنفسهم، ولم يحظ الاحتلال بأي احتفاء شعبي به كما يحصل الآن في دبي وأبو ظبي.

ومنذ التجربة المصرية والأردنية للتطبيع مع الاحتلال والرفض الشعبي والعربي حاضر والذي شكل حاجزاً منيعاً أمام كل اتفاقيات التطبيع، ولم تفلح كل محاولات الاحتلال الحصول على موافقة شعبية، وبقي مجرد ذكر اسم "إسرائيل" أمراً شعبياً مرفوضاً ومنكراً، يستوجب رفضه وتخوين من يحاول تغيير هذه الصورة.

لكن ما يحدث حالياً في الإمارات، وما يحاول حكام أبو ظبي تمريره قد فاق كل تصور، فلا يكاد يمر يوم إلا ونسمع عن فعاليات إسرائيلية بالإمارات، وافتتاح مدارس يهودية، ومنشآت وكنس يهودية، وإقامة أعراس وحفلات غناء ومظاهر فنية وثقافية وسياسية مشتركة بين الإمارات والاحتلال الاسرائيلي مع تركيز إعلامي ومجاهرة في ذلك، عدا عن محاولة إطفاء طابع شعبي يتمثل في فنانين ومؤسسات خاصة وأهلية محسوبة على النظام، في محاولة لجر الشعوب العربية للتطبيع.
حتى أن الإمارات قد ذهبت بعيداً في شرعنة الاستيطان على أراضي فلسطين المحتلة عام 67، واستقبال قادة المستوطنين المتطرفين، وسمحت باستيراد النبيذ الإسرائيلي من منتجات المستوطنات، وهو ما ترفضه الدول الأوروبية التي تقيم علاقات مع الاحتلال الاسرائيلي، أي أن الإمارات قد تفوقت على الأوروبيين في العلاقة الحميمية مع الاحتلال.
وفي الوقت الذي منحت الإمارات الإسرائيليين الدخول لأراضيها بدون تأشيرة، فإنها تحرم منها 13 دولة إسلامية وعربية.
الدبلوماسيون الأمريكيون الذين سافروا مع وزير الخارجية بجولته إلى دولة الاحتلال مندهشون مما وصلت إليه علاقة أبو ظبي وتل أبيب، ووصفوا هذه العلاقة بالمذهلة والمزهرة، وكشفوا عن تعاون لم يكن يتوقعون انفتاح أبو ظبي عليه، ويشمل بحسب تصريحاتهم لCNN اعترافاً واضحاً منها بالاستيطان.
وبحسب الدبلوماسيين فإن الإمارات استضافت الشهر الماضي مجموعة من قادة المستوطنين الإسرائيليين من الضفة الغربية التي احتلتها إسرائيل منذ حرب عام 1967، كما سمحت باستيراد النبيذ الذي تنتجه الشركات الإسرائيلية في مرتفعات الجولان، التي تحتلها الاحتلال.

وبات مصطلح "لأول مرة" أو بـ "صورة رسمية" ملازمناً للكثير من الفعاليات المتعلقة بالتطبيع بين الإمارات والاحتلال، مثل إقامة أول زفاف يهودي علني مؤخراً، عدا عن تدشين مدرسة دينية في دبي يرتادها 200 مستوطن خلال عام 2021.

بموازاة ذلك، ترسل أبوظبي وفود رسمية وشعبية تمثلت في وصول مغني إماراتي لإقامة حفلات مشتركة مع مطربين إسرائيليين، حتى وصل الأمر لشراء لاعبين إسرائيليين للعب في الدوري الإماراتي، إلى جانب شراء حصة في أحد أكثر الأندية الإسرائيلية عنصرية وتطرفاً "بيتار القدس"، عدا عن تحضيرات لزيارات سياحية مشتركة بين الجانبين.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد إذ تطور لزيارات لحائط البراق والمسجد الأقصى تحت الحماية الإسرائيلية وصفه بأنه "حائط المبكى"، واقتحام الأقصى من ذات الأبواب التي يدخلها المستوطنون عند اقتحامهم المسجد، وهو ما يعكس تطابقاً غريباً وانغماس كامل في دعم الرواية الصهيونية.

ويبدو أن "حكام الإمارات" مصممون على وضع طقوسهم الخاصة في ظل موجة التطبيع الحاصلة حالياً، وحالة الانفتاح في شتى المجالات مع الاحتلال، في الوقت الذي يبدو فيه دبلوماسيون أمريكيون مصدومون من حجم التطور الهائل للعلاقات رغم مرور شهور بسيطة على العلاقة.
(قدس)