2024-11-24 08:58 م

نيوم.. هدية ابن سلمان الثمينة لـ”إسرائيل” لتأكيد تفوقها الإقليمي

2020-11-30
أعلن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على هامش المؤتمر الذي استضافته الرياض في أكتوبر/تشرين الأول 2017، الذي جاء تحت عنوان “مبادرة مستقبل الاستثمار” وضم نحو 3000 من كبار المستثمرين والسياسيين، عن مشروع جديد لإنشاء منطقة استثمارية تجارية وصناعية على الساحل الشمالي الغربي من البحر الأحمر يحمل اسم “نيوم”.

المشروع تم تسويقه حينها على أنه يندرج تحت إستراتيجية الأمير الشاب بهدف تنويع الموارد الاقتصادية والخروج شيئًا فشيئًا عن عباءة الاعتماد على عوائد النفط كمصدر اقتصادي وحيد للمملكة، الأمر الذي يحمل في ثناياه تهديدًا كبيرًا لمستقبل السعودية الاقتصادي حال تعرض هذا المورد لأي هزة في الأسعار أو الإنتاج، وهو ما حدث أكثر من مرة.

وبعيدًا عن الموقع الجغرافي لهذا المشروع وسياقه السياسي في إطار صفقة القرن وما يحمله من دلالات فإن الآلة الإعلامية السعودية واصلت عزفها على قيمة تلك الخطوة التي يتوقع معها أن تنقل المملكة إلى آفاق جديدة من النمو الاقتصادي، إذ كان يطمح ولي العهد أن تصل إيرادات المشروع بعد اكتماله 100 مليار دولار سنويًا.

وعلى المستوى الشعبي فإن حالة الانبهار بالنقلة المتوقعة لهذا الإعلان خيمت على الأجواء بصورة شبه كاملة، حيث وجدت شريحة كبيرة من السعوديين لا سيما الشباب في هذا المشروع حلمهم في الارتقاء ببلادهم، حيث تغطي المشروعات المقترحة بداخله (مجالات السياحة الشاطئية والطيران والفنادق والترفيه والألعاب الرياضية والخدمات التكنولوجية المتقدمة) نسبة كبيرة من طموحات الشعب السعودي.

القراءة المتأنية في تفاصيل المشروع وتداعياته تذهب إلى أن “إسرائيل” ستكون الرابح الأكبر منه، فيما يلقي بظلاله السلبية على مستقبل الاستثمارات في مدينتي شرم الشيخ المصرية والعقبة الأردنية، هذا في الوقت الذي سيعيد هذا المشروع حال تنفيذه خريطة التحالفات الإقليمية والدولية، ويعيد تموضع الرباعي (مصر، السعودية، الأردن، “إسرائيل”) الإقليمي مرة أخرى.. فماذا نعرف عن تلك المدينة المثيرة للجدل؟
لم تكن نيوم، تلك المنطقة الصغيرة الواقعة على البحر الأحمر، التي استضافت أول لقاء معلن بين ابن سلمان ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، مجرد منتجع على البحر الأحمر فقط، إذ يخطط لها على أن تكون دولة داخل الدولة، ويعد موقعها الجيوسياسي أحد أبرز المواقع الإستراتيجية في المنطقة بأسرها.

فالمدينة التي تقع إلى الغرب من تبوك حتى البحر الأحمر، وتتجاوز مساحتها 28 ألف كيلومتر مربع، وهي مساحة دولة كبلجيكا، أو ولاية أمريكية كبيرة كـ”ماساتشوستس” تتقاطع في حدودها مع مضائق تيران المصرية وحدود كل من الأردن و”إسرائيل” عند خليج العقبة وإيلات.