2024-11-25 07:49 م

دوائر سياسية: تعايش فلسطيني بالمجان مع التطبيع العربي

2020-11-21
القدس/المنـار/ في تقارير لدوائر سياسية، أفادت بوجود تشابه كبير بين الخطأ الاستراتيجي الذي وقعت به حكومة اسرائيل برئاسة نتنياهو في تعاملها مع ادارة اوباما خلال مفاوضات الاتفاق النووي الايراني، وبين الخطأ الاستراتيجي الذي وقعت فيه القيادة الفلسطينية في تعاملها مع ادارة دونالد ترامب خلال عملية "نسج صفقة القرن"، فنتنياهو تجاهل الدعوات التي اطلقها باراك اوباما لاسرائيل من اجل الجلوس على الطاولة مع الامريكان ومناقشة بنود الاتفاق النووي ووضع الملاحظات والتعديلات التحفظات، وهو ما جعل اسرائيل تخسر قدرتها بالتأثير على هذا الاتفاق اعتقادا منها انذاك بان قطار المفاوضات مع ايران لن يغادر محطة انطلاقه قبل أن تتربع اسرائيل في داخله ، وهو ما ثبت عكسه. هذا الامر ينطبق ايضا على الرئيس الفلسطيني محمود عباس وطريقة تعامله مع الادارة الامريكية برئاسة دونالد ترامب، فعباس لم ينجح في اتباع التكتيك الافضل في تعامله مع ادارة امريكية عمرها 4 سنوات واختار تجاهل دعوات الحوار حول الخطة الامريكية وفقد اية قدرة لوضع التحفظات على الصياغة الامريكية للحل ولم يتمكن من قطع الطريق أمام القرارات الامريكية المعادية للفلسطينيين، وفضلت القيادة البقاء في دائرة الانتظار والانكار. هذا "البطء" الفلسطيني في فهم الحراك السياسي والتسرع في اتخاذ الخطوات والقرارات العاطفية والعشوائية، ينطبق ايضا على رد الفعل الفلسطيني على خطوات التطبيع التي أقدمت عليها بعض الدول العربية في الاشهر الماضية، فالقرارات الفلسطينية المتسرعة والعشوائية تسببت في "تحطيم الادوات" و "توسيع فجوة الخلافات" بين القيادة الفلسطينية والانظمة في الدول العربية المطبعة، اعتقادا من القيادة الفلسطينية بأن الردود النارية قادرة على "كبح" قطار التطبيع، وهو اعتقاد سقط سريعا تحت عجلات هذا القطار الذي يواصل مسيرته حتى مع اقتراب الانتهاء الفعلي لولاية دونالد ترامب في البيت الابيض، ولن يتوقف خلال ولاية الساكن الجديد جو بايدن. القيادة الفلسطينية استيقظت متأخرة وبدأت محاولات "اصلاح" ما تسببت سياستها المتسرعة في تحطيمه من ادوات، لتعلن عن قرار اعادة سفيريها لدى الامارات والبحرين، انطلاقا من "صحوة متأخرة" تقوم على محاولة الحصول على "اثمان" و "مكاسب" لصالح "القضية" مقابل التعايش الفلسطيني مع التطبيع!!، وهنا لا بد من الاشارة الى ان الرغبة الفلسطينية في اعادة السفراء تواجه بعض الصعوبات على الاقل في ما يتعلق بالمسار الاماراتي، لكن، حتى لو تم "تذليل الصعاب" و "القفز عن المعيقات" فان الامال الفلسطينية المعلقة على الحصول على ثمن لهذا التطبيع، ستسقط سريعا، فالدول العربية المطبعة لم تعد بحاجة الى "مباركة فلسطينية" او "غطاء فلسطيني" لعلاقاتها مع اسرائيل، أما الادارة الامريكية الجديدة التي لن تعارض استمرار قطار التطبيع في طريقه، فلا يوجد ما يفرض عليها دفع "ديون" الادارة الامريكية السابقة، لهذا فان "التعايش الفلسطيني مع التطبيع" سيكون على الاغلب "تعايش مجاني" وفي بعض الاحيان ترافقه "تنازلات فلسطينية" مقابل عودة العلاقات مع الدول المطبعة الى ما كانت عليه عشية اشهار العلاقات مع اسرائيل!!